المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



سخط المسلمين بعد استشهاد زيد  
  
3158   04:46 مساءاً   التاريخ: 14-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص81-83.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016 2875
التاريخ: 11-8-2016 3347
التاريخ: 23-8-2016 2829
التاريخ: 16-8-2016 2789

سخط المسلمون لمقتل الشهيد العظيم زيد ونقموا على بني أمية كأشد ما تكون النقمة فقد انتهكوا في قتله حرمة الرسول (صلى الله عليه واله) التي هي أولى بالرعاية والعطف من كل شيء فلم تمض حفنة من السنين على اقتراف الامويين لمجزرة كربلاء الرهيبة وإذا بهم قد عمدوا الى قتل زيد الذي هو من أعلام الأسرة النبوية ولم يكتفوا بقتله وانما نبشوا قبره وصلبوه على الجذع ولم يسمحوا بمواراته لاظهار التشفي الآثم بأهل البيت (عليهم السلام) وقد خالفوا بذلك ما أمر به النبي (صلى الله عليه واله) من المودة لأهل بيته كما خالفوا ما أمر به الاسلام من احترام الاموات وتحريم المثلة بهم.

لقد كانت فاجعة زيد المروعة من الاحداث الجسام التي ذعر منها المسلمون واستعظموها وقد اندفع شعراؤهم الى رثائه بما صور مدى الحزن واللوعة التي مني بها المسلمون يقول الفضل بن العباس :

إلا يا عين لا ترقى وجودي       بدمعك ليس ذا حين الجمود

غداة ابن النبي أبو حسين                  صليب بالكناسة فوق عود

يظل على عمودهم ويمسي       بنفسي اعظم فوق العمود

تعدى الكافر الجبار فيه            فأخرجه من القبر اللحيد

فظلوا ينبشون أبا حسين                   خضيبا بينهم بدم جسيد

فطال به تلعبهم عتوا              وما قدروا على الروح الصعيد

وجاور في الجنان بني أبيه       واجدادا هم خير الجدود

فكم من والد لأبي حسين                   من الشهداء أو عم شهيد

ومن ابناء اعمام سيلقى                    هم أولى به عند الورود

دماء معشر نكثوا أباه             حسينا بعد توكيد العهود

فسار إليهم حتى أتاهم             فما أرعوا على تلك العقود

هذه بعض القصيدة وقد صور فيها الشاعر حزنه العميق على الشهيد العظيم الذي ثكل به المسلمون فهو يطلب من عينيه أن يجودا بالدموع ولا يضنا عليه وذلك لعظم الخطب الفادح ثم هو يستعظم كأشد ما يكون الاستعظام على اخراج زيد من قبره وصلبه ولكن مما يهون عليه الخطب انهم وان تلاعبوا بجسد الثائر العظيم إلا انهم لم يقدروا على ارغام روحه الطاهرة التي صارعت الباطل وقاومت المنكر والجور وانها قد أقامت في الجنان مع أرواح الشهداء الخالدين الذين صرعوا في كربلاء دفاعا عن حقوق المظلومين والمضطهدين ثم انه بعد ذلك ينعى على أهل الكوفة غدرهم بزيد كما غدروا من قبل بجده الحسين (عليه السلام) فكان الغدر من خصائص الكوفيين وذاتياتهم وقد قيل : الكوفي لا يوفى

وممن رثى زيدا بذوب روحه أبو ثميلة الأبار يقول :

أبا الحسين أعار فقدك لوعة      من يلق ما لاقيت منها يكمد

فغدا السهاد ولو سواك رمت به الأقدار حيث رمت به لم يشهد

ونقول : لا تبعد وبعدك دلؤنا     وكذلك من يلق المنية يبعد

كنت المؤمل للعظائم والنهى      ترجى لأمر الامة المتأود

فقتلت حين رضيت كل مناضل   وصعدت في العلياء كل مصعد

فطلبت غاية سابقين فنلتها        بالله في سير كريم المورد

وابى إلهك أن تموت ولم تسر    فيهم بسيرة صادق مستنجد

والقتل في ذات الاله سجية       منكم وأحرى بالفعال الامجد

والناس قد أمنوا وآل محمد         من بين مقتول وبين مشرد

نصب اذا القى الظلام ستوره     رقد الحمام وليلهم لم يرقد

يا ليت شعري والخطوب كثيرة   أسباب موردها وما لم يورد

ما حجة المستبشرين بقتله       بالامس أو ما عذر أهل المسجد

وقد رسم الشاعر في هذه الابيات شجونه واحزانه المرهقة على زيد الثائر العظيم وذكر الخسارة العظمى التي منيت بها الامة بفقدها لزيد فقد كان المؤمل لشدائدها وازماتها واضاف إنه بشهادته قد أنار الطريق للمناضلين والاحرار وملأ قلوبهم رضا ومسرة بنهضته الجبارة التي استهدفت القضايا المصيرية لامته وقد نال زيد بشهادته الغاية القصوى التي نالها الشهداء الممجدون من آبائه الذين رفعوا راية الحق ملطخة بدمائهم الزكية واضاف ان الله أبى لزيد أن يموت ولا يسير بين الناس بسيرة المنقذين والمحررين لامتهم وأوطانهم فان القتل في سبيل الله كانت سجية العلويين وقد أثر عن بعضهم أنه قال : القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .

وعرض أبو ثميلة في ابياته الاخيرة الى المحن القاسية التي عانها العلويون من حكام بني أمية والتي كان منها انهم قد حرموا من الأمن فانهم بين مقتول ومشرد يطارده الرعب والفزع والخوف في حين أن الطير ترقد في ليلها آمنة مطمئنة وآل النبي (صلى الله عليه واله) لم يرقدوا في ليلهم خوفا من بني أمية وندد بالمستبشرين بقتل زيد الذي ثار لتحقيق العدالة الاجتماعية في الارض كما ندد بالذين بايعوه وخذلوه فدخلوا جامع الكوفة وقد طلب منهم أن يقوموا بنجدته وحماية ثورته فلم يستجيبوا له.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.