أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015
6609
التاريخ: 21-9-2019
2470
التاريخ: 25-06-2015
2391
التاريخ: 25-7-2019
2007
|
هو أبو عبد الملك مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر، قيل إنه كان يعشق جارية رباها أبوه معه، فنشأ يصبو إليها، و كانت تصبو إليه، و ذكر ذلك لأبيه، و لم يحترم رغبته، فاستأثر بها من دونه، و اشتدت غيرته من أبيه، فانتضى يوما سيفا و انتهز فرصة منه، فقتله، و كانت سنة إذ ذاك ست عشرة سنة، فزجّ به المنصور بن أبي عامر في السجن و ظل به ست عشرة سنة، ثم أطلقه، فسمى الطليق لذلك، و عاش بعد إطلاقه ورد حريته إليه ست عشرة سنة ثالثة، و هو من نادر الاتفاق، و توفى قريبا من سنة أربعمائة.
و يقول ابن حزم في كتاب الحلة السّيراء: «أبو عبد الملك هذا في بني أمية كابن المعتز في بني العباس ملاحة شعر و حسن تشبيه» . و يقول في جمهرة أنساب العرب: «مروان هذا من الشعراء المفلقين المحسنين» . و يروون له أشعارا نظمها في السجن و ينقصها الإحساس بالمرارة، و كأنما يشعر بعظم ذنبه تلقاء أبيه. و له وراءها أشعار كثيرة في الغزل و الخمر و وصف الطبيعة، و هو فيها يعبر عن مشاعر صادقة، و تتضح فيها ثقافته بالشعر العربي، و تمثله للصياغة الشعرية الرصينة المونقة، مع العناية بالأخيلة و التصاوير، من ذلك قوله متغزلا في قافيّة له مشهورة:
غصن يهتزّ في دعص نقا يجتنى منه فؤادى حرقا (1)
أطلع الحسن لنا من وجهه قمرا ليس يرى ممّحقا
ورنا عن طرف ريم أحور لحظه سهم لقلبي فوّقا (2)
باسم عن عقد درّ خلته سلبته لثتاه العنقا
سال لام الصّدغ في صفحته سيلان التّبر وافى الورقا (3)
و نشعر بجمال موسيقاه و عذوبة ألفاظه و أنه يعرف كيف يضم اللفظة إلى اللفظة في نسق صوتي بلذ الأسماع و الألسنة، و حقا تشبيه قامة المرأة بالغصن النابت في كثيب نقا أو رملة متداول و كذلك تشبيهها بالقمر و بظبى أحور، و هي تسدّد السهام إلى قلوب المفتونين بها و أيضا تشبيه الأسنان في اللثة بعقود در وصدغ الشعر المسدل بين الأذن و العين باللام و أن الأشقر منه يسيل سيلان التبر على الورق أو الفضة، كل ذلك ردده الشعر قبل الطليق و لكنه عرف كيف يصوغه و يحوّر فيه تحويرات تروع قارئه. و من غزله قوله:
ودّعت من أهوى أصيلا ليتنى ذقت الحمام و لا أذوق نواه
و وجدت حتى الشمس تشكو وجده و الورق تندب شجوها بهواه (4)
و على الأصائل رقّة من بعده فكأنها تلقى الذى ألقاه
و غدا النسيم مبلّغا ما بيننا فلذاك رقّ هوى و طاب شذاه (5)
ما الرّوض قد مزجت به أنداؤه سحرا بأطيب من شذا ذكراه
و لذاك أولع بالرياض لأنها أبدا تذكرني بمن أهواه
و هو يصور وجده و التياعه بذكرى من يهواها من خلال عناصر الطبيعة، فالشمس في وداعها للأفق أصيلا و ما يصيبها من شحوب و صفرة كأنما تشكو وجدها بحبها، و بالمثل تندب الورق الرمادية من الحمام لوعتها بهواها، و كأنما سكبت على الأصيل و النسيم رقة الوجد و أريجه العطر، و إن شذى ذكراه لصاحبته ليفوق شذى أي روض تتفتح أزهاره الندية سحرا، و هو ما يجعله صبّا بالرياض إذ تمثّل عناصرها صاحبته له و تجسمها بكل ما فيها من حسن و جمال و فتنة. و دائما نشعر عند الطليق بروعة الموسيقى مع ما تمتاز به صياغته و لغته من صفاء و سلاسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) دعص: كثيب. نقا: رملة.
2) ريم: ظبى. فوّق: سدّد.
3) الصدغ: الشعر المسدل بين الأذن و العين. الورق: الفضة.
4) الورق: الحمام الرمادي اللون
5) الشذى: رائحة الطيب و المسك.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|