أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-11-2018
1147
التاريخ: 23-10-2014
1015
التاريخ: 2-07-2015
1031
التاريخ: 2-07-2015
1063
|
النظر في التحقيق: يشتمل على حركةٍ من المطالب إلى مباديها، ثمّ الرجوع منها إليها، فتعريف بعضهم له بأنّه «ترتيب أُمور معلومة للتأدّي إلى مجهول»(1) مختصّ بالانتقال الثاني، وقلّما يتّفق مثله ابتداءً. (والذي يتّفق مثله ابتداءً يكون حدساً لأنّ الحدس لا يشترط فيه الانتقال من المطالب بل هو انتقال من المبادئ إلى المطالب ابتداءً).
وتحقيق ما ذكرناه: أنّه إذا كان لنا مطلوب كحدوث العالم مثلًا، فإنّا نستحضره، ثمّ نرجع إلى خزانة خيالنا فنحصّل منها مقدّماتٍ صالحة للاستدلال على المطلوب، ونرتّبها ترتيباً مؤدّياً إلى الاطّلاع عليه، فذلك هو النظر، وإفادة صحيحة للعلم ضروريّة فطريّة، فإنّ من علم الملازمة بين أمرين، ثمّ علم وجود الملزوم فإنّه يحصل له العلم باللازم حصولًا بيّناً، ودفعه مكابرة، فخلاف السمنيّة (2) في ذلك مطلقاً، والمهندسين (3) في الإلهيات باطل.
وحصول العلم عقيبه تولّد عند المعتزلة(4)، كسائر المتولّدات عن أسبابها، ومخلوق عند الأشعرية(5) بمجرى العادة، بناءً على قاعدته الفاسدة من استناد ساير الممكنات إلى اللّه تعالى، وعند الحكماء حصول المقدّمتين معدٌّ لإفاضة العلم على الذهن من المبادئ العالية.
ثمّ بسائطه: إمّا تصوّرات، فتفيد تصوّراً- وهو حصول صورة عن الشيء عند العقل عارياً عن الحكم- أو تصديقات، فتفيد تصديقاً- وهو الحكم على الأوّل بنفي أو إثبات- ويسمّى كاسب الأوّل: قولًا شارحاً، وكاسب الثاني: حجّة، وتفاصيلهما في المنطق.
ويشترط في الإفادة: مطابقة المقدّمات لما في نفس الأمر، وأن يكون الترتيب على هيئة منتجة، وأن لا يكون المطلوب معلوماً من كلّ وجه، وإلّا لزم تحصيل الحاصل؛ ولا مجهولًا كذلك، وإلّا لم يُعلم حصوله عند حصوله؛ ولا جهلًا مركّباً، لأنّه حينئذٍ يكون مانعاً من النظر فيه.
وهل يفيد فاسده الجهل؟ قيل: نعم، مطلقاً.
وقيل: إن فسد مادةً أفاد الجهل، وصورةً لا يفيد شيئاً.
وينتقض بقولنا: كلّ إنسان حجر وكلّ حجر حيوان؛ فإنّه فاسد مادّةً مع إفادته علماً.
والحقّ [أنّ]إفادته الجهل ليس كلّيا.
__________________
(1) انظر شرح المقاصد( للتفتازاني) 1: 227.
(2) السمنية: منسوبة إلى سومنات وهم قوم من عبدة الأوثان، قائلون بالتناسخ وبأ نّه لا طريق للعلم سوى الحسّ. يراجع إرشاد الطالبين: 108.
(3) المهندسون: وهم القائلون بأنّ النظر يفيد العلم في الهندسيات والحسابيات دون الإلهيّات، والغاية القصوى فيها الظنّ، والأخذ بالأحرى والأخلق بذاته تعالى وصفاته. يراجع للتفصيل إرشاد الطالبين: 108- 109.
(4) المعتزلة: فرقة من أشهر فرق الإسلام اشتهرت بأُصولها الخمسة التي تتألّف منها قاعدتها الفكرية: العدل، التوحيد، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمّا نظرية التوليد فحاصلها أ نّهم أثبتوا لبعض الحوادث مؤثّراً غير اللّه، وقالوا الفعل الصادر عنه إمّا بالمباشرة أي بلا واسطة فعل آخر منه وإمّا بالتوليد أي بتوسّطه، والنظر فعل للعبد واقع بمباشرته يتولّد منه فعل آخر هو العلم. راجع معجم الفرق الإسلامية: 226.
(5) الأشعرية: هم أصحاب أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري( المتوفى سنة 324). وهو من نسل أبي موسى الأشعري، أحد الحَكَمَين يوم صفّين. وكان أبو الحسن الأشعري تلميذ أبي علي الجُبّائي من شيوخ المعتزلة. ومن مذهبه أنّ كلّ موجود يصحّ أن يرى، والباري تعالى موجود، فيصحّ أن يُرى. وتكليف ما لا يُطاق جائز على مذهبه.( معجم الفرق الإسلامية: 35).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تقيم دورة الإسعافات الأولية لملاكات المزارات الشيعية في بابل
|
|
|