المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

السلالات المولدة للسموم Toxigenic Strains
31-7-2020
الخرائط التقليدية
20-12-2020
Spacial Frequency k
3-12-2020
specified-subject condition
2023-11-18
ملخص اشكاليات اقتصاد المعرفة وتحدياته
13-6-2022
حارس الجامعة الجعفرية وحاميها
15-05-2015


اعتقال الامام من قبل هشام بن عبد الملك  
  
3491   07:13 مساءاً   التاريخ: 22-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص60-64.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

روى لوط بن يحيى الاسدي عن عمارة بن زيد الواقدي قال : حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين وكان قد حج فيها الامام محمد بن علي الباقر وابنه الامام جعفر الصادق (عليه السلام) فقال جعفر أمام حشد من الناس فيهم مسلمة بن عبد الملك : الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا واكرمنا به فنحن صفوة الله على خلقه وخيرته من عباده فالسعيد من تبعنا والشقي من عادانا وخالفنا .

وبادر مسلمة بن عبد الملك إلى أخيه هشام فأخبره بمقالة الامام الصادق فأسرها هشام في نفسه ولم يتعرض للإمامين بسوء في الحجاز إلا أنه لما قفل راجعا إلى دمشق أمر عامله على يثرب بأشخاصهما إليه ولما انتهيا إلى دمشق حجبهما ثلاثة أيام ولم يسمح لهما بمقابلته استهانة بهما وفي اليوم الرابع أذن لهما في مقابلته وكان مجلسه مكتظا بالأمويين وسائر حاشيته وقد نصب ندماؤه برحاصا وأشياخ بني أمية يرمونه يقول الامام الصادق (عليه السلام) : فلما دخلنا كان أبي أمامي وأنا خلفه فنادى هشام : يا محمد ارم مع أشياخ قومك ..

فقال أبي : قد كبرت عن الرمي فان رأيت أن تعفيني ؛ فصاح هشام : وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد (صلى الله عليه واله) لا أعفيك ؛ وظن الطاغية أن الامام سوف يخفق في رمايته فيتخذ ذلك وسيلة للحط من شأنه أمام الغوغاء من أهل الشام وأومأ إلى شيخ من بني أمية أن يناول الامام (عليه السلام) قوسه فناوله وتناول معه سهما فوضعه في كبد القوس ورمى به الغرض فأصاب وسطه ثم تناول سهما فرمى به فشق السهم الأول الى نصله وتابع الامام الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض ولم يحصل بعض ذلك إلى أعظم رام في العالم وجعل هشام يضطرب من الغيظ وورم أنفه فلم يتمالك أن صاح : يا أبا جعفر أنت أرمى العرب والعجم!! وزعمت أنك قد كبرت!! ثم أدركته الندامة على تقريظه للامام فأطرق برأسه إلى الأرض والامام واقف ولما طال وقوفه غضب (عليه السلام) وبان ذلك على سحنات وجهه الشريف وكان إذا غضب نظر إلى السماء ولما بصر هشام غضب الامام قام إليه واعتنقه وأجلسه عن يمينه وأقبل عليه بوجهه قائلا : يا محمد لا تزال العرب والعجم تسودها قريش ما دام فيها مثلك لله درك!! من علمك هذا الرمي؟ وفي كم تعلمته؟ أيرمي جعفر مثل رميك؟ ..

فقال أبو جعفر (عليه السلام) : إنا نحن نتوارث الكمال .

وثار الطاغية واحمر وجهه وهو يتميز من الغيظ , وأطرق برأسه إلى الأرض ثم رفع رأسه وراح يقول : ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد؟

ورد عليه الامام مزاعمه قائلا : نحن كذلك ولكن الله اختصنا من مكنون سره وخالص علمه بما لم يخص به أحدا غيرنا .

وطفق هشام قائلا : أليس الله بعث محمدا (صلى الله عليه واله) من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة أبيضها وأسودها وأحمرها فمن أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة وذلك قول الله عز وجل : {وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 180] فمن أين ورثتم هذا العلم؟ وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء .

ورد عليه الامام ببالغ الحجة قائلا : من قوله تعالى لنبيه : {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} [القيامة: 16] فالذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره الله تعالى أن يخصنا به من دون غيرنا فلذلك كان يناجي أخاه عليا من دون أصحابه وأنزل الله به قرآنا في قوله : {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} [الحاقة: 12] فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي فلذلك قال علي : علمني رسول الله (صلى الله عليه واله) ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب خصه به النبي (صلى الله عليه واله) من مكنون سره كما خص الله نبيه وعلمه ما لم يخص به أحدا من قومه حتى صار إلينا فتوارثناه من دون أهلنا , والتاع هشام فالتفت إلى الامام وهو غضبان قائلا : إن عليا كان يدري علم الغيب؟ والله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟

وأجابه الامام (عليه السلام) بالواقع المشرق من جوانب حياة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا : إن الله أنزل على نبيه كتابا بين دفتيه فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله تعالى : {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] , وفي قوله تعالى : {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} [يس: 12] وفي قوله تعالى : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38] , وفي قوله : وما من آية في السماء والأرض آية إلا في كتاب مبين وأوحى الله إلى نبيه أن لا يبقي في عيبة سره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولى غسله وتحنيطه من دون قومه وقال لأصحابه : حرام على أصحابي وقومي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي فانه مني وأنا منه له ما لي وعليه ما علي وهو قاضي ديني ومنجز موعدي ثم قال لأصحابه : علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وعامه إلا عند علي ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : أقضاكم علي أي هو قاضيكم وقال عمر بن الخطاب : لو لا علي لهلك عمر يشهد له عمر ويجحده غيره , وأطرق هشام برأسه إلى الأرض ولم يجد منفذا يسلك فيه للرد على الامام فقال له : سل حاجتك ..

قال الامام (عليه السلام) : خلفت أهلي وعيالي مستوحشين لخروجي ..

قال هشام : آنس الله وحشتهم برجوعك إليهم فلا تقم وسر من يومك .. .

وهذه الرواية لم تشر إلى ما جرى على الامام من الاعتقال في دمشق .. .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.