المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Thomas Murray MacRobert
31-5-2017
الفوارق بين الرق في الاسلام والعبودية الحديثة
14-11-2017
إضاعَة المال ـ بحث روائي
21-1-2016
الفعل الصحيح و الفعل المعتل
18-02-2015
التكتلات الاقتصادية - منظمة التجارة الأوربية الحرة
26-5-2022
هل توجد حياة على سطح المريخ؟
2023-06-12


الأبعاد النفسية للاتصال  
  
6579   10:51 صباحاً   التاريخ: 24-6-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص322-327
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

العملية الاتصالية التي يلعب فيها الإنسان الدور الأساسي والمتغير حيث يكون في بعض الأحيان مرسل وفي أحيان أخرى مستقبل، هذه العملية تعتبر من العمليات النفسية لأنها تبدأ وتعتمد على عملية الإحساس sensation التي تكون فيها حواس الانسان الخمسة الطرق الموضوعية الأساسية لعملية الاتصال التي تربط بين الفرد والعالم الخارجي، المادي والمعنوي والاجتماعي.

‏وعندما نقوم بمناقشة الأبعاد النفسية لعملية الاتصال الجماهيري، فان مركز ومحور هذا النقاش يجب أن تكون المفاهيم الأساسية التي لها علاقة بالاتصال، وهي في نفس الوقت من صميم عالم النفس، مثل الدوافع على أنواعها أو الدافعية والانتقاء والادراك، هذه المفاهيم لها دورا أساسيا وهاما في عملية الاتصال حيث دون وجودها لدى القائم بالاتصال والمستقبل له تكون العملية الاتصالية ضعيفة وغير مؤثرة أو أنها تفشل فشلا كبيرا.

‏وللدوافع أهمية كبيرة حيث تعتبر كبعد نفسي من أبعاد العملية الاتصالية الجماهيرية، وكما يقول بعض الباحثين في هذا المجال، فإن بعض الأشياء من الممكن أن تلعب الدور الفعال في حياة الفرد، حيث يشعره بالأمان والاطمئنان إذا كان العالم الذي يعيش فيه مزعج أو مخيف أو ما يحدث فيه يشعر الفرد بالقلق والتوتر الدائم، وفقط وجود هذه الأشياء يحد من حدة هذا الشعور، مثل الجريدة الصباحية التي تنقل للجماهير الأخبار المختلفة، أو الكتب التي من المؤكد أنها مصدرا هاما الذي يساعد على تطور الانا ego في مراحل التطور المبكرة التي يمر بها الاطفال، ومن المحتمل أن عملية الاستماع إلى البرامج المتنوعة التي تذاع في الراديو والذي يعتبر جهاز اتصال جماهيري هام التي من الممكن أن توحي للنساء بأنواع السلوك الملائمة المناسبة والتي يمكن القيام بها في المواقف الاجتماعية والانسانية التي تمر بها المناسبات المختلفة.

‏أما بالنسبة للانتقاء الذاتي للجمهور فهو يعتبر أحد أبعاد الاتصال الجماهيري حيث على سبيل المثال برامج الراديو المذاع يكون له جمهوره الذي يختاره قبل أن يؤثر فيه. وعنما يكون للفرد حرية التمتع بالفعل والعمل فانه يقوم باختيار رسائل معينة يقرأها ، وتكون لها أهمية وتأثير عليه أو برامج معنية يستمع اليها لأنها تشبع حاجات خاصة ومهمة بالنسبة له، وفي نفس الوقت يقوم برفض رسائل وبرامج اخرى التي لا تعني بالنسبة له أي شيء، أو التي من الممكن ان تؤدي الى شعوره بالتطور او الغضب والرفض. ولذلك فإن انواع الرسائل التي يختارها من بين الرسائل التي ترسل في العمليات الاتصالية الجماهيرية، يجب ان تتفق مع اتجاهاته وميوله ورغباته السابقة والحالية وفي نفس الوقت تقوم بتدعيم معتقداته الموجودة لديه في الوقت الحالي .

وعندما تقوم الحواس بنقل المعلومات عن طريق الأعصاب إلى المراكز العليا التي تعتبر مدخلات أساسية للعملية التي نطلق عليها اسم العمليات الادراكية. والإدراك يقصد به أن الإنسان استطاع أن يصل إلى جوهر الأشياء بصورة كلية وتامة، بالإضافة إلى المكونات الزمانية المكانية، أي أن الإدراك هنا يعتبر المرحلة الأساسية للاتصال، وهذا بدوره يعني المعنى الكلي والفهم الذي يعتمد على عملية التعلم والخبرات السابقة، أو كما يقول بعض الباحثين إن حدوث الاتصال بدون إحساس من الأمور المستحيلة، فان الحصول على التغذية العكسية من الاتصال يعتمد اعتمادا تاما على الإدراك، الذي يساعد على ترجمة الرسائل ومعرفة مضمونها وفهمها، والقيام بتحويلها إلى سلوك معين يتلقاه الآخرون .

والإدراك بمعناه الشامل والعميق يتصل مع التخيل الذي يحدث خارج حدود الزمان والمكان، وفيه تسقط مقادير الأشياء المطلقة، وهنا تكون أهمية وضرورة التأثير المباشر للعالم الخارجي. لأن ما يحدث عن طريق الخيال ممكن، لأنه لا يعرف المستحيل. مما يؤدي إلى نتائج تختلف عنه بصورة واضحة، عن اصل المعلومات الأساسية عندما يحدث الإدراك الذي يؤدي بالإنسان بعد أن يصل إلى ناتج التخيل في محاولة فهم واستيعاب من جديد، وهذا من المؤكد أنه يحدث عن طريق أرقى العمليات النفسية، أي عن طريق عملية التفكير التي تؤدي إلى تحويل ناتج الخيال إلى الواقع، مثل كتابة كتاب أو مقال أو رسم وما إلى ذلك.

ومعنى ما ذكر انتقال الإنسان عن طريق التفكير من الخيال الذي يعتبر عالم الذاتية الحرية وعدم الاهتمام بالزمان و المكان، إلى عالم الموضوعية والواقع وهذا يعني تحول الخيال إلى  المنتج له. وعليه فان الاتصال من الناحية النفسية يعني تزايد اتساع العلاقة بين الذات والموضوعية وعلى هذا الأساس يتضمن الاتصال عدة  مراحل نذكر منها:

1ـ مرحلة التنبيه :

والذي يعني أن في هذه المرحلة تحدث استثارة الانتباه عند المرسل والمستقبل، وهذا يتوقف على أهمية الرسالة، و مضمونها، و محتوياتها، و عناصرها، وترتيبها.

٢‏- مرحلة التحضير بعد لفت الانتباه :

إذا كانت الرسالة مباشرة وفي اتجاهين أو غير مباشرة وفي اتجاه واحد، مثل الراديو والتلفاز، تأثير هذه الرسالة يعطي الفوائد المتوقعة منه إذا وجد تهيؤ نفسي عند المستقبل، وهذا يتوقف على هدف ونوع ووسيلة الاتصال المستعملة. حيث يمكن أن يكون عن طريق التوقع Expectation وهو اعتقاد الفرد في وقت معين بأن ناتج معين ممكن الوصول إليه وهو الذي يصبح متبع.

أيضا يمكن من ناحية التأثير النفسي وضع الحوافز والدوافع على أنواعها في إطار رسالة معينة بهدف جذب الانتباه، وإعطاء المستقبل فرصة التفكير الجاد للقيام بتنفيذ الرسالة لكي يحصل على هذه الحوافز. كما وانه من الممكن تحقيق الاتصال عن طريق، استثارة دوافع حب الاستطلاع والمعرفة لدى المستقبل.

3- كيفية بث المعلومات :

‏من المعروف والمؤكد نفسيا، أن نوع المعلومات التي نقوم بإرسالها، إذا كانت سمعية أو بصرية سمعية، أو رمزية، أو حركية، كثيرة أو قليلة، بسيطة أو معقدة،  جميع هذه الجوانب تلعب دورا هاما في نجاح الاتصال من الناحية النفسية بين أطراف العملية الاتصالية.

٤‏- مرحلة الدعم :

‏الدعم هو عبارة عن القيام بتقويم العلاقة والرابط الإيجابي بين المرسل والمستقبل أو العكس وذلك بهدف الوصول في نهاية الأمر إلى فائدة كبيرة من الاتصال. وفي حالة الاتصال المباشر كما يحدث بين المعلم والطالب في غرفة الصف، فان عملية الدعم بأنواعه الذي يعطيه المعلم للطالب. والذي يؤدي إلى مقدرة الطالب على التعامل مع المادة ونجاحه فيها، يعتبر مدعما لحدوث الاتصال الفعال, والفائدة من الاتصال تتوقف على مدى نجاح عملية تدعيم النتيجة التي

نصل إليها من الاتصال.

5- مرحلة تمثيل المعلومات :

بعد تحضير الرسالة التحضير الكافي لكل عناصرها ومكوناتها، وعلى جميع مستويات المرسل والمستقبل، حيث عندما تصل من المرسل إلى المستقبل تتم معالجتها داخل المخ، وهذه المعالجة تعتمد على مستواه الفكري والخبرات السابقة التي مر بها، ومدى التحضير بقبول مضمون الرسالة. ومعالجة معلومات الرسالة تعني أن المستقبل سوف يتأثر ويحدث منه رد فعل متوقع، وهنا إذا طابق رد الفعل توقعات المرسل، هذا يعتبر بمثابة مؤشرا موضوعيا واقعيا لمدى فهم أو استيعاب الرسالة، وبسرعة يتحول الاستيعاب إلى مخرجات Out-Comes‏ التي تساعد الفرد على تغيير الواقع، وهذا التغيير يؤدي إلى تغيره هو خلال تغييره للواقع، الأمر الذي يساعد على الوصول لتحقيق أو المحافظة على البقاء، في العالم الذي يحدث فيه التغير بصورة مستمرة ودائمة.

‏وعليه فان عملية التمثيل للمعلومات يؤدي إلى التغيير في البناء الفكري للفرد ويؤدي إلى  تحويل المعلومات إلى اتجاهات ، أفكار وقيم، سلوكيات، قدرات ومهارات مختلفة ومتنوعة.

‏وعلى أي حال فان مدى نجاح عملية الاتصال، يتوقف من الجانب النفسي على إمكانية حدوث الدعم والربط بين محتويات الرسالة والاستجابة التي تحدث من المستقبل بسبب القيام بالاتصال.

وحينما نتحدث عن الإدراك كبعد نفسي نلاحظ أنه عندما يقوم الفرد بالقراءة أو الاستماع إلى  رسالة معينة أو خاصة، فهو يقوم بعملية انتقاء لأجزاء معينة منها التي يهتم بها، أو لها معنى خاص أو مضمون يهمه ويشبع رغباته وحاجاته، والذي يحدث في مجال الادراك والاستيعاب عنما يتواجد الإنسان في موضع إرسال واستقبال، أو يكون عرضة للتأثر بالمثيرات المختلفة التي تنبع من الموقف التعليمي والاجتماعي، أو أنه لا يسمع أو يلمس ما هو موجود من حوله إنما يدرك ما يريد أن يستوعبه وهذا يحدث بالشكل الذي يتوافق مع حاجاته الأساسية الجسدية والنفسية، التي لها أهمية كبيرة في استمرار تطوره بصورة صحيحة وسليمة، ليس هذا فحسب، بل يجب أن يكون توافق مع قيمة الشخصية الاجتماعية وعواطفه التي لها دورا هاما في عملية التوافق الاجتماعي والاتصال مع الآخرين. أضف إلى ذلك خبراته السابقة وأهميتها الخاصة في تحديد اتجاهاته الاجتماعية والشخصية، وكيف أنها تفيد الفرد في الكثير من المواقف الاجتماعية الاتصالية الصعبة والتي بدون الخبرة السابقة من المؤكد أن الفرد يصعب عليه الاتصال والقيام بالوظائف المطلوبة منه بصورة ناجحة.

بمعنى آخر عملية إدراك رسائل الاتصال الجماهيري هي عبارة عن عملية إدراك انتقائي Selective Perception الذي يوافق العمليات النفسية والبناء النفسي للمستقبل أي أن هذا الإدراك منظم وليس عشوائيا، وهنا يجب أن نأخذ في الاعتبار أن عملية  الانتقاء من الممكن أن تحد أو تقلل من مجال التأثير المتوقع من عملية الاتصال الجماهيري، إذا كان المستقبل للرسائل الاتصالية هو الذي يقوم باختيار ما يوافق بناءه ووضعه النفسي الذي يعيش فيه.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.