أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2017
583
التاريخ: 15-11-2016
561
التاريخ: 16-1-2019
542
التاريخ: 14-11-2016
588
|
[نص الشبهة]
قالوا : إنّ إعادة المعدوم محال ، لأنها تستلزم تخلّل العدم في وجود واحد ، أي بين الشيء الواحد ونفسه ، فيكون الواحد اثنين، وبعبارة اُخرى أن الموت فناءٌ للإنسان ، فإذا رُدّت إليه الحياة ثانية ، فهو إنسان آخر غير الأول ، وذلك خلق جديد بعد العدم لا إعادة فيه ولا رابط بين المبدأ والمعاد.
الجواب :
1 ـ المعاد وفق منطق الفلاسفة ، هو إما بمعنى الوجود بعد الفناء ، أو بمعنى رجوع الأجزاء بعد تفرّقها ، وقد قال الفلاسفة باستحالة المعنى الأول ، لكنّ قانون المادة المنسوب إلى لافوزيه (ت 1794 م) ينقض هذا القول من الأساس ، لأنه ينصّ على أن المادة لا تفنى ، بل هي ثابتة ولا تتغير إلاّ الصورة الطارئة عليها ، كما أنه في عرف الفلاسفة أن الوجود لا يتطرق إليه العدم ، وجوّز بعض الفلاسفة والمتكلمين إعادة المعدوم ، وقالوا : إنه لا يمتنع وجوده الثاني لا لذاته ولا للوازمه ، وإلاّ لم يوجد ابتداءً ، والإعادة أهون من الابتداء ، كما نصَّ المعتزلة على ثبوت الأحوال وذوات الأشياء ، وقالوا : إن المعدوم شيء، فإذا عُدم الموجود بقيت ذاته المخصوصة ، فأمكن لذلك أن يُعاد ، لأن ذاته باقية حتى في حال عدمها ، وإنّما يتعاقب عليها الوجود والعدم.
أما المعاد بالمعنى الآخر ، فقد قال بعض فلاسفة المسلمين المؤمنين بالمعاد الجسماني : إنّ المعاد الجسماني ليس هو إعادة المعدوم ، بل هو جمع الأجزاء المتفرقة ، وإن فناء الأجسام ليس إعدامها بل تفرّق أجزائها واختلاطها. وجمع الأجزاء أمر ممكن ، لأنّ الله تعالى عالم بتلك الأجزاء وقادر على جمعها وتأليفها ، لعموم علمه وقدرته على جميع الممكنات(1).
2 ـ ذكرنا في جواب الشبهة المتقدمة نصّ بعض المتكلمين والفلاسفة على أنّ في البدن أجزاء أصلية لا يتطرق إليها الزيادة والنقصان والفناء ، وروي عن الإمام الصادق عليه السلام ما يدلّ على ذلك ، ففي (الكافي) عن عمار بن موسى ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام قال : سُئل عن الميت يبلى جسده ؟ فقال : « نعم حتى لا يبقى لحم ولا عظم إلاّ طينته التي خلق منها ، فإنها لا تبلى ، تبقى في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة » (2).
3 ـ لو سلّمنا بقانون استحالة إعادة المعدوم ، فإنّ الله سبحانه الذي خلق الانسان أولاً ولم يكن شيئاً مذكوراً ، قادر على إعادته وإن لم يكن شيئاً مذكوراً ...
4 ـ إن الحافظ لوحدة شخصية الانسان هو الروح ، وهي موجودة عند الله غير باطلة ولا معدومة ، والوجود الثاني هو خلق البدن وتعلق الروح به ، فيكون هو هو لا مثله ولا غيره ، لوجود الماهية المشتركة بينهما.
_____________
(1) راجع : شرح المواقف / الجرجاني 8 : 289 ـ 294 ـ مطبعة السعادة ـ مصر ، الأدلة الجلية في شرح الفصول النصيرية / عبدالله نعمة : 212 ـ 213.
(2) الكافي / الكليني 3 : 251/7 ، بحار الأنوار 7 : 43/21.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|