أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-08-2015
974
التاريخ: 22-11-2016
752
التاريخ: 11-4-2017
957
التاريخ: 5-08-2015
2057
|
الإمامة هي خلافة الرسول ووصاية النبي بعد سيّدنا محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وعرّفها الشيخ المفيد (قدس سره) بقوله : « الإمامة هي التقدّم فيما يقتضي طاعة صاحبه ، والإقتداء به »(1).
وقال العلاّمة الحلّي أعلى الله مقامه : « الإمامة رئاسة عامّة لشخص من الأشخاص في اُمور الدين والدنيا »(2).
وقال السيّد البهبهاني (قدس سره) : « الإمامة عبارة عن الخلافة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، في اُمور الدين والدنيا ، وإفتراض طاعته على الاُمّة فيما أمر به أو نهى عنه »(3).
وأوضح في الدائرة(4)، بأنّ الإمامة منصب إلهي ، ورئاسة عامّة في اُمور الدين والدنيا يختارها الله تعالى لفرد كامل من البشر ، ويأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأن يرشد الاُمّة إليه ، ويقوم مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في إرشاد الناس ، وحجّة الله على خلقه.
هذا بالنسبة إلى تعريف الإمامة .
وأمّا الإمام فهو المقتدى والمتّبع .
قال الشيخ الطريحي : « قوله ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) سورة البقرة : (الآية 124) أي يأتمّ بك الناس ، فيتّبعونك ويأخذون عنك ، لأنّ الناس يؤمّون أفعاله أي يقصدونها ، فيتّبعونها »(5).
وزاد في المفردات : « أنّ الإمام يُقتدى بأقواله وأفعاله »(6).
وأفاد الشيخ الطبرسي(7): أنّ المستفاد من لفظ الإمام أمران :
أحدهما : أنّه المقتدى في أفعاله وأقواله .
والثاني : أنّه الذي يقوم بتدبير الاُمّة وسياستها والقيام باُمورها وتأديب جُناتها وتولية ولاتها ، وإقامة الحدود على مستحقّيها ، ومحاربة من يكيدها ويعاديها ، هذا بالنسبة إلى تعريف الإمام والإمامة ، وسيأتي بيان مدلولها الشرعي الجامع في هذا المنصب الرفيع .
ولا شكّ أنّ من أشرف معارف اُصول الدين ، هي معرفة إمامة الأئمّة المعصومين ، وخلافة أوصياء الرسول الميامين ، وولاية حجج الله في السماوات والأرضين التي تعود إلى معرفة الله تعالى بالحقّ واليقين .
وذلك لأنّهم سفراؤه إلى خلقه ، ووسائل لطفه إلى عباده ، فتكون معرفتهم من شؤون معرفته .. يوجب فعلها الهداية ، وتركها الضلالة ، كما في الحديث التالي :
عن أبي حمزة قال : قال لي أبو جعفر ـ الباقر ـ (عليه السلام) : « إنّما يعبد الله من يعرف الله ، فأمّا من لا يعرف الله فإنّما يعبده هكذا ضلالا .
قلت : جعلت فداك ! فما معرفة الله ؟
قال : تصديق الله عزّ وجلّ وتصديق رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وموالاة علي (عليه السلام) والإيتمام به وبأئمّة الهدى (عليهم السلام) والبراءة إلى الله عزّ وجلّ من عدوّهم ، هكذا يُعرف الله عزّ وجلّ »(8).
وإمامة آل محمّد الربّانية الإلهية ، من الاُصول الدعائم والأركان العظائم للدين الإسلامي الحنيف .. وترك معرفتهم يوجب الردى وكفر الجاهلية الاُولى ، لما ورد في الحديث المتواتر بين الفريقين :
« من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهليّة »(9).
وفي حديث عيسى بن السري(10) قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السلام) : حدّثني عمّا بُنيت عليه دعائم الإسلام .. ـ وسيأتي ذكر الحديث (11)ـ وقد صرّح بكون الولاية من دعائم الإسلام .
فيلزم على كلّ من أراد معرفة الله تعالى معرفتهم ، والدخول في ولايتهم التي هي من دين الله عزّ وجلّ كما صرّحت به الأحاديث الآنفة مثل حديث أبي الجارود زياد بن المنذر(12)، الذي سيأتي ذكره (13)، وصرّح بكون الولاية من الدين .
هذا مضافاً إلى أنّ نفس وجوب إطاعتهم تقضي بلزوم معرفتهم لأنّ تحقّق الطاعة يستلزم معرفة المُطاع ، تلك الطاعة التي أمر الله بها في قوله عزّ إسمه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الاَمْرِ مِنْكُمْ ) سورة النساء : (الآية 59) ، وقد نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) بأخبار الخاصّة والعامّة المتظافرة التي تلاحظها في غاية المرام (14).
فيلزم معرفتهم وإطاعتهم والإقتداء بهم والتصديق بإمامتهم الكبرى المتّسمة بالمزايا العظمى .
__________________
(1) الإفصاح في الإمامة : (ص27) .
(2) نهج المسترشدين : (ص62) .
(3) مصباح الهداية في إثبات الولاية : (ص48) .
(4) دائرة المعارف الشيعية : (ج4 ص245) .
(5) مجمع البحرين : (ص503 مادّة ـ اُمم ـ ) .
(6) المفردات للراغب : (ص204) .
(7) مجمع البيان : (ج1 ص201) .
(8) اُصول الكافي : (ج1 ص180 باب معرفة الإمام والردّ إليه ح1) .
(9) لاحظ اُصول الكافي : (ج1 ص376 باب من مات وليس له إمام من أئمّة الهدى) ، وبحار الأنوار : (ج23 ص76 ب3 الأحاديث) .
ولاحظ من مصادر العامّة مسند أحمد بن حنبل : (ج4 ص96) ، وصحيح مسلم : (ج8 ص107) ، وحلية الأولياء لأبي نعيم : (ج3 ص224) ، وكنز العمّال للمتّقي الهندي : (ج3 ص220) ، وينابيع المودّة للقندوزي : (ص117) ، ومسند الحافظ الطيالسي : (ص259) .
(10) اُصول الكافي : (ج2 ص21 باب دعائم الإسلام ح9) .
(11) في ص377 من هذا الكتاب .
(12) اُصول الكافي : (ج2 ص21 باب دعائم الإسلام ح10) .
(13) في ص378 من هذا الكتاب .
(14) غاية المرام : (ص263 ـ 265 ب58 ـ 59 الأحاديث) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|