أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-4-2017
3861
التاريخ: 10-12-2014
3511
التاريخ: 9-3-2022
1751
التاريخ:
4225
|
منذ أن فقَدت كَنّة عبد المطلب وعروس ابنه : آمنة زوجها الشاب الكريم : عبد اللّه باتت تترقب الفرص لتذهب إلى يثرب وتزور قبر زوجها الحبيب الفقيد عن كثب وتزور اقاربها في يثرب في نفس الوقت.
وذات مرة فكَّرت بأن تلك الفرصة قد سنحت وأن ولدها محمَّداً قد كبُر ويمكنه أن يشاركها في حزنها فتهيأت هي واُمّ ايمن للسفر واتجهت نحو يثرب برفقه محمَّد ولبثت هناك شهراً.
ولقد انطوت ( وبالأحرى حملت ) هذه السفرة على بعض الآلام الروحية لوليد قريش محمّد؛ لأنه (صـلى الله علـيه وآله) رأى فيها ولأوّل مرة البيت الّذي توفي فيه والده العزيز ودفن وكانت والدته قد حدَّثته بامور عن والده إلى ذلك الحين.
وكانت لا تزال سحابةُ الحزن تخيّم على روحه الشريفة إذ فوجئ بحادثة مقرحة اُخرى وغشيه موج آخر من الحزن لأنه عند عودته إلى مكة فقد اُمّه العزيزة في اثناء الطريق في منطقة تدعى ب الابواء .
إنَ هذه الحادثة قد عزَّزتْ مكانة الرسول الكريم (صـلى الله علـيه وآله) في عشيرته اكثر فأكثر وجعلته يتمتع بمحبّة أزيد منهم فهو الزهرة الوحيدة من تلك الجنينة المباركة كما انه صار منذ ذلك الحين يتمتع بعناية أكبر من قبل جده عبد المطلب ولهذا كان يحبُّه اكثر من أبنائه بل ويؤثره عليهم جميعاً.
ومن ذلك أنه كان يُمدُّ في فناء الكعبة المعظمة بساطٌ لزعيم قريش عبد المطلب فيجلس هو عليه ويتحلَّقُ حوله وجوهُ قريش وسادتها وأولادُه فإذا وقَعت عيناه على بقية عبد اللّه محمَّد أمر بأن يُفرَّجَ له حتّى يتقدم نحوه ثم يُجلِسُه إلى جنبه على ذلك البساط المخصوص به .
ان القرآن الكريم يُذكّر النبي (صـلى الله علـيه وآله) بفترة يتمه ويقول : {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى} [الضحى: 6].
إن الحكمة وراءيتم وليد قريش ليست واضحة لنا تمام الوضوح ولكننا نعلم إجمالا بأن سيل هذه الحوادث المؤلمة احيانا والمزعجة احيانا اخرى لم يك خالياً عن حكمة معقولة ومصلحة رشيدة بيد أننا مع كل هذا يمكن لنا الحدس بأن اللّه تعالى أراد أن يذوق قائد العالم البشري ومعلمه وإمام الإنسانية وهاديها ـ وقبل ان يتسلم مهامه ويزاول مسؤولياته العظمى ويبدأ قيادته ـ حُلو الحياة ومرَّها ويجرِّب سراء العيش وضرّاءه حتّى تتهيَّأ لديه تلك الروحُ الكبرى الصبورة الصامدة ويدّخر من تلك الحوادث الصعبة تجارب ودروساً ويعدّ نفسه لمواجهة مسلسل الشدائد والمصاعب والمشاق والمتاعب الّتي كانت تنتظره في المستقبل.
وربما أراد اللّه تعالى أن لا تكون في عنق نبيِّه طاعة لأحد ولهذا انشأه حراً خلياً من كل قيد منذ الايام الاُولى من حياته يصنع نفسَه بنفسِه ويقيّض لها موجبات الرشد واسباب الرقيّ ليتضح أن نبوغَهُ ليس نبوغاً بشرياً عادياً ومألوفاً وانه لم يكن لوالديه اي دخل فيه وفي مصيره وبالتالي فان عظمته الباهرة نابعةٌ من مصدر الوحي وليست من العوامل العادية والاسباب المأنوسة المتعارفة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|