المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الصعوبات والمخاطر في التساهل بالتربية  
  
2183   12:45 مساءاً   التاريخ: 24-7-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص66
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2018 2262
التاريخ: 19-7-2022 2392
التاريخ: 17-1-2020 2062
التاريخ: 23/10/2022 1239

التربية ستكون يسيرة فيما لو تعامل الاب مع اولاده تعاملا منطقياً في تحقيق وظائفه، والا لواجهته الصعوبات والمشاكل.

وفي عصرنا الحاضر رغم سهولة هذه المسؤولية الا انها ستبقى صعبة ايضاً. فليس يسيرا ان نتمكن في عصرنا الحاضر والمرحلة التي نعيشها من تربية اولاد صالحين وزاهدين ومؤمنين يمكنهم ان يضحوا بأنفسهم واموالهم في سبيل اهدافهم الالهية المقدسة وذلك بسبب مشاكل الحياة والمفاسد واموالهم التي تهدد المجتمعات والعوامل العديدة التي تؤثر على الاطفال وتغريهم.

ويضع الاب الخطوة الاولى في مجال التربية منذ ان يختار زوجته، ويواصل عمله هذا حتى 21 عاما بعد ولادة الطفل، ويجب عليه ان يرافق طفله طيلة هذه المرحلة خطوة خطوة ويستخدم خبراته ووعيه وما اوتي من فن في هذا الطريق. مع اعتباره عملا شاقا ويحتاج إلى الصبر.

ان التسامح والتقصير في التربية يؤدي بلا شك إلى ايجاد صعوبات عديدة في مجال البناء. اذ سيراوح الطفل في مكانه ولا يمكنه التقدم وفق ما هو مطلوب، فاليتيم ليس من فقد امه واباه وانما الذي يفقد مرشده في العلم والادب.

فلو قصر الاباء في تربية اولادهم لأوجدوا المناخ الملائم للعديد من الانحرافات. و اما المنحرفون في المجتمع الا هم ـ في الحقيقة ـ اولئك الذين لم يتربوا جيداً خلال سنين طفولتهم وسيلعن المجتمع مثل هؤلاء الآباء اضافة الى لعنة الباري جل وعلا.

والخلاصة فان الاب مسؤول امام خالقه فيما لو قصر في تربية أولاده الذين سيشكونه عند الله جل جلاله فينال جزاءه العادل.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.