المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

المُستخْلص Extractant
13-4-2018
نظرية الاتصال في الموائع
21-1-2023
New England: phonology
2024-03-16
التجوية الكيميائية للكوارتز
2024-06-19
إلغاء المرافق العامة الاقتصادية
31-3-2016
الحجم المستغل في العمل Working Volume
24-9-2020


الصبر على السراء  
  
2203   10:06 صباحاً   التاريخ: 18-8-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3. ص.293-297
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الشكر والصبر والفقر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-5-2020 2426
التاريخ: 27-1-2021 2007
التاريخ: 18-8-2016 1722
التاريخ: 7-3-2022 2532

كل ما يلقى العبد في الدنيا ، و ما يوافق هواه ، أو لا يوافقه ، بل يكرهه ، و هو في كل منهما محتاج إلى الصبر.

اذ ما يوافق هواه ، كالصحة الجسمية ، و اتساع الأسباب الدنيوية ، و نيل الجاه و المال ، و كثرة الأولاد و الاتباع ، لو لم يصبر عليه ، و لم يضبط نفسه عن الانهماك فيه و الاغترار به   أدركه الطغيان و البطر, {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق : 6، 7] , و قال بعض الأكابر : «البلاء يصبر عليه المؤمن ، و العوافي لا يصبر عليها الا الصديق» , و قال بعض العرفاء : «الصبر على العافية أشد من الصبر على البلاء» , و لذا لما توسعت الدنيا على الصحابة و زال عنهم ضيق المعاش ، قالوا : «ابتلينا بفتنة الضراء فصبرنا ، و ابتلينا بفتنة السراء فلا نقدر على الصبر عليها» , و من هنا قال اللّه سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [المنافقون : 9] ‏ , و قال : {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} [التغابن : 14].

ومعنى الصبر على متاع الدنيا : ألا يركن إليه ، و يعلم أنه مستودع عنده ، وعن قريب يسترجع عنه ، فلا ينهمك في التنعم و التلذذ ، و لا يتفاخر به على فاقده من اخوانه المؤمنين ، و يرعى حقوق اللّه في ماله بالانفاق ، و في بدنه ببذل المعونة للخلق ، و في منصبه بإعانة المظلومين   و كذلك في سائر ما أنعم اللّه به عليه.

والسر في كون الصبر عليها أشد من الصبر على البلاء : انه ليس مجبورا على ترك ملاذ الدنيا   بل له القدرة و التمكن على التمتع بها ، بخلاف البلاء ، فانه مجبور عليه ، و لا يقدر على دفعه فالصبر عليه أسهل , ولذا ترى أن الجائع إذا لم يقدر على الطعام أقدر على الصبر منه إذا قدر عليه.

و أما ما لا يوافق هواه و طبعه ، فله ثلاثة اقسام :

الأول - ما يكون مقدورا للعبد ، كالطاعات و المعاصي , أما الطاعة ، فالصبر عليها شديد لأن النفس بطبعها تنفر عنها ، و تشتهي التقهر و الربوبية ، كما يأتي وجهه.

ومع ذلك يثقل عليها بعض العبادات باعتبار الكسل ، و بعضها باعتبار البخل ، و بعضها باعتبارهما ، كالحج و الجهاد ، فلا تخلو طاعة من اعتبار يشق على النفس ان تصبر عليه ، و مع ذلك يحتاج المطيع فيها إلى الصبر في حالات ثلاثة تتضاعف لأجلها الصعوبة ، إذ يحتاج إليها قبل العمل في تصحيح النية و الإخلاص ، وتطهيرها عن شوائب الرياء ، و في حالة العمل لئلا يغفل عن اللّه في اثنائه ، و لا يخل بشي‏ء من وظائفه و آدابه ، و يستمر على ذلك إلى الفراغ و بعد الفراغ عنه ، لئلا يتطرق إليه العجب ، و لا يظهر رياء و سمعة.

والنهي عن إبطال العمل و عن إبطال الصدقات بالمن و الاذى امر بهذا القسم من الصبر , و أما المعاصي ، فلكون جميعها مما تشتهيها النفس ، فصبرها عليها شديد ، وعلى المألوفة المعتادة أشد ، إذ العادة كالطبيعة الخامسة ، و لذا ترى أن كل معصية شاعت و تكررت ثقل استنكارها ، فان الاستبعاد في مثل لبس الحرير أكثر من الاستبعاد في إطلاق اللسان طول النهار في اعراض الناس ، مع ان الغيبة أشد من الزنا ، كما نطقت به الاخبار, فإذا انضافت‏ العادة إلى الشهوة ، ظهر جندان من جنود الشيطان على جند اللّه ، فيصعب تركها.

ثم المعصية ان كانت مما يسهل فعلها ، كان الصبر عنها أشد ، كمعاصي اللسان من الغيبة و الكذب ، و لو كانت مع ذلك مشتملة على تمام ما تقتضيه جبلة النفس من الاستعلاء و الربوبية كالكلمات التي توجب نفي الغير و القدح فيه ، و الثناء على ذاتها تصريحا أو تعريضا ، كان الصبر عنها أشد.

اذ مثل ذلك - مع كونها مما تيسر فعله و صار مألوفا معتادا - انضافت إليه شهوتان للنفس فيه : إحداهما نفي الكمال من غيرها ، و اخراهما اثباته لذاتها.

وميل النفس إلى مثل تلك المعصية في غاية الكمال ، إذ به يتم ما تقتضيه جبلتها من التوفق و العلو، فصبرها عنها في غاية الصعوبة , وقد ظهر مما ذكر : أن أكثر ما شاع و ذاع من المعاصي انما يصدر من اللسان , فينبغي لكل أحد ان يجتهد في حفظ لسانه بتقديم التروي على كلام يريد أن يتكلم به ، فان لم يكن معصية تكلم به ، و إلا تركه ، و لو لم يقدر على ذلك ، و كان لسانه خارجا عن اطاعته في المحاورات ، وجبت عليه العزلة و الانفراد و تركه التكلم مع الناس ، حتى تحصل له ملكة الاقدار على حفظه ، ثم صعوبة الصبر و سهولته لما كانت تختلف في آحاد المعاصي باختلاف داعية تلك المعاصي قوة و ضعفا ، فينبغي لكل طالب السعادة أن يعلم ان داعية نفسه الى أي معصية أشد ، فيكون سعيه في تركها أكثر, ثم حركة الخواطر باختلاج الوساوس ايسر بكثير من حركة اللسان بقبائح الكلمات ، فلا يمكن الصبر عنها أصلا إلا بأن يغلب على القلب هم آخر في الدين يستغرفه ، كمن أصبح و همومه هم واحد , و أكثر جولان الخاطر إنما يكون في فائت لا تدارك له ، او في مستقبل لا بد و ان يحصل منه ما هو مقدور, و كيف كان فهو تصور باطل ، و تضييع وقت , إذ آلة استكمال‏ العبد قلبه ، فإذا غفل القلب في لحظة من ذكر يستفيد به انسا باللّه ، او فكر يستفيد به معرفة باللّه ، و يستفيد بالمعرفة حب اللّه ، فهو مغبون.

الثاني- ما ليس حصوله مقدورا للعبد ، و لكنه يقدر على دفعه بالتشفي ، كما لو أوذى بفعل او قول ، او جنى عليه في نفسه او ماله ، فان حصول الاذية و الجناية و ان لم يرتبط باختياره  إلا انه يقدر على التشفي من المؤذي او الجاني بالانتقام منه ، و الصبر على ذلك بترك المكافاة.

وهو قد يكون واجبا ، و قد يكون فضيلة ، و هو أعلى مراتب الصبر.

و لأجل ذلك خاطب اللّه نبيه (صلى الله عليه واله) بقوله : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف : 35]‏ .

وبقوله : {وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا } [المزمل : 10] , و بقوله : {وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا } [الأحزاب : 48] , و قال : {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران : 186] , و قال : {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل : 126].

و قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «صل من قطعك ، و اعط من حرمك ، و اعف عمن ظلمك».

وروى : «أنه (صلى الله عليه واله) قسم مرة مالا ، فقال بعض الاعراب من المسلمين : هذه قسمة ما أريد بها وجه اللّه! فاخبر به رسول اللّه ، فاحمرت وجنتاه ، ثم قال : رحم اللّه أخي موسى ، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر».

الثالث- ما ليس مقدورا للعبد مطلقا ، كالمصائب و النوائب .

و الصبر عليه شديد في غاية الصعوبة ، و لا ينال إلا ببضاعة الصديقين ، و الوصول اليه يتوقف على اليقين التام.

ولذا قال النبي (صلى الله عليه واله): «أسألك من اليقين ما يهون علي مصائب الدنيا», و قال (صلى الله عليه واله) : «قال اللّه : اذا ابتليت عبدي ببلائي فصبر، و لم يشكني إلى عواده  أبدلته لحما خيرا من لحمه ، و دما خيرا من دمه ، فان أبرأته أبرأته و لا ذنب له ، و ان توفيته فإلى رحمتي».

وقال (صلى الله عليه واله) : «من إجلال اللّه و معرفة حقه : ألا تشكو وجعك ، و لا تذكر مصيبتك» , و قال (صلى الله عليه واله) : «من ابتلى فصبر، و أعطى فشكر، و ظلم فغفر أولئك لهم الأمن و هم مهتدون» , و قال (صلى الله عليه واله) : «إن اللّه - تعالى- قال لجبرئيل : ما جزاء من سلبت كريمته؟ , فقال : سبحانك! لا علم لنا إلا ما علمتنا , قال : جزاؤه الخلود في داري ، و النظر إلى وجهي».

وقال داود (عليه السلام) : «يا رب! ما جزاء الحزين يصبر على المصائب ابتغاء مرضاتك؟

قال : جزاؤه أن ألبسه لباس الأمان ، لا انزعه عنه ابدا» , و قال لابنه سليمان (عليهما السلام): «يستدل على تقوى المؤمن بثلاث : حسن التوكل فيما لم ينل ، و حسن الرضا فيما قد نال ، و حسن الصبر في ما قد فات».

وروي : «أن من ابتلى بموت ثلاثة أولاد ، لم يرد على النار أصلا».




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.