أقرأ أيضاً
التاريخ: 2/9/2022
1587
التاريخ: 13-1-2016
2274
التاريخ: 2023-03-07
1076
التاريخ: 1-12-2019
2365
|
مع كل ما وعد الله سبحانه وتعالى من الأجر على إعالة اليتيم وكفالته تجد أن بعض الناس يستغلون فرصة أن اليتيم لا يقوى على المطالبة بحقه فتراهم يعتدون على أمواله وما أورثه إياه أباه ما يشكل جريمة كبيرة نهى الله عز وجل عن الوقوع فيها فقد قال في كتابه الكريم:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء:10].فإن الله عز وجل قد هدد الذي يأكل مال اليتيم ظلما بانه يأكل في بطنه نارا ومعناه أنه لن يستفيد من هذا المال وأن مصيره في الآخرة انه سيصلى سعيرا , وهذا التهديد سببه أن الله سبحانه وتعالى يعلم ان لا رادع عن الاعتداء على مال اليتيم سوى تهديد على هذا المستوى , إذ إن ترك الأمر من دون ذلك سيسهل الأمر على الشيطان ليغر الإنسان بالاعتداء على المال في حين أن هذا التهديد يشكل رادعا له عن القيام بذلك .
وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله: قال رسول لله (صلى الله عليه واله) يُبعث ناس عن قبورهم يوم القيامة تأجج أفواههم نارا فقيل: يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء: 10] (1). فهذه الصفة التي يضعها الله عز وجل لآكل مال اليتيم لو عقلها الإنسان ما فعل هذه الفعلة الشنعاء , ولكن الشيطان للإنسان غوي مبين .
وقد ورد عن أبي بصير رضوان الله تعالى عليه في سؤاله للإمام الباقر(عليه السلام)ما نصه: (أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار ؟ قال(عليه السلام):من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم)(2) .
ونتيجة لعظم هذه المشكلة والتي وصل حد العقاب فيها أن يوجب أكل مقدار درهم من ماله النار صار كثير من المسلمين يلجؤون الى الهرب من ضم الأيتام إليهم كي لا يشترك طعامهم في طعام الأيتام , ويأتينا كثير من الناس يسألون عن هذه المسألة على أساس أنهم قد لا يستطيعون تحديد طعام اليتيم الذي اشتروه بماله عن طعامه الذي اشتروه بمالهم , وعليه نزلت الآية الكريمة التالية:{فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:220]. فأرشد الله عز وجل الى طريقة المخالطة لليتيم بالتعامل معهم كإخوان لنا في الدين وقد فسرت هذه الآية الكريمة بما رواه سماعة عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال:(سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:{وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة:220] فقال (عليه السلام) : يعني اليتامى إذا كان الرجل يلي الأيتام في حجره فليخرج من ماله على قدر ما يحتاج إليه , على قدر ما يخرج لكل إنسان منهم , فيخالطهم ويأكلون جميعا ولا يرزأن من أموالهم شيئا إنما هي النار)(3) .
ومعنى يرزأن كما في لسان العرب :
(رزأه ماله ورزئه يرزؤه فيها رزءا , أصاب من ماله شيئا وارتزأ الشيء انتقص)(4) .
ومن خلال الحديث نستكشف أنه لا مانع من أن تخالط اليتيم ولا إشكال في ذلك ولكن عندما تريد أن تطعمه من ماله تأخذ من هذا المال مقدار طعامه فقط كأنه أحد أولادك ولا تأخذ من هذا المال أزيد من هذا المقدار, وبالتالي لا إشكال من الناحية الشرعية في ذلك وإن كنا نفضل للميسور أن لا يأخذ من مال اليتيم شيئا ويصرف من ماله هو ويكون بذلك مأجورا .
وعقاب آكل مال اليتيم يكون في الدنيا والآخرة فالله عز وجل هدد آكل مال اليتيم أنه لن يعاقبه عقابا واحدا, بل سيكون هذا العقاب عاجلا أو آجلا, وهذا ما ورد في قوله سبحانه وتعالى :{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء: 9]، وهذه الآية الكريمة واضحة أن الله سبحانه وتعالى يحذر من يعتدي على مال اليتيم انهم سيتعرضون لذلك مع أولادهم مستقبلا, فيبتلون بمن يأكل حقهم ويعتدي على مالهم, وقد فسر الإمام الصادق (عليه السلام) ذلك بقوله:(إن الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين : أما إحداهما فعقوبة الآخرة النار , وأما الأخرى فعقوبة الدنيا قوله:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء: 9] قال : يعني بذلك ليخش إن أخلفه من ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى)(5) . فإذا كنت تحرص على أولادك وتحبهم , ولعل هذا هو دافعك لتعتدي على أموال اليتيم ظنا منك انك تؤمن بذلك مستقبل أولادك فعليك أن تعرف أنك توقع أولادك بخطر الاعتداء على مالهم وضياع هذا المال كعقاب على فعلتك فمصلحتك إذاً في أن لا تُقدِم على هذا الجرم .
________________
1ـ بحار الأنوار الجزء 72 ص 10 .
2ـ نفس المصدر .
3ـ وسائل الشيعة الجزء 12 ص 188 – 189 .
4ـ لسان العرب الجزء 1 ص 86 .
5ـ بحار الأنوار الجزء 72 ص 8 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|