أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
3384
التاريخ: 15-04-2015
4470
التاريخ: 8/11/2022
904
التاريخ: 14-8-2016
3303
|
روى لوط بن يحيى الاسدي عن عمارة بن زيد الواقدي قال : حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين وكان قد حج فيها الامام محمد بن علي الباقر وابنه الامام جعفر الصادق (عليه السلام) فقال جعفر أمام حشد من الناس فيهم مسلمة بن عبد الملك : الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا واكرمنا به فنحن صفوة الله على خلقه وخيرته من عباده فالسعيد من تبعنا والشقي من عادانا وخالفنا .
وبادر مسلمة بن عبد الملك إلى أخيه هشام فأخبره بمقالة الامام الصادق فأسرها هشام في نفسه ولم يتعرض للإمامين بسوء في الحجاز إلا أنه لما قفل راجعا إلى دمشق أمر عامله على يثرب بأشخاصهما إليه ولما انتهيا إلى دمشق حجبهما ثلاثة أيام ولم يسمح لهما بمقابلته استهانة بهما وفي اليوم الرابع أذن لهما في مقابلته وكان مجلسه مكتظا بالأمويين وسائر حاشيته وقد نصب ندماؤه برحاصا وأشياخ بني أمية يرمونه يقول الامام الصادق (عليه السلام) : فلما دخلنا كان أبي أمامي وأنا خلفه فنادى هشام : يا محمد ارم مع أشياخ قومك ..
فقال أبي : قد كبرت عن الرمي فان رأيت أن تعفيني ؛ فصاح هشام : وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد (صلى الله عليه واله) لا أعفيك ؛ وظن الطاغية أن الامام سوف يخفق في رمايته فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه أمام الغوغاء من أهل الشام وأومأ إلى شيخ من بني أمية أن يناول الامام (عليه السلام) قوسه فناوله وتناول معه سهما فوضعه في كبد القوس ورمى به الغرض فأصاب وسطه ثم تناول سهما فرمى به فشق السهم الأول الى نصله وتابع الامام الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض ولم يحصل بعض ذلك إلى أعظم رام في العالم وجعل هشام يضطرب من الغيظ وورم أنفه فلم يتمالك أن صاح : يا أبا جعفر أنت أرمى العرب والعجم!! وزعمت أنك قد كبرت!! ثم أدركته الندامة على تقريظه للامام فأطرق برأسه إلى الأرض والامام واقف ولما طال وقوفه غضب (عليه السلام) وبان ذلك على سحنات وجهه الشريف وكان إذا غضب نظر إلى السماء ولما بصر هشام غضب الامام قام إليه واعتنقه وأجلسه عن يمينه وأقبل عليه بوجهه قائلا : يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش ما دام فيها مثلك لله درك!! من علمك هذا الرمي؟ وفي كم تعلمته؟ أيرمي جعفر مثل رميك؟ ..
فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إنا نحن نتوارث الكمال .
وثار الطاغية واحمر وجهه وهو يتميز من الغيظ , وأطرق برأسه إلى الأرض ثم رفع رأسه وراح يقول : ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد؟
ورد عليه الامام مزاعمه قائلا : نحن كذلك ولكن الله اختصنا من مكنون سره وخالص علمه بما لم يخص به أحدا غيرنا .
وطفق هشام قائلا : أليس الله بعث محمدا (صلى الله عليه واله) من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة أبيضها وأسودها وأحمرها فمن أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة وذلك قول الله عز وجل : {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 180] فمن أين ورثتم هذا العلم؟ وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء .
ورد عليه الامام ببالغ الحجة قائلا : من قوله تعالى لنبيه : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] فالذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره الله تعالى أن يخصنا به من دون غيرنا فلذلك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه وأنزل الله به قرآنا في قوله : {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12] فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي فلذلك قال علي : علمني رسول الله (صلى الله عليه واله) ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب خصه به النبي (صلى الله عليه واله) من مكنون سره كما خص الله نبيه وعلمه ما لم يخص به أحدا من قومه حتى صار إلينا فتوارثناه من دون أهلنا , والتاع هشام فالتفت إلى الامام وهو غضبان قائلا : إن عليا كان يدري علم الغيب؟ والله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟
وأجابه الامام (عليه السلام) بالواقع المشرق من جوانب حياة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا : إن الله أنزل على نبيه كتابا بين دفتيه فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] , وفي قوله تعالى : {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] وفي قوله تعالى : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] , وفي قوله : وما من آية في السماء والأرض آية إلا في كتاب مبين وأوحى الله إلى نبيه أن لا يبقي في عيبة سره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولى غسله وتحنيطه من دون قومه وقال لأصحابه : حرام على أصحابي وقومي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي فانه مني وأنا منه له ما لي وعليه ما علي وهو قاضي ديني ومنجز موعدي ثم قال لأصحابه : علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وعامه إلا عند علي ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أقضاكم علي أي هو قاضيكم وقال عمر بن الخطاب : لو لا علي لهلك عمر يشهد له عمر ويجحده غيره , وأطرق هشام برأسه إلى الأرض ولم يجد منفذا يسلك فيه للرد على الامام فقال له : سل حاجتك ..
قال الامام (عليه السلام) : خلفت أهلي وعيالي مستوحشين لخروجي ..
قال هشام : آنس الله وحشتهم برجوعك إليهم فلا تقم وسر من يومك .. .
وهذه الرواية لم تشر إلى ما جرى على الامام من الاعتقال في دمشق .. .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|