ورغم ان لكل نوع من التربة نوعا معينا من المحاصيل يجود فيها، الا ان هذا الارتباط ليس مقيدا لإنتاج المحاصيل المثالية لكل تربة,  فأحيانا تلعب شدة الحاجة لمحصول معين نظرا لزيادة الطلب الى زراعة محصول غير مثالي للتربة، وبالتالي ينعكس ذلك على حجم الإنتاج، ولكن زيادة الأسعار في مثل هذه الظروف تشجع على زراعة مثل هذه المحاصيل، لأنها تغطي تكلفة الإنتاج وتحقق عائدا للزارع.

ولكن التربة المثالية لمحصول كالأرز هي التربة الفيضية للأنهار ودالاتها كما في دلتا نهر النيل في مصر، ودلتا نهر الجانج في الهند وبنجلاديش. وترتبط زراعة القطن بالتربة السوداء كما في مصر والهند والبرازيل والولايات المتحدة الامريكية، بينما ترتبط زراعة القمح بتربة الحشائش كما في منطقة البراري, والمعروف ان خصوبة التربة عامل هام في زيادة الإنتاج وبالتالي على زيادة العائد، بخلاف التربة التي تحتاج الى جهد إضافي من اجل زيادة انتاجها مثل التربة الثقيلة التي تحتاج الى الحرث لزيادة التهوية او الى إضافة بعض الرمال اليها لتخفف من شدة تماسكها، وكذلك التربة القلوية المشبعة بأملاح الصوديوم فهي تحتاج الى استصلاح والى غسيل من الاملاح حتى يمكن استغلالها في الزراعة، والتربة المشبعة بالماء تحتاج الى صرف جيد. وكل هذا يتطلب مزيدا من تكلفة الإنتاج مما يجعله لا يحقق عائدا كبيرا كما يحدث في التربات المثلى عند زراعتها بالمحاصيل المناسبة لها، فهي تحقق اكبر عائدا نظرا لقلة تكلفة الإنتاج.