أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
1211
التاريخ: 31-3-2021
2933
التاريخ: 2-11-2018
1752
التاريخ: 17-11-2016
1038
|
خروج يزيد لوفود العرب:
لما أفْضى الأمر إلى يزيد بن معاوية دخل منزله، فلم يظهر للناس ثلاثاً، فاجتمع ببابه أشرافُ العرب ووفود البلدان وأمراء الأجناد لتعزيته بأبيه وتهنئته بالأمر، فلما كان في اليوم الرابع خرج أشْعَثَ أغْبَر فصعد المنبر، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: إن معاوية كان حَبْلاً من حبال اللّه مده الله ما شاء أن يمده، ثم قطعه حين شاء أن يقطعه، وكان دون من كان قبله، وخير من بعده، إن يغفر اللّه له فهو أهله، وإن يعذبه فبذنبه، وقد وليتُ الأمر بعده، ولست أعتذر من جهل، ولا أشتغل بطلب علم، فعلى رِسْلِكم فإن اللّه لو أراد شيئاً كان، أذكروا اللهّ واستغفروه، ثم نزل، ودخل منزله، ثم أذن للناس.
فدخلوا عليه لا يدرون أيهنئونه أم يُعَزُّونه، فقام عاصم بن أبي صيفي، فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته، أصبحت قد رُزِئْتَ خليفة اللّه وأعطيت خلافة اللّه، ومنحت هبة اللهّ، قضى معاوية نحبه، فغفر اللّه له ذنبه، وأعطيت بعده الرياسة، فاحتسب عند اللّه أعظم الرزية، واحمده على أفضل العطية، فقال يزيد، ادن مني يا ابن أبي صيفي، فدنا حتى جلس قريباً منه.
ثم قام عبد اللّه بن مازن فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، رزئت خير الآباء، وسميت خير الأسماء، ومنحت أفضل الأشياء بالعطية، وأعانك على الرعية، فقد أصبحَتْ قريش مفجوعة بفَقْد سائِسِها مسرورة بما أحسن اللّه إليها من الخلافة بك، والعُقْبى من بعده، ثم أنشأ يقول:
اللَّه أعطاك التي لا فوقها... وقد أراد الملحدون عَوْقَهَا
عنك فيأبى اللّه إلا سَوْقَهَا ... إليك حتى قلَدوك طَوْقَهَا
فقال له يزيد: أدن مني يا ابن مازن، فدنا حتى جلس قريباً منه. ثم قام عبد الله بن همام فقال: آجرك اللّه يا أمير المؤمنين على الرزية، وصبرك على المصيبة، وبارك لك في العطية، ومنحك محبة الرعية، مضى معاوية لسبيله غفر اللّه له، وأورده موارد السرور، ووفقك بعده لصالح الأمور، فقد رزئت جليلاً، وأعطيت جزيلاً، جئت بعده للرياسة، ووليت السياسة، أصبت بأعظم المصائب، ومنحت أفضل الرغائب، فاحتسب عند الله أعظم الرزية، وأشكره على أفضل العطية، وأحدِثْ لخالقك حَمْداً، والله يمتعنا بك ويحفظك، ويحفظ بك وعليك، وأنشأ يقول:
أصبر يزيد فقد فـــــارقْتَ ذا مقة ... واشكر حِبَاءَ الذي بالملك أصفاكا
أصَبحْتَ لا رزء في الأقوام نَعلمه ... كمـــا رُزِئت ولا عقبى كعقباكــــا
أعطِيتَ طــــــــاعة خلق اللّه كلهم ... وأنت ترعـــاهم واللّه يرعــــــاكا
وفي معــــاويَةَ البــــاقي لنا خلفٌ... إمــــا نًعِيتَ ولا نسمـــــع بمَنْعَاكَا
فقال يزيد: ادن مني يا ابن همام، فدنا حتى جلس قريباً منه.
ثم قام الناس يعزونه ويهنئونه بالخلافة، فلما ارتفع عن مجلسه أمر لكل واحد منهم بمال على مقداره في نفسه، ومحله في قومه، وزاد في عطائهم، ورفع مراتبهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|