المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

اختصاصات مجلس النواب المتعلقة برئيس الجمهورية
7-6-2022
نظرية التعقيد الذاتي وضيق اللغة‏‏
10-05-2015
خواص القواعد
6-4-2018
نماذج فريدمان
2023-08-07
الاسس الصحفية للاخراج
7-7-2020
الترجيح بالتقيّة
10-9-2016


أكل مال اليتيم وعقابه  
  
21197   12:43 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص389-392
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2/9/2022 1587
التاريخ: 13-1-2016 2274
التاريخ: 2023-03-07 1076
التاريخ: 1-12-2019 2365

مع كل ما وعد الله سبحانه وتعالى من الأجر على إعالة اليتيم وكفالته تجد أن بعض الناس يستغلون فرصة أن اليتيم لا يقوى على المطالبة بحقه فتراهم يعتدون على أمواله وما أورثه إياه أباه ما يشكل جريمة كبيرة نهى الله عز وجل عن الوقوع فيها فقد قال في كتابه الكريم:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء:10].فإن الله عز وجل قد هدد الذي يأكل مال اليتيم ظلما بانه يأكل في بطنه نارا ومعناه أنه لن يستفيد من هذا المال وأن مصيره في الآخرة انه سيصلى سعيرا , وهذا التهديد سببه أن الله سبحانه وتعالى يعلم ان لا رادع عن الاعتداء على مال اليتيم سوى تهديد على هذا المستوى , إذ إن ترك الأمر من دون ذلك سيسهل الأمر على الشيطان ليغر الإنسان بالاعتداء على المال في حين أن هذا التهديد يشكل رادعا له عن القيام بذلك .

وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله: قال رسول لله (صلى الله عليه واله) يُبعث ناس عن قبورهم يوم القيامة تأجج أفواههم نارا فقيل: يا رسول الله من هؤلاء ؟ قال:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}[النساء: 10] (1). فهذه الصفة التي يضعها الله عز وجل لآكل مال اليتيم لو عقلها الإنسان ما فعل هذه الفعلة الشنعاء , ولكن الشيطان للإنسان غوي مبين .

وقد ورد عن أبي بصير رضوان الله تعالى عليه في سؤاله للإمام الباقر(عليه السلام)ما نصه: (أصلحك الله ما أيسر ما يدخل  به العبد النار ؟ قال(عليه السلام):من أكل من مال اليتيم درهما ونحن اليتيم)(2) .

ونتيجة لعظم هذه المشكلة والتي وصل حد العقاب فيها أن يوجب أكل مقدار درهم من ماله النار صار كثير من المسلمين يلجؤون الى الهرب من ضم الأيتام إليهم كي لا يشترك طعامهم في طعام الأيتام , ويأتينا كثير من الناس يسألون عن هذه المسألة على أساس أنهم قد لا يستطيعون تحديد طعام اليتيم الذي اشتروه بماله عن طعامه الذي اشتروه بمالهم , وعليه نزلت الآية الكريمة التالية:{فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:220]. فأرشد الله عز وجل الى طريقة المخالطة لليتيم بالتعامل معهم كإخوان لنا في الدين وقد فسرت هذه الآية الكريمة بما رواه سماعة عن الإمام الصادق (عليه السلام) حيث قال:(سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:{وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} [البقرة:220] فقال (عليه السلام) : يعني اليتامى إذا  كان الرجل يلي الأيتام في حجره فليخرج من ماله على قدر ما يحتاج إليه , على قدر ما يخرج لكل إنسان منهم , فيخالطهم ويأكلون جميعا ولا يرزأن من أموالهم شيئا إنما هي النار)(3) .

ومعنى يرزأن كما في لسان العرب :

(رزأه ماله ورزئه يرزؤه فيها رزءا , أصاب من ماله شيئا وارتزأ الشيء انتقص)(4) .

ومن خلال الحديث نستكشف أنه لا مانع من أن تخالط اليتيم ولا إشكال في ذلك ولكن عندما تريد أن تطعمه من ماله تأخذ من هذا المال مقدار طعامه فقط كأنه أحد أولادك ولا تأخذ من هذا المال أزيد من هذا المقدار, وبالتالي لا إشكال من الناحية الشرعية في ذلك وإن كنا نفضل للميسور أن لا يأخذ من مال اليتيم شيئا ويصرف من ماله هو ويكون بذلك مأجورا .

وعقاب آكل مال اليتيم يكون في الدنيا والآخرة فالله عز وجل هدد آكل مال اليتيم أنه لن يعاقبه عقابا واحدا, بل سيكون هذا العقاب عاجلا أو آجلا, وهذا ما ورد في قوله سبحانه وتعالى :{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء: 9]، وهذه الآية الكريمة واضحة أن الله سبحانه وتعالى يحذر من يعتدي على مال اليتيم انهم سيتعرضون لذلك مع أولادهم مستقبلا, فيبتلون بمن يأكل حقهم ويعتدي على مالهم, وقد فسر الإمام الصادق (عليه السلام) ذلك بقوله:(إن الله أوعد في مال اليتيم عقوبتين اثنتين : أما إحداهما فعقوبة الآخرة النار , وأما الأخرى فعقوبة الدنيا قوله:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء: 9] قال : يعني بذلك ليخش إن أخلفه من ذريته كما صنع هو بهؤلاء اليتامى)(5) . فإذا كنت تحرص على أولادك وتحبهم , ولعل هذا هو دافعك لتعتدي على أموال اليتيم ظنا منك انك تؤمن بذلك مستقبل أولادك فعليك أن تعرف أنك توقع أولادك بخطر الاعتداء على مالهم وضياع هذا المال كعقاب على فعلتك فمصلحتك إذاً في أن لا تُقدِم على هذا الجرم .

________________

1ـ بحار الأنوار الجزء 72 ص 10 .

2ـ نفس المصدر .

3ـ وسائل الشيعة الجزء 12 ص 188 – 189 .

4ـ لسان العرب الجزء 1 ص 86 .

5ـ بحار الأنوار الجزء 72 ص 8 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.