أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2016
2157
التاريخ: 22-9-2016
2387
التاريخ: 16-9-2016
6699
التاريخ: 10-9-2020
2314
|
مملكة اشنونا:
تشير النصوص التاريخية الى ان منطقة اشنونا هي اول المناطق التي خرجت عن سلطة سلالة اور الثالثة في السنة الثانية من عهد اخر ملوك تلك السلالة ابي-سن (2028-2004 ق.م) ولهذا فانها اتجهت منذ ذلك الحين نحو تأسيس كيان سياسي خاص بها الى ان اصبحت مملكة(1).
ويمكن القول ان المنطقة الجغرافية التي كانت تشغلها هذه المملكة تتمتع بقدر كبير من الأهمية الستراتيجية لأراضي تقع اليوم ضمن محافظتي بغداد وديالى (ما بين نهري دجلة ورافده ديالى وسفوح المرتفعات الشرقية) بعاصمتها المتمثلة اطلالها في موقع تل اسمر(2)، وبهذا فانها كانت تجاور بلاد عيلام من الشرق وبلاد اشور من جهة الشمال والشمال الغربي، اضافة الى مجاورتها بلاد اكد في الوسط، مما جعلها ذات أهمية خاصة في تاريخ بلاد الرافدين حيث التقت فيها تأثيرات حضارة وادي الرافدين بالتأثيرات الثقافية الآتية من الجهات الاخرى، لذلك تميزت حضارة هذه المملكة بخصائص محلية بالاضافة الى طابع حضارة القطر العامة(3)، ولكن صلاتها مع بلاد عيلام كانت تتميز بالتعاون السياسي والاقتصادي ولذلك كانتا اول المناطق التي اعلنت الانفصال عن سلطة اور الثالثة(4).
لقد مرت هذه المملكة بمستوى ملحوظ من الازدهار السياسي والاقتصادي وخصوصاً في عهد ملكها بلالاما (حكم بحدود 1984 ق.م) الذي شيد المدينة الجديدة التي اطلق عليها اسم توتب (جفاجي الآن) وهو الذي قوى تحصينات مدينة اشنونا القديمة(5).
حلت بالمملكة فترة من الضعف والنكسات المستمرة بعد وفاة بلالاما. بحيث صارت هذه المملكة تابعة لدولة ايسن فترة من الزمن ولدير(6) مرة اخرى وحتى لكيش(7)، غير ان (موسع اشنونا) وهو اللقب الذي اطلقه على نفسه ملكها ابيق-ادد الثاني (حكم بحدود 1850 ق.م) استطاع ان يستعيد مجد المملكة في حدود عام 1850 ق.م(8)، حيث اندفع غرباً ليحتل رابيقوم على الفرات (قرب الرمادي الحالية)(9) ثم تقدم الى اشور على دجلة وقبره في سهل اربيل واشناكوم على نهر الخابور (10)، وبذلك فانه قطع أي توسع لبابل نحو الشمال(11).
وتعطينا مواقع هذه المدن انطباعاً واضحا بان ملوك اشنونا استهدفوا الهيمنة على كامل وادي دجلة والجزيرة العليا وسفوح الجبال الشمالية والسيطرة على نهر الفرات كطريق تجاري مهم(12)، في حين تردنا اشارات على تحرك عسكري من اشنونا الى مملكة قطنة السورية(13). ونرى تأثيرات هذه المملكة قد وصلت الى ما وراء بلاد اشور والى حدود منطقة الخابور الأعلى في عهد ابن ابيق-ادد نرام-سين (وهو نرام-سين نفسه) الذي جاء ذكره في جداول الملوك الاشورية)(14). وهناك رسالة وجدت في تل حرمل تعود الى عهد هذا الملك تشير الى نفوذ سياسي مؤقت لاشونا في منطقة اورشوم (اذا ما صح مطابقة اورشتوم (Orshitum) المذكورة في هذه الرسالة مع اورشوم الواقعة في شمالي سوريا(15).
من الملوك المهمين لهذه المملكة هو ايبالبئيل الثاني (Ibalpiel II1790- 1761ق.م) المعاصر للملك حمورابي الذي قام بحملتين عسكريتين الأولى على بلاد اشور والثانية على مملكة ماري(16) والتي كان يحكم فيها ملكها الشهير زمري-ليم الذي نقرأ في احد الرسائل طلبه المساعدة من بعض المناطق المجاورة ضد خطر اشنونا(17) وحليفتها بلاد عيلام(18)، في حين كان حمورابي حليفاً لزمري-لم في حربه هذه(19) لمصالحها المشتركة للوقوف ضد تحالف اشنونا والعيلامين وهذا التحالف الذي كان يهدد الطرق التجارية التي تأتي من الشرق باتجاه بابل وماري(20)، ولكن تلك الحرب التي خاضتها مملكة اشنونا قوضت دعائم حكمها بحيث انها لم تستطع الوقوف امام حمورابي الذي ضمها الى مملكته الموحدة في عهد ملكها الاخير ضلي-سين عام 1761 ق.م(21).
___________
(1) باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص 393.
(2) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص 173.
(3) باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص 418.
(4) رو، جورج، العراق القديم، ص 253.
(5) باقر، طه، مقدمة...، ج1، ص 419.
(6) ورد اسم هذه المدينة ايضاً (دور – ايلو) وهي تلول العقر بالقرب من بدرة. انظر:-
باقر، طه، مقدمة…، ج1، ص 33.
(7) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص 176.
(8) رو، جورج، العراق القديم، ص254.
(9) كلينغل، هورست، حمورابي ملك بابل وعصره، ترجمة غازي شريف، (بغداد، 1987)، ص 38.
(10) رو، جورج، العراق القديم، ص 255.
(11) ادزارد، اوتو، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص 193.
(12) رو، جورج، العراق القديم، ص 255.
(13) كلينغل، هورست، تأريخ سورية السياسي، ص 79.
(14) Kupper, J. R. Northern Mesopotamia and Assyria, (Cambridge, 1963), P. 16.
(15) كلينغل، هورست، تأريخ سورية السياسي، ص 81.
(16) Kupper, J. R. Northern Mesopotamia ..., P.20.
(17) Dalley, S., Mari and Karana, P. 38.
(18) ادزارد، اوتو، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص 194.
(19) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص 177.
(20) باقر، طه وآخرون، العراق القديم، ج1، (اربيل، 1987)، ص 177.
(21) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج2، ص 177.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|