أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-01
973
التاريخ: 2024-03-03
961
التاريخ: 2-9-2016
4815
التاريخ: 14-4-2016
4522
|
إن أعلى مثال للإنسان الكامل، والفرد المؤمن من نجده في مولى الموحدين علي بن ابي طالب (عليه السلام)، ذلك الرجل العظيم...، تلك الشخصية الفذة التي عجز الدهر أن يلد مثله، ذلك الإنسان الذي لم يستطع تعاقب الأعوام والقرون أن يمحو حرفاً واحداً من اسمه الكبير، أو يسلّمه الى عالم النسيان.
علي بن أبي طالب مع ألمع النجوم الساطعة في سماء الإنسانية. إن حياته تكشف لنا عن جانب عظيم من التقوى والفضيلة، والعدالة والشجاعة والتضحية والجود، والثبات والاستقامة، وبصورة موجزة جميع الفضائل والسجايا الحميدة. لقد سلك علي (عليه السلام) جميع مدارج الكمال ونال الشرف العظيم في هذا المجال.
لقد تربّى علي (عليه السلام) في حجر الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه واله وسلم). وخضع منذ الصغر للرقابة التربوية الدقيقة المليئة بالدفء والحنان والعطف من قبل النبي العظيم. وقد منحه جميع ما يحتاجه طفل لائق في تربيته وتنمية روحه وجسمه... فنشأ عظيماً من كل جانب.
كان عمر علي (عليه السلام) عشر سنوات عندما بعث الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) بالدعوة الإسلامية. فعرض الرسول الإسلام على الصبي الفطن العاقل ودعاه لاعتناق ذلك الدين السماوي. فآمن علي (عليه السلام) وصار هو وخديجة زوجة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أول مسلمين اتبعا محمدا واعتنقا دينه وقبلا دعوته... وتكونت نواة الدعوة الإسلامية من هذا الثالوث المقدس.
في المراحل الأولى من الدعوة لم يكن ليطرق الأسماع نبأ الدين الجديد فكان الجميع يجهلون عن دين الله الذي أتى به محمد (صلى الله عليه واله وسلم) كل شيء.. إلا أنهم كانوا يرون شاباً يقف للصلاة بين يدي الله، ويقف الى يمينه صبي، ومن خلفهما امرأة فإذا ركع الشاب ركعا معه ، وإذا سجد سجدا وفي بعض المرات رأى أحد كبار العرب هذا المنظر وتعجب منه فقال للعباس بن عبد المطلب الذي كان حاضراً هناك : أمر عظيم!
فقال العباس : أمر عظيم! أتدري من هذا الشاب؟ هذا محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب ـ ابن أخي ـ أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي بن أبي طالب ـ ابن اخي ـ أتدري من هذه المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد، إن ابن أخي هذا حدثني أن ربه رب السماوات والأرض، أمره بهذا الدين الذي هو عليه. ولا والله ما على ظهر الأرض على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة(1)..
إن دافع علي (عليه السلام) لهذه المؤاساة هو الإيمان بالله. لقد سيطر الحبّ الإلهي على جميع جوانحه وجوارحه، فيؤمن بمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) ويعتنق الدين الذي بشر به، ويدافع عن ذلك الدين دفاعاً مستميتاً... في ذلك الظرف الحاسم والجو الخطر تتجه الأخطار والمشاكل المتوالية نحو النبي وتهدده فينبري علي للدفاع عنه مستخدماً جميع قواه وطاقاته. وكلما كثر المسلمون وزاد عددهم، وأقبلوا على اعتناق دين الله زرافات ووحداناً ، ازداد حنق المشركين وعداءهم، ومضوا في التصميم لدحر الدين الجديد وقتل النبي المبشر به أكثر. فيضطر الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) للهجرة الى المدينة، فيهاجر علي أيضاً، يلازم النبي في مشاكله قبل الهجرة وفي غزواته بعدها، مدافعاً عن دين الله، ومدافعاً عن رسوله العظيم... ثم هو يقول: ( والله ما زلت أضرب بسيفي صبياً حتى صرت شيخاً)(1).
_____________
1ـ الإرشاد للشيخ المفيد ص 13.
2ـ المصدر السابق ص136.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|