أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016
2749
التاريخ: 15-8-2016
3161
التاريخ: 14-8-2016
4902
التاريخ: 22-8-2016
3530
|
سخط المسلمون لمقتل الشهيد العظيم زيد ونقموا على بني أمية كأشد ما تكون النقمة فقد انتهكوا في قتله حرمة الرسول (صلى الله عليه واله) التي هي أولى بالرعاية والعطف من كل شيء فلم تمض حفنة من السنين على اقتراف الامويين لمجزرة كربلاء الرهيبة وإذا بهم قد عمدوا الى قتل زيد الذي هو من أعلام الأسرة النبوية ولم يكتفوا بقتله وانما نبشوا قبره وصلبوه على الجذع ولم يسمحوا بمواراته لاظهار التشفي الآثم بأهل البيت (عليهم السلام) وقد خالفوا بذلك ما أمر به النبي (صلى الله عليه واله) من المودة لأهل بيته كما خالفوا ما أمر به الاسلام من احترام الاموات وتحريم المثلة بهم.
لقد كانت فاجعة زيد المروعة من الاحداث الجسام التي ذعر منها المسلمون واستعظموها وقد اندفع شعراؤهم الى رثائه بما صور مدى الحزن واللوعة التي مني بها المسلمون يقول الفضل بن العباس :
إلا يا عين لا ترقى وجودي بدمعك ليس ذا حين الجمود
غداة ابن النبي أبو حسين صليب بالكناسة فوق عود
يظل على عمودهم ويمسي بنفسي اعظم فوق العمود
تعدى الكافر الجبار فيه فأخرجه من القبر اللحيد
فظلوا ينبشون أبا حسين خضيبا بينهم بدم جسيد
فطال به تلعبهم عتوا وما قدروا على الروح الصعيد
وجاور في الجنان بني أبيه واجدادا هم خير الجدود
فكم من والد لأبي حسين من الشهداء أو عم شهيد
ومن ابناء اعمام سيلقى هم أولى به عند الورود
دماء معشر نكثوا أباه حسينا بعد توكيد العهود
فسار إليهم حتى أتاهم فما أرعوا على تلك العقود
هذه بعض القصيدة وقد صور فيها الشاعر حزنه العميق على الشهيد العظيم الذي ثكل به المسلمون فهو يطلب من عينيه أن يجودا بالدموع ولا يضنا عليه وذلك لعظم الخطب الفادح ثم هو يستعظم كأشد ما يكون الاستعظام على اخراج زيد من قبره وصلبه ولكن مما يهون عليه الخطب انهم وان تلاعبوا بجسد الثائر العظيم إلا انهم لم يقدروا على ارغام روحه الطاهرة التي صارعت الباطل وقاومت المنكر والجور وانها قد أقامت في الجنان مع أرواح الشهداء الخالدين الذين صرعوا في كربلاء دفاعا عن حقوق المظلومين والمضطهدين ثم انه بعد ذلك ينعى على أهل الكوفة غدرهم بزيد كما غدروا من قبل بجده الحسين (عليه السلام) فكان الغدر من خصائص الكوفيين وذاتياتهم وقد قيل : الكوفي لا يوفى
وممن رثى زيدا بذوب روحه أبو ثميلة الأبار يقول :
أبا الحسين أعار فقدك لوعة من يلق ما لاقيت منها يكمد
فغدا السهاد ولو سواك رمت به الأقدار حيث رمت به لم يشهد
ونقول : لا تبعد وبعدك دلؤنا وكذلك من يلق المنية يبعد
كنت المؤمل للعظائم والنهى ترجى لأمر الامة المتأود
فقتلت حين رضيت كل مناضل وصعدت في العلياء كل مصعد
فطلبت غاية سابقين فنلتها بالله في سير كريم المورد
وابى إلهك أن تموت ولم تسر فيهم بسيرة صادق مستنجد
والقتل في ذات الاله سجية منكم وأحرى بالفعال الامجد
والناس قد أمنوا وآل محمد من بين مقتول وبين مشرد
نصب اذا القى الظلام ستوره رقد الحمام وليلهم لم يرقد
يا ليت شعري والخطوب كثيرة أسباب موردها وما لم يورد
ما حجة المستبشرين بقتله بالامس أو ما عذر أهل المسجد
وقد رسم الشاعر في هذه الابيات شجونه واحزانه المرهقة على زيد الثائر العظيم وذكر الخسارة العظمى التي منيت بها الامة بفقدها لزيد فقد كان المؤمل لشدائدها وازماتها واضاف إنه بشهادته قد أنار الطريق للمناضلين والاحرار وملأ قلوبهم رضا ومسرة بنهضته الجبارة التي استهدفت القضايا المصيرية لامته وقد نال زيد بشهادته الغاية القصوى التي نالها الشهداء الممجدون من آبائه الذين رفعوا راية الحق ملطخة بدمائهم الزكية واضاف ان الله أبى لزيد أن يموت ولا يسير بين الناس بسيرة المنقذين والمحررين لامتهم وأوطانهم فان القتل في سبيل الله كانت سجية العلويين وقد أثر عن بعضهم أنه قال : القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .
وعرض أبو ثميلة في ابياته الاخيرة الى المحن القاسية التي عانها العلويون من حكام بني أمية والتي كان منها انهم قد حرموا من الأمن فانهم بين مقتول ومشرد يطارده الرعب والفزع والخوف في حين أن الطير ترقد في ليلها آمنة مطمئنة وآل النبي (صلى الله عليه واله) لم يرقدوا في ليلهم خوفا من بني أمية وندد بالمستبشرين بقتل زيد الذي ثار لتحقيق العدالة الاجتماعية في الارض كما ندد بالذين بايعوه وخذلوه فدخلوا جامع الكوفة وقد طلب منهم أن يقوموا بنجدته وحماية ثورته فلم يستجيبوا له.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|