المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6787 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

Voltages across series resistances
12-4-2021
ما هو لقاء الله ؟
21-10-2014
أسماء سورة الفاتحة
2023-04-12
دور الاب في توفير الحاجات
11-1-2016
assertion (n.)
2023-06-03
منشأ كتمان الحق
2024-08-26


مدن قتبان وابرز معالمها التاريخية  
  
1029   10:19 صباحاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : جواد علي
الكتاب أو المصدر : المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام
الجزء والصفحة : ج1,ص 0303-306
القسم : التاريخ / احوال العرب قبل الاسلام / مدن عربية قديمة / قتبان /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016 1087
التاريخ: 14-11-2016 698
التاريخ: 14-11-2016 1030
التاريخ: 14-11-2016 876

أهم مدن قتبان، هي العاصمة "تمنع"، وتعرف حديثاً ب "كحلان" وب "هجر كحلان" في "وادي بيحان" في منطقة عرفت قديماً بخصبها وبكثرة مياهها وبساتينها، ولا تزال آثار نظم الري القديمة تشاهد في هذه المنطقة حتى اليوم.

و تمنع هي "Tamna" أو "Thomna" و "Thumna" عند "الكلاسيكين". و قد أختلف علماء العربيات الجنوبية المتقدمون في تعين مكان هذه العاصمة إلى بلغت شهرتها اليونان و الرومان. ثم تبين أخيراً انها الخرائب التي تسمى اليوم ب "كحلان" و ب "هجر كحلان". و قد أثبتت هذا الرأي وأيدته الحفريات التي قامت بها البعثة الأمريكية التي كوّنها "ويندل فيلبس"، إذ عثرت على كتابات عديدة وعلى أثار أثبت ت إن "كحلان" اليوم، هي "تمنع" أسر، سوى إن "تمنع" اليوم هي خراب وأتربة تؤلف حجاباً كثيفاً يغطي الماضي الجميل البعيد. أما "تمنع" أمس، فكانت مدينة عامرة ذات ذهب وتراث ومعابد عديدة، ووجوه ضاحكة مستبشرة. هذا هو وجه "تمنع" في هذا اليوم ووجهها في الماضي وفرق كبير بين هذين الوجهين.

ويرى "أوليري" إن مدينة "ثومة" "Thouma" المذكورة في جغرافية "بطلميوس" هي مدينة "تمنع". وقد ذكر. "بلينيوس" إن "Thouma" تبعد "4,436" ميلاً من "غزة"، وتقطع هذه المسافة بخمس وستين يوماً تقريباً على الإبل، وأنها هي ومدينة "Nagia" هما من أكبر المدن في العربية الجنوبية، وبها خمسة وستون معبداً.

وقد اختارت البعثة الأمريكية البقعة الجنوبية من مدينة "تمنع" الكائنة على مقربة من بابها الجنوبي لتكون الموضع الذي تسرق منه أخبار الماضين، وتنبش فيه الأرض لتسألها عن أخبار الملوك ومن كان يسكن هذه المدينة من أناس. وسبب اختيارها هذه البقعة وتفضيلها على غيرها من خربة هذه المدينة التي تقدر مساحتها بستين فداناً، إنها تكشف عن نفسها بين الحين والحين بتقديم إشارات تظهرها من خلال الرمال المتراكمة عليها، لتنبئ إن في بطون تلال الرمال كنوزاً تبحث عن عشاق لتقدم نفسها إليهم، وعن هواة البحث عن الماضي لتبث لهم هوى أهل "قتبان"، و أخبار عاصمتهم الحبيبة ذات المعابد الجميلة العديدة التي ذهبت خ أهلها الذاهبين، كما اختارت بقعة أخرى لا تبعد عن ركام "تمنع" غير ميل و نصف ميل لتكون مكاناً آخر تحفر فيه لتستخرج منه حديثاً عن الماضي البعيد. وسبب اختيارها لهذا المكان إنه كان مقبرة أهل "تمنع" والمقابر من المحجات التي يركض خلفها المنقبون، لأنهم يبدون فيها أشياء كثيرة تتحدث عن أصحابها الثاويين فيها منذ مئات من السنين.

وكان موضع "هجر بن حميد"، وهو على تسعة أميال من جنوب آثار مدينة "تمنع"، مكاناً آخر من الأمكنة التي اختارتها البعثة للحفر فيها. وهو عبارة عن تل بيضوي الشكل يرتفع زهاء سبعين قدماً، يظهر إنه كان قرية مهمة في ذلك العهد، طمرها التراب فصارت هذا التل العابس الكئيب. وقد سبق إن عثر في هذا الموقع على آثار، منها لوح من البرنز صغير، عليه رسوم وكتابات، عثر عليه أحد الأعراب هناك. ولهذا تشجع رجال هذه البعثة الأمريكية على الحفر في هذا الموضع. وكان من نتائج أعمال الحفر عند الباب الجنوبي لمدينة "تمنع" إن عثر على آثار ذلك الباب الذي كان يدحل منه الناس إلى المدينة و يخرجون منه من هذه الجهة، كما عثر على أشياء ثم ثمينة ذات قيمة في نظر علماء الآثار، إذ عثر على قدور كبيرة وعلى خرز وكتابات وأقراص صنعت من البرنز والحديد. وعثر على شيء آخر قد لا يلفت نظر أحد من الناس إليه، وقد يجلب السخرية على من يذكره ويتحدث عنه لتفاهته وحقارته في نطر من لا يهتم بالآثار وبالنبش في الخرائب، ذلك الشيء التافه الحقير هو طبقات من رماد وبقايا خشب محروق ومعادن منصهرة وقطع من حجارة منقوشة وغير منقوشة، وقد لبست ثوباً من السخام كأنها لبسته حداداً على تلك المدينة التي كانت جميلة فاتنة في يوم من الأيام. أما ذلك الرماد، فإنه صار في نظر رجال البعثة علامة على إن المدينة المذكورة المسكين ة كانت قد تعرضت لحريق هائل أحرق المدينة وأتى عليها، ولعل ذلك كان بفعل عدو مغير أراد بها سوءاً، فقاومته وعصته ولكنه تمكن وتغلب عليها، فعاقبها بهذا العقاب الجائر المؤلم.

وفي جملة ما عثر عليه من كتابات، كتابة ورد فيها اسم الملك "شهر يجل يهرجب" "شهر يكل يهركب"، و كتابات أخرى ورد فيها أسماء حكام آخرين. كما عثر على عمودين كتب على كل واحد منهما كتابة تبلغ زهاء خمسة وعشرين سطراً، وعلى كتابات على جدار بيت "يفش"، وهو بيت معروف وقد حصل السياح على كتابات ورد فيها اسم هذا البيت، وعلى كتابة عليها على بيت "ينعم"، وقد ورد فيها اسم الملك "شهر هلل يهقبض"، وهو من البيوت المعروفة في هذه العاصمة. و ترى إن عمره لا يتجاوز عشرين سنة عن خرابها.

وقد ساعد عثور البعثة الأمريكية على غرف بيوت سليمة أو شبه سليمة رجال البعثة على تكوين رأي في البيوت القتبانية. فقد وجدت في البيت الذي سمي ببيت "يفش"، ثلاث غرف ممتدة على الجهة الشرقية للبيت. وقد وجدت في إحدى الغرف مَرايا صنعت من البرنز وصناديق محفورة منقوشة وعليها صور ورسوم، لها قيمة تاريخية في ثمينة من ناحية دراسة الفن العربي القديم. وسوف تقدم الحفريات في استقبل صوراً واضحة ولا شك لبيوت العربية الجنوبية و تنظيم القرى والمدن فيها، وعندئذ يكون في استطاعتنا تكوين رأي واضح في الحضارة العربية في العربية الجنوبية قبل الإسلام.

وقد وجد إن الباب الجنوبي لمدينة "تمنع" كان ذا برجين كبيرين، بنيا بحجارة غير مشذبة، حجم بعضها ثماني أقدام في قدمين. وقد كانا ملجأين للمحاربين، يلجأون إليهما وإلى الأبراج الأخرى للدفاع عن المدينة ضد مهاجمة العدو. وقد وجدت نقوش كثيرة على الحجارة الكبيرة التي شيد منها البرجان. ويظهر إن زخارف من الخشب كانت تبرز فوق الباب لإعطائه جمالاً ورونقاً وبهاءً، كما يتبين ذلك من آثار الخشب التي ظهرت للعيان بعد رفع التراب والرمال عن الباب.

وقد تبين إن مدخل الباب الجنوبي يؤدي إلى ساحة واسعة مبلطة ببلاط ناعم وضعت على أطرافها مقاعد مبنية من الحجر، لجلوس الناس عليها، ومثل هذه الساحات هي محال تلاقي الناس ومواضع اجتماعهم وتعاملهم، كما هو الحال في اكثر من ذلك اليوم.

وفي جملة الأشياء الثمينة التي عز عليها في "تمنع" تمثالا أسدين صنعا من البرنز، أثرت فيهما طبيعة الأرض فحولت لونهما إلى لون أخضر داكن، وقد ركب أحدهما راكب يظهر وكأنه طفل سمين على هيأة "كيوبيد" ابن "فينوس" إلَه الحب، يحل بإحدى يديه سهماً وباليد الأخرى سلسلة قد انفصمت، تنتهي بطوق يطوق عنق الأسد، يشعر أنه كان متصلاً بالسلسلة التي قطعها الزمان باعتدائه عليها. وأما الأسد الآخر، فقد فُقد راكبه و بقي من غير فارس، إلا إن موضع ركوبه بقي على ما كان عليه يقدم دليلا على إن شخصاً كان فوق ذلك الأسد. وقد وجد إن التمثالين كانا على قاعدتين، مكتوبتين، ورد فيهما اسم "ثوبم"، "ثويبم". وقد ورد هذا الاسم نفسه في كتابة وجدت على جدار بيت "يفش" كتبت في أيام الملك "شهر يجل يهرجب". وقد استدل "ألبرايت" من طريقة صنع التمثالين ومن طرازهما أنهما تقليد ومحاكاة لتماثيل "هيلينية"، ولا يمكن لذلك إن يرتقي تأريخ صنعهما إلى أكثر من "150" سنة قبل الميلاد، وذلك لأن اليونان لم يكونوا صنعوا هذا النوع من التماثيل قبل هذا التأريخ.

وقد أعلن "ثويبم بن يشرحعم" و "صبحم" و "هوفعم"، وكلهم من "آل مهصنعم"، إنهم ابتاعوا البيت المسمى ب "بيت يفش" ورمموه وأصلحوه، وعمروا سقفه و ممراته و مماشيه، بمشيئة "انبي" وباركوه بالآلهة "عثتر" و "عم" و "انبي" و "ورفو ذلفان" "ورفو ذلفن" و"ذات صنتم" و "ذات ضهران". وقد تم ذلك في عهد الملك "شهر يجل يهرجب" وقد تم "ثويبم" اسمه على قاعدة تمثال الأسد المصنوع من البرنز، وسجل معه اسم "عقربم" "عقرب". ويظهر أنهما أمرا بصنع التمثالين، أو أنهما صنعاهما ليكونا زينتين في هذا البيت.

ويرى الخبراء في موضوع تطور الخط، والمتخصصين في دراسات المصنوعات المعدنية إن هذين التمثالين لا يمكن إن يكونا قد صنعا قبل الميلاد، وان عهد صنعهما يجب إن يكون في القرن الأول للميلاد، في حوالي السنة "75" أو المئة بعد الميلاد، وذلك لعثور العلماء على عدد من التماثيل المشابهة، وهي من القرن الأول للميلاد. و يرون لذلك إن الملك "شهر يجل" الذي في أيامه صنع هذان التمثالان يجب إن كون من رجال النصف الثاني من القرن الأول للميلاد.

وقد توصل رجال البعثة الأمريكية إلى إن مدينة "تنع" كانت قد جددت مراراً، ذلك انهم كانوا كلما تعمقوا في الحفر وجدوا طبقات تشير إلى قيام بيت على بيت آخر، وان البيوت المبنية في الطبقات السفلى هي بيوت مبنية من "اللبن"، أي الطين المجفف بالشمس. وذلك يدل على إن الناس أقاموها بيوتاً ساذجة بسيطة، فلما تقدم الزمن ونزح الناس إليها، ازداد عمرانها، و اتخذ من نزحوا إليها الحجر والصخور المقطوعة مادة للبناء، فظهرت البيوت العامرة، ظهرت فوق البيوت القديمة على عادة الناس في ذلك العهد في بناء البيوت الجديدة فوق البيوت القديمة وعلى أنقاضها، ومن هنا صار في إمكان عالم الآثار تقدير عمر الطبقات والاستدلال بواسطته على العهود التاريخية التي مرت على المدينة.

وقد تبين من فحص المقبرة: مقبرة أهل "تمنع" إن حرمتها كانت قد انتهكت في الماضي وفي الحاضر، وأن سراق القبور الطامعين في الذهب وفي الأحجار الكريمة وفي الكنوز كانوا قد نبشوا القبور وهتكوا أسرارها لاستخراج ما فيها، وقد تعرضت بذلك للتلف وتعرض ما فيها مما لم يؤخذ لعدم وجود فائدة مادية فيه بالقياس إليهم للكسر والتلف والأذى، كما تبين إن سراق القبور المعاصرين ما زالوا على سنة أسلافهم يراجعون هذه القبور وغيرها غير عابئين بحرمتها، لأنهم يطمعون في كنوز، سمعوا عنها إنها تغني، وأنها تجعل من المعدم ثرياً. وقد زاد في جشعهم إقبال الغربيين على شراء ما يسرقونه، وان كان حجراً، بثمن مهما كان زهيداً تافهاً في نظري و نظرك إلا إنه شيء كثير في نظر الأعراب الذين لا يملكون شيئاً. فالفلس على تفاهته ذو قيمة و أهمية عند من لا يملكه.

وقبور هذه المقرة مع تعرضها للنبش و الاعتداء لا يزال كثير منها محتفظاً بكنوز ثمينة ذات أهمية كبيرة عند رجال الآثار وعشاق البحث عن الماضي. ونتيجة لبحث فريق من البعثة الأمريكية في بعض القبور على التل وفي سفوحه وفي الأرض المحيطة به، وجدت أشياء ذات قيمة، وتمكنت من تكوين رأي عن هيئة القبور و هندستها عند القتبانيين. لقد تبين لهم إن قبورهم كانت مزخرفة متينة البناء، وأن المقبرة عندهم كناية عن دهليز طويل صفت على جانبيه القبور. والقبور عبارة عن غرفتين إلى أربع غرف لها أبواب تؤدي إلى الدهليز أرى إنها بهذا الوصف قبور آسر، فمتى مات شخص من الأسرة فتح باب المقرة وأدخل الميت إلى الدهليز الشيء هو الممر، ليوضع في الغرفة التي تختار له ليثوي فيها.

وقد وجدت في غرف الأموات عظام بشرية مهشمة، ووجدت في الممرات جرار وخزف وأشياء أخرى. ولكنها وجدت مكسورة ومحطمة في الغالب ؛ ولم يعثر على هيكل بشري واحد موضوع بصورة تشعر أن عظامه كانت كلها سليمة. وهذا مما جعل البعثة ترى إن للقتبانيين عادات دينية خاصة في دفن موتاهم، من ذلك إنهم كانوا يكسرون ما يأتون به من أشياء يضعونها مع الميت، عند وضعها في القبر، وانهم كانوا يضعون ما يرون ضرورة وضعه مع الميت في الممرات التي تقع على جانبها غرف الأموات. أما الغرف، فقد كانت مستودعات تحفظ فيها العظام. ولذلك تكدست تكدساً. وهي عادة عرفت عند أمم أخرى في مختلف أنحاء العالم.

وفي جملة ما عثر عليه من أشياء ذات قيمة كبيرة من الوجهة الفنية، رأس لفتاة منحوت من رخام أبيض معرق، وقد تدلى شعرها على شكل خصلات مجعدة على الطريقة المصرية وراء رأسها. وكانت أذناها مثقوبتين ليوضع حلق الزينة فيهما، ووجد إن جيدها محلى بعقد. وكانت عيناها من حجر اللازورد الأزرق على الطريقة المصرية. وقد نحت التمثال بإتقان وبذوقي يدلان على مهارة وفن، كما عثر على بقايا ملابس وأخشاب متأكلة وعلى حلي بعضه من ذهب، و من جملته عقد من ذهب، يتألف من هلال فتحته إلى الأعلى. أما حاشيته، فإنها مخرمة، وقد زين الهلال بإسم صاحبته.

 

ومن مدن قتبان مدينة "شور" "شوم"، وقد كان أهلها من قبيلة "ذهربت" "ذو هربة"، وقد ذكرت في نص سبق إن تحدثت عنه، وذلك لمناسبة بنائها حصناً أمام سور المدينة، إذ كان الحصن القديم قد تهدم في عهد الملك "وروال غيرن يهنعم". وقد عرف هذا الحصن بحصن "يخضر" "يخضور".

ومن مدن "قتبان"، مدينة "حرب"، وهي "حريب". وقد ذكرت في الكتابات، واشتهرت عند الباحثين بالنقود التي تحمل اسمها لأنها فيها ضربت. وقد أشار "الهمداني" إلى "حريب"، وتقع كما يظهر من وصفه في أرض قتبان. و هناك موقع آخر يقع على خمسة و خمسين كيلومتراً إلى شرقي شمالي صنعاء على طريق مأرب، يسمى "حريب". و قد عثر على نقود ضربت في "حريب"، منها نقد ضرب في عهد "يدع اب ينف" "يدع أب ينوف".

و ورد في الكتابات اسم مدينة تدعى "برم". فورد في كتابة من أيام الملك "يدع اب ذبيان بن شهر" مكرب قتبان، كتبت عند تمهيده الطريق بين هذه المدينة و مدينة "حرب" "حريب" و إنشاء مبلقة أي شق طريق جبلي، ليساعد على الوصول بيسر و سهولة بين المكانين. و ورد في كتابة أخرى عند انتهاء الملك "يدع اب ذبيان" من بناء "برج برم".

و هناك وادٍ عرف بوادي "برم" في أرض "احرم" "أحرم". وفي التقويم القتباني شهر من شهورهم عرف به "برم". و ورد كلمة "برم" اسم علم للأشخاص.

ومن الأرضين والأماكن التي ورد اسمها في النصوص القتبانية والتي يفيد ذكرها هنا، لأنها ترشدنا إلى معرفة أسماء البقاع التي كانت خاضعة لحكم قتبان، أرض "لتلك" و "ذبحتم" "ذبحة" و "دتنت" "دتنة"، و "لبخ" و "دونم" و "ورفو" و "خضنم" و "يسرم" و "غيلم" "غيل".

و "عم"، هو إله شعب "قتبان" الرئيس. وبه تسمى ذلك الشعب، حيث كانوا يعبرون عن أنفسهم ب "ولد عم". ويتقربون إليه بالنذور والذبائح. وكانت له معابد في أرض قتبان أشهرها معبد: "عم ذلبخ"، أي معبد "عم" في "لبخ" من "ذي غيل". ويرى بعض الباحثين إن هذا المعبد بني في موضع عرف ب "ذي غيل"، ثم أنشأ "يدع أب غيلان" مدينة حول هذا المعبد عرفت باسمه، فدعيت به "ذي غيلان"، وهي موضع "هجر بن حميد" في الوقت الحاضر.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).