أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2017
3312
التاريخ: 10-2-2017
11222
التاريخ: 10-2-2017
7708
التاريخ: 22-2-2017
3874
|
قال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} [النساء : 71] .
أمر الله سبحانه المؤمنين بمجاهدة الكفار ، والتأهب لقتالهم فقال : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ } قيل فيه قولان أحدهما : إن معناه : احذروا عدوكم بأخذ السلاح، كما يقال للإنسان خذ حذرك: أي احذر. والثاني : إن معناه : خذوا أسلحتكم ، سمى الأسلحة حذرا ، لأنها الآلة التي بها يتقى الحذر ، وهو المروي عن أبي جعفر ، وغيره . وأقول : إن هذا القول أصح لأنه أوفق بمقايس كلام العرب ، ويكون من باب حذف المضاف ، وتقديره خذوا آلات حذركم ، وأهب حذركم ، فحذف المضاف ، وأقيم المضاف إليه مقامه ، فصار خذوا حذركم { انْفِرُوا } إلى قتال عدوكم : أي اخرجوا إلى الجهاد { ثُبَاتٍ } : أي جماعات في تفرقة ، ومعناه : أخرجوا فرقة بعد فرقة ، فرقة في جهة ، وفرقة أخرى في جهة أخرى . { أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا } : أي مجتمعين في جهة واحدة (2) ، إذا أوجب الرأي ذلك . وروي عن أبي جعفر عليه السلام أن المراد بالثبات : السرايا ، وبالجميع: العسكر .
________________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 7-9 .
2. [وحالة واحدة] .
{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ } . هذه الآية من آيات الحث على الجهاد ، وسبق منها كثير ، وما يأتي أكثر ، ولكن هذه الآية توجب النفير العام ، وحشد الأمة كلها إلى الحرب ، ان أحوج الحال . . وان دل هذا الاهتمام على شيء فإنما يدل على ما كان للإسلام من أعداء ، يدبرون له المكائد والمصائد ، وما للمسلمين من خصوم يناصبونهم ويفتنونهم عن دينهم . . والى اليوم يقاسي الإسلام والمسلمون الكثير من أهل الكفر والطغيان ، فمن الطبيعي - إذن - ان يحث اللَّه سبحانه المسلمين على الحذر والتعرف على قوة العدو والاستعداد له بسلاح أمضى وأقوى .
{ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً } . انفروا أمر بالخروج للحرب ، وثبات أي فصائل وفرقا من الجنود المتخصصين للقتال ، وجميعا أي جيشا وشعبا ، حسبما تقتضيه الحال . والقصد هو الاستعداد لمجابهة العدو ، وحشد جميع الطاقات والقدرات ، واستنفاد كل وسيلة لردعه عن البغي والعدوان ، حتى ولو أدى الدفاع إلى تطوع الأمة كلها للحرب كبارا وصغارا ، رجالا ونساء . قال العلامة الحلي في التذكرة : « لو أحوج الحال إلى الاستعانة بالنساء وجب » .
_______________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 374 .
قوله تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً } الحذر بالكسر فالسكون ما يحذر به وهو آلة الحذر كالسلاح ، وربما قيل : إنه مصدر كالحذر بفتحتين ، والنفر هو السير إلى جهة مقصودة ، وأصله الفزع ، فالنفر من محل السير فزع عنه وإلى محل السير فزع إليه ، والثبات جمع ثبة ، وهي الجماعة على تفرقة ، فالثبات الجماعة بعد الجماعة بحيث تتفصل ثانية عن أولى ، وثالثة عن ثانية ، ويؤيد ذلك مقابلة قوله : { فَانْفِرُوا ثُباتٍ } قوله : { أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً } .
والتفريع في قوله : { فَانْفِرُوا ثُباتٍ } ، على قوله : { خُذُوا حِذْرَكُمْ } ، بظاهره يؤيد كون المراد بالحذر ما به الحذر على أن يكون كناية عن التهيؤ التام للخروج إلى الجهاد ويكون المعنى : خذوا أسلحتكم أي أعدوا للخروج واخرجوا إلى عدوكم فرقة فرقة ( سرايا ) أو اخرجوا إليهم جميعا ( عسكرا ) .
ومن المعلوم أن التهيؤ والإعداد يختلف باختلاف عدة العدو وقوته فالترديد في قوله : أو انفروا ، ليس تخييرا في كيفية الخروج وإنما الترديد بحسب تردد العدو من حيث العدة والقوة أي إذا كان عددهم قليلا فثبة ، وإن كان كثيرا فجميعا .
فيئول المعنى ـ وخاصة بملاحظة الآية التالية : { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَ } ، ـ إلى نهيهم عن أن يضعوا أسلحتهم ، وينسلخوا عن الجد وبذل الجهد في أمر الجهاد فيموت عزمهم ويفتقد نشاطهم في إقامة أعلام الحق ، ويتكاسلوا أو يتبطئوا أو يتثبطوا في قتال أعداء الله ، وتطهير الأرض من قذارتهم .
______________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 354 .
الحذر الدّائم :
«الحذر» يعني اليقظة والتأهب والترقب لخطر محتمل ، كما يعني أحيانا الوسيلة التي يستعان بها لدفع الخطر.
أمّا كلمة «ثبات» فتفيد معنى المجموعات المتفرقة ، ومفردها «ثبة» من مادة «ثبي» أي جمع .
والقرآن يخاطب عامّة المسلمين في الآية المذكورة أعلاه ، ويقدم لهم اثنتين من التعاليم اللازمة لصيانة وجود المسلمين والمجتمع الإسلامي تجاه كل خطر يهدد هذا الوجود .
ففي البداية تأمر الآية المؤمنين بالتمسك باليقظة والبقاء في حالة التأهب من أجل مواجهة العدو ، وتحذرهم من الغفلة عن هذا الأمر : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ ...} .
ثمّ تأمر الآية بالاستفادة من الأساليب والتكتيكات المختلفة في مواجهة العدو ، من ذلك الزحف على شكل مجموعات إن تطلب الأمر مثل هذا الأسلوب ، أو على شكل جيش موحّد مترابط إن استدعت المواجهة هجوما شاملا منسجما ، وفي كلتا الحالتين لا بدّ من المواجهة الجماعية {فَانْفِرُوا ثُباتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً} .
ذهب بعض المفسّرين إلى أن معنى «الحذر» في الآية هو «السلاح» لا غير، بينما للحذر معنى واسع لا يقتصر على السلاح ، ثمّ أن الآية (١٠٢) من هذه السورة تدل بوضوح على أنّ الحذر غير السلاح حيث يقول تعالى : {... أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ...} وجواز وضع السلاح (في الصلاة) مع أخذ الحذر يدل على أنّ الحذر لا يعنى السلاح بالذات .
الآية الكريمة هذه تشتمل على أمر عام مطلق لجميع المسلمين في كلّ العصور والأزمنة، ويدعو هذا الأمر المسلمين إلى الالتزام باليقظة والاستعداد الدائم لمواجهة أي طارىء من جانب الأعداء ولحماية أمن الأمّة ، وذلك عن طريق التحلّي بالاستعداد المادي والمعنوي الدائمين .
وكلمة «الحذر» أيضا تستوعب بمعانيها الواسعة ـ كل أنواع الوسائل المادية والمعنوية الدفاعية التي يتحتم على المسلمين اتباعها ، من ذلك التعرف على قدرة العدو من حيث العدّة والعدد ، وأساليبه الحربية ، والإستراتيجية ، ومدى فاعلية أسلحته ، وكيفية مواجهتها والاحتماء من خطرها وخطر العدوّ نفسه ، وبذلك يكون المسلمون قد أوفوا من حيث العمل بما يتطلبه منهم أمر «الحذر» من الاستعداد والتأهب واليقظة لمواجهة أي خطر طارئ .
ويشتمل أمر «الحذر» أيضا على الاستعداد النفسي والثقافي والاقتصادي ، لتعبئة كافة الإمكانيات البشرية ، والاستفادة من أقوى أنواع الأسلحة وأكثرها تطورا في الوقت المطلوب ، وكذلك الإلمام بصور استخدام هذا السلاح وأساليبه ، فإذا كان المسلمون يلتزمون بهذا الأمر ويطبقونه على حياتهم لاستطاعوا أن يجنّبوا أنفسهم وأمّتهم الفشل والتقهقر والهزيمة على مدى تاريخهم المليء بالأحداث.
والشيء الآخر الذي يفهم من هذه الآية الكريمة ، هو اختلاف أساليب مواجهة العدو بحسب ما تقتضيه الضرورة ، ويعينه الظرف ، ويحدد موقع العدو ـ فلو كان هذا الموقع يتطلب مقابلة العدو بجماعات منفصلة ، لوجب استخدام هذا الأسلوب مع كل ما يحتاج إليه من عدد وعدّة وغير ذلك ، وقد يكون موقع العدو بصورة تقتضي مواجهة العدو في هجوم عام ضمن مجموعة واحدة متماسكة ، وعند هذا يجب أن يعدّ المسلمون العدّة اللازمة والعدد الكافي لمثل هذا الهجوم الشامل .
ومن هنا يتّضح أنّ إصرار البعض على أن يكون للمسلمين أسلوب كفاحي واحد دون اختلاف في التكتيك لا يقوم على منطق ولا تدعمه التجارب ، إضافة إلى أنّه يتنافى مع روح التعاليم الإسلامية.
لعل الآية ـ أعلاه ـ تشير أيضا إلى أنّ المسألة الهامّة هي تحقيق الأهداف الواقعية سواء تطلب الأمر أن يسلك الجميع أسلوبا واحدا ، أو أن ينهجوا أساليب متنوعة.
ويفهم من كلمة «جميعا» أنّها تعني أنّ المسلمين كافّة مكلّفون بالمشاركة في أمر مواجهة العدو ، ولا يختص هذا الحكم بطائفة معينة .
__________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 199-200 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|