المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



هل اشتهى النبي زينب بنت جحش ؟  
  
24481   07:07 مساءاً   التاريخ: 8-11-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج6 ، ص220-224.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / سؤال وجواب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-09-2014 13408
التاريخ: 8-12-2015 17090
التاريخ: 8-12-2015 15987
التاريخ: 24-09-2014 15499

كثر الكلام حول هذه الآيات من أنصار الإسلام وأعدائه . . طعن هؤلاء بعفة الرسول ونزاهته ، وقالوا : اشتهى زينب بنت جحش الأسدية ابنة عمته أميمة ، ومال إليها ، وهي زوجة مولاه زيد بن حارثة ، وأخفى ذلك خوفا من الناس لا خوفا من اللَّه ، وتشبثوا بقوله تعالى : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب : 37] . ورد عليهم أنصار الإسلام بالحق والمنطق السليم ، وان كان البعض منهم سلك في التأويل مسلكا يضعه موضع التهمة بالدفاع عن دينه وعقيدته . . ونحن كأي مسلم يؤمن بعصمة نبيه ، ويذهب عنها بدافع من دينه وعقيدته . . ولكن مع ذلك سنقف من هذه الآيات وتفسيرها موقفا محايدا ، نلتزم فيه بظاهر اللفظ ، لا نؤوّل ولا نخرج عن دلالة الآيات ، وندع الحكم للقارئ المنصف . . وقبل أن نشرع بالتفسير نمهد بما يلي :

كان زيد بن حارثة عبدا مملوكا لرسول اللَّه (صلى الله عليه واله) . . وفي ذات يوم جاء أبوه إلى الرسول ، وطلب أن يعتق ابنه أو يبيعه له بأي ثمن شاء ، فأعتقه نبي الرحمة لوجه اللَّه وخيّره بين البقاء معه والذهاب مع أبيه ، فآثر زيد النبي على أبيه ، وعندئذ قال أبوه حارثة : يا معشر قريش اشهدوا انه ليس ابني . فقال النبي (صلى الله عليه واله) :

اشهدوا انه ابني . . فظن الناس ان النبي قد تبنى زيدا ، ودعوه بعد ذلك بزيد ابن محمد .

وكان العرب قبل الإسلام يجرون أحكام الابن الحقيقي على الابن الدعي حتى في استحقاق الإرث ، وحرمة النسب . . ومن المتفق عليه عند العقلاء الأخيار منهم والأشرار ان العادات الموروثة عن الآباء والأجداد هي بمنزلة القانون والديانة لا يجوز لأحد أن يخالفها كائنا من كان .

وشاءت حكمته تعالى أن يلغي هذه العادة ، وينهى عنها بالفعل لا بالقول ، وذلك بأن يتزوج زيد بن حارثة الذي كان بالأمس عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ، أن يتزوج من امرأة لها شأنها نسبا وجمالا ، ولا يطمع في أمثالها إلا السادة الأشراف ، وهي زينب بنت جحش ابنة أميمة بنت عبد المطلب جد الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) ، وأن يقضي منها زيد حاجته ، ثم يطلقها ، وبعد انقضاء عدتها يتزوجها رسول اللَّه (صلى الله عليه واله) ، لأن ذلك أقوى وأبلغ في النهي عن هذه العادة من جهة ، وكيلا يأنف الأشراف من الزواج بمطلقات الموالي والمستضعفين من جهة ثانية ، ومع هذا وذاك أن لا تأنف كريمة النسب أو وليها من الزواج بمن هو دونها حسبا ونسبا . .

قضى اللَّه بذلك وقدره كما نص عليه سبحانه بقوله : « وكان أمر اللَّه مفعولا . .

وكان أمر اللَّه قدرا مقدورا » . وأوحى سبحانه إلى نبيه الكريم بهذا القضاء والقدر ، وأمره أن يزوج زيدا من زينب ، وما كان لنبي إذا قضى اللَّه أمرا أن تكون له الخيرة من أمره .

فتقدم النبي إلى زينب ، وخطبها لمولاه زيد ، وأخفى في نفسه ما أوحى اللَّه به إليه من أنه قد قضى وقدر أن يتزوجها هو بعد زيد ، أخفى النبي هذا الوحي لأنه ثقيل على الناس لبعده عن طباعهم وتقاليدهم ، والى هذا الإخفاء أشار سبحانه بقوله : « وتخفي في نفسك ما اللَّه مبديه وتخشى الناس واللَّه أحق أن تخشاه » . .

خطب النبي (صلى الله عليه واله) ابنة عمته لمولاه زيد ، فأبى أخوها عبد اللَّه أن تتزوج أخته من غير كفؤ ، وشاركته هي هذا الإباء ، فنزل قوله تعالى : « وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى اللَّه ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم » . فخضعت زينب وأخوها لقضاء اللَّه ورسوله ، وتم الزواج .

وبعد حين من الدهر فترت العلاقة بين الزوجين ، فذهب زيد إلى رسول اللَّه يريد طلاق زينب ، فنهاه وأمره بالصبر ، ولكن أمر اللَّه كان مفعولا ، فتم الطلاق ، وبعد العدة تزوجها الرسول ، وتحطم نظام التبني وزالت آثاره . . ومن غير الرسول الأعظم يتحدى المجتمع في عاداته وتقاليده التي نشأ عليها وورثها أبا عن جد ! . . إذن ، مسألة زواج النبي (صلى الله عليه واله) من زينب ليست مسألة شهوة وغرام وانما هي مسألة أمر اللَّه وقضائه وقدره بنص الآيات الواضحات التي حاول المفترون تحريفها وتأويلها على أهوائهم . . وهذا هو النص ينطق بصراحة : « وكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا » . « وكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً » . « وتخفي في نفسك ما اللَّه مبديه » . والمراد بالأمر المفعول والمقدور وبالذي يعلنه اللَّه ويبديه شيء واحد ، وهو زواج النبي من زينب الذي أعلنه سبحانه وأبداه صراحة بقوله : « زوجناكها » .

ولو كان النبي قد أضمر شهوتها في نفسه كما يقول المفترون لأظهر اللَّه ذلك وأبداه لقوله : « ما اللَّه مبديه » ولا شيء في الآيات يشير من قريب أو بعيد إلى الشهوة التي ابتدعها المتقولون . . هذا ، إلى ان زينب كانت في قبضة النبي (صلى الله عليه واله) وأطوع إليه من بنانه ، ولو كانت المسألة مسألة شهوة وغرام لما زوّجها من مولاه زيد ليقضي منها وطره ، ثم يتزوجها من بعده . . حاشا سيد الكونين من الشهوات والأهواء ، وتعالى عنها علوا كبيرا .

وبعد ، فإن هذه الآيات قد تواردت بأجمعها على موضوع واحد ، فهي متشابكة متماسكة ، ولا يمكن بحال تجزئتها والأخذ ببعضها دون بعض ، فإما أن تؤخذ جملة ، وإما أن تترك جملة ، ومن أخذ بقوله تعالى : « وتَخْشَى النَّاسَ واللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ » ككلام مستقل ، وتجاهل قوله : « وكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً » وقوله : « ما اللَّه مبديه » فهو من الذين زاغ بهم الباطل عن جادة الحق عنادا له ولأهله . . وقد وضح بهذا التمهيد معنى الآيات ، وعرف المقصود منها ، لذلك نمر بها مرا سريعا نشير فيه إلى تطبيق الآيات على مراحل القصة من الزواج الأول إلى الزواج الثاني .

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب : 36] . نزلت هذه الآية حين خطب النبي زينب بنت جحش لمولاه زيد ابن حارثة ، وأنفت من الاقتران به هي وأخوها عبد اللَّه لأن زيدا ليس لها بكفؤ ، والمعنى ان هذا الزواج بأمر اللَّه ورسوله ، ولا إرادة لأحد من المؤمنين مع اللَّه والرسول ، ومن أبى فهو من الضالين الهالكين . . وعندئذ نزلت زينب وأخوها على حكم اللَّه والرسول ، وتم الزواج .

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [الأحزاب : 37] وهو زيد بن حارثة ، أنعم اللَّه عليه بالإسلام وصحبة الرسول ، وأنعم الرسول عليه بالعتق ( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ واتَّقِ اللَّهً ) . بعد حين من الزواج فترت العلاقة الزوجية بين زينب وزيد ، وقال للنبي (صلى الله عليه واله) : أريد طلاقها . فأوصاه بإمساكها وبتقوى اللَّه في جميع أحواله . . ولكن النبي (صلى الله عليه واله) كان على يقين بأن زيدا سيطلق زينب ، وانه سيتزوجها من بعده ، إلا انه لم يبد ذلك خوفا من لوم اللائمين ، فستره بقوله لزيد : أمسك عليك زوجك ، وعلى هذا عاتبه اللَّه بقوله :

( وتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وتَخْشَى النَّاسَ واللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ ) . المراد ب ( مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) زواج النبي من زينب بعد طلاقها من زيد ، وقد أبداه اللَّه في الحال وفي نفس الآية ، أبداه وأظهره بقوله : ( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها ) . هذا ما أخفاه محمد وأبداه اللَّه فأين هي الشهوة التي أخفاها محمد في نفسه ؟ ولما ذا سكت اللَّه بعد أن قال : « ما اللَّه مبديه » ؟ . . أخفى النبي (صلى الله عليه واله) علمه بأن زيدا سيطلق زينب ، وانها ستكون حليلة له بعد الطلاق ، وعلى هذا الإخفاء عاتبه اللَّه وقال له تلويحا لا تصريحا : من كان له مقامك عند اللَّه فلا يهتم بلوم اللائمين وأقوال المتقولين .

( فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) . تزوج زيد من زينب وقضى منها حاجته ، ثم طلقها وبعد العدة تزوجها الرسول (صلى الله عليه واله) . وكان زواج النبي منها بيانا من اللَّه للمؤمنين وللناس أجمعين لرفع الإثم عنهم إذا تزوجوا حلائل أدعيائهم الذين قضوا حاجتهم منهن { مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} [الأحزاب : 38]) . لقد أمر سبحانه نبيه الكريم أن يتزوج حليلة ابنه الدعي ليبطل بذلك عادة الجاهلية ، فاستجاب النبي لأمر اللَّه ، وما على النبي ولا على غيره من غضاضة في زواج حليلة ابن التبني وان عابه الناس ما دام اللَّه قد أحل ذلك .

{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا } [الأحزاب : 38، 39]. المراد بالذين خلوا وبالذين يبلغون رسالات اللَّه - الأنبياء السابقون ، والمعنى ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أرسله اللَّه داعيا إلى الحق وناهيا عن الباطل ، ومنه العادات والتقاليد التي ما أنزل اللَّه بها من سلطان ، وقد بلغ الرسول رسالات ربه بأمانة واخلاص ، وما هادن ولا داهن ، ولم يخش إلا اللَّه ، وتحمّل من أجل ذلك الكثير من العناء والبلاء ، ولك يا محمد فيمن مضى من إخوانك الأنبياء أسوة وعزاء . وعلى اللَّه وحده حساب المكذبين والمعاندين .

{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} [الأحزاب : 40] بالنسب والولادة كي تحرم مطلقة زيد ابن حارثة عليه . . وبالمناسبة : ولد لرسول اللَّه (صلى الله عليه واله) أربعة ذكور ثلاثة من خديجة ، وهم القاسم والطيب والطاهر ، وقيل : ولدان لأن الطاهر هو الطيب .

وواحد من مارية القبطية وهو إبراهيم ، وماتوا جميعا في سن الطفولة ، أما الحسن والحسين فهما ولدا ابنته فاطمة من علي ( ع ) ، ولكن الرسول قد اعتبرهما ولدين له حيث قال : ابناي هذان إمامان قاما أو قعدا ، وقال أيضا : كل بني بنت ينتسبون إلى أبيهم إلا أولاد فاطمة فإني أنا أبوهم . انظر ج 3 ص 219 .

( ولكِنْ رَسُولَ اللَّهِ ) والرسول غير الأب ، وان كان أشد حرصا على المؤمنين وأكثر رحمة بهم من آبائهم وأمهاتهم ( وخاتَمَ النَّبِيِّينَ ) فلا نبي بعد محمد (صلى الله عليه واله) ، ولا شريعة بعد شريعة الإسلام ( وكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ) ومنه علمه تعالى حيث يجعل رسالته ، وحيث يختمها بمحمد (صلى الله عليه واله) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .