المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

{ اذكروا الله كذكركم آباءكم او اشد ذكرا}
2024-09-21
Bases
2-2-2016
تفسير الاية (1-19) من سورة الانفطار
1-2-2018
جهد التشكل deformation potential
4-8-2018
نبات القلة (BEAUCARNEA (PONY TAIL
17-7-2022
Nasals
19-5-2022


ثوير بن أبي فاختة  
  
3297   04:57 مساءاً   التاريخ: 11-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص223-225.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

قال النجاشي : ثوير بن أبي فاختة أبو جهم الكوفي واسم أبي فاختة سعيد بن علاقة يروي عن أبيه وكان مولى أم هاني بنت أبي طالب عده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام علي بن الحسين (عليه السلام) ومن أصحاب الامام الباقر (عليه السلام) وقد روى ثوير ما يلي قال : خرجت حاجا فصحبني عمرو بن ذر القاضي وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام وكانوا إذا نزلوا قالوا : أنظر الآن فقد حررنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر (عليه السلام) عنها عن ثلاثين كل يوم وقد قلدناك ذلك ؛ فقال ثوير : فغمنى ذلك حتى إذا دخلنا المدينة فافترقنا فنزلت أنا على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له : جعلت فداك إن ابن ذر وابن قيس الماصر والصلت صحبوني وكنت أسمعهم يقولون : قد حررنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر عنها فغمنى ذلك فقال أبو جعفر : ما يغمك؟ فاذا جاءوا فأذن لهم فلما كان من غد دخل مولى لأبي جعفر (عليه السلام) فقال : جعلت فداك إن بالباب ابن ذر ومعه قوم فقال لي أبو جعفر : يا ثوير قم فأذن لهم فقمت فأدخلتهم فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم يتكلموا فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر يستفتيهم الأحاديث وأقبلوا لا يتكلمون فلما رأى ذلك أبو جعفر قال لجارية له : يقال لها سرحة هاتي الخوان فلما جاءت به فوضعته قال أبو جعفر : الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا ينتهى إليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه فبادر ابن ذر قائلا : ما حده؟      

ـ إذا وضع ذكر الله وإذا رفع حمد الله.

وأمرهم الامام بتناول طعام الغذاء وأمر (عليه السلام) الجارية أن تسقيه فجاءته بكوز من أدم فقال (عليه السلام) : الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا ينتهى إليه.

قال ابن ذر : ما حده؟

الامام : حده أن يذكر اسم الله عليه إذا شرب ويحمد الله إذا فرغ ولا يشرب من عند عروته ولا من كسر إن كان فيه ؛ ولما فرغوا من تناول الطعام أقبل عليهم الامام (عليه السلام) يستفتيهم الأحاديث وهم صامتون ولما رأى ذلك منهم الامام التفت إلى ابن ذر فقال له : ألا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا؟ .

- بلى يا ابن رسول الله قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله وأهل بيتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا.

قال الامام أبو جعفر (عليه السلام) : يا ابن ذر فاذا لقيت رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال ما خلفتني في الثقلين؟ فما ذا تقول له؟.

فبكى ابن ذر وقال : أما الأكبر فمزقناه ـ يعني الكتاب ـ وأما الأصغر ـ يعني العترة الطاهرة ـ فقتلناه.

فقال أبو جعفر : إذن تصدقه يابن ذر لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتى تسأل عن ثلاثة : عن عمره فيما أفناه ومن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه وعن حبنا أهل البيت.

وانصرفوا من منزل الامام وأمر (عليه السلام) غلامه بمتابعتهم ليسمع ما يقولون فرجع الغلام وقال له : لقد سمعتهم يقولون لابن ذر على هذا خرجنا معك؟ فقال : ويلكم اسكتوا ما أقول إن رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته وكيف أسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز .. .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.