أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-03
716
التاريخ: 2024-01-09
869
التاريخ: 21-6-2016
20694
التاريخ: 2024-01-08
921
|
المتطلبات البيئية والمناخية المناسبة لشجرة الزيتون
ان زراعة الزيتون مرتبطة بمناخ منطقة حوض البحر المتوسط، هذا المناخ المتصف بشتاء لين ممطر، وبصيف حار وجاف، وبربيع وخريف قصيرين. في المناطق الاستوائية (امطار غزيرة وحرارة مرتفعة) يستطيع الزيتون ان ينمو خضرياً بشكل جيد ولكن لا يثمر لعدم وجود فترة السكون الشتوي الضرورية لتشكل الأجزاء الزهرية في البراعم.
1- الحرارة والاضاءة:
تتحمل شجرة الزيتون درجات الحرارة المنخفضة اكثر من أنواع الفاكهة الأخرى مستديمة الخضرة، ومع ذلك فان درجات الحرارة السلبية تؤثر بشكل خطر في الزيتون، إذ تتضرر أوراق الزيتون وافرعه وجدعه بشكل كبير تحت تأثير درجات حرارة دون -12مْ. وعليه فيجب ألا تهبط الحرارة عن -8مْ، حيث دون ذلك يحدث ضرر شديد للأشجار لاسيما لو حصل ذلك في فترة الازهار، الا انه من المعروف ان شجرة الزيتون قادرة على استعادة نموها بعد تعرضها للبرد القارس من ناحية أخرى فان برودة الشتاء ضرورية لما لها من اثر تحريضي في تحويل البراعم الخضرية الى زهرية (ما بين كانون الثاني حتى نيسان في مناطق البحر المتوسط)، اذ توجد علاقة بين ساعات البرودة التي يتعرض لها النبات وكمية الازهار والثمار، وفي حال نقص هذه الساعات عن الحد المطلوب يفشل الازهار. وتختلف أصناف الزيتون من حيث احتياجاتها لهذه الساعات من البرودة بـ 200-600ساعة حسب الصنف، على ان تكون درجة الحرارة اقل من 10مْ. وتعتمد حساسية هذه الشجرة، كأغلب اشجار الفاكهة، لدرجات الحرارة المنخفضة على:
- الحالة الخضرية للشجرة.
- سرعة تدهور درجات الحرارة او انخفاضها، اذ تتحمل الأشجار بصورة افضل الانخفاض التدريجي.
- مدة دوام هذه الدرجات.
- الشروط المناخية التي سبقت هذه الفترة.
- رطوبة الهواء والتربة ونوعها، غذ يتضرر الزيتون اكثر في الأراضي الرملية.
- مقاومة الصنف نفسه.
- الحالة الصحية للشجرة.
بالمقابل يتحمل الزيتون درجات الحرارة العالية صيفاً فيما لو كانت تغذيته المائية كافية، اذ تعمل هذه الدرجات مع اشعة الشمس على زيادة سرعة تراكم الزيت في الثمار، ولكن الرياح الجافة الحارة خلال فترة الازهار تقلل من عقل الثمار، ولو حدثت في اول الصيف فستؤدي الى تساقط الثمار الصغيرة.
تحتاج شجرة الزيتون للضوء بدرجة كبيرة ويرتبط انتاجها وقوة نموها مباشرة بتوافر كمية مناسبة من الإضاءة. بالمقابل فان هذه الشجرة لا تتأثر بطول مدة الضوء، أي انها نبات محايد بالنسبة الى الضوء. واذا كان الضوء لا يؤثر مباشرة على النمو فان مفعوله غير المباشر مؤكد من خلال عملية التركيب الضوئي، فقد بينت عدة أبحاث ان النقص في الشدة الضوئية اعتباراً من العقد يؤثر في نسبة العقد، وفي حجم الثمار ومحتواها من الزيت، واذا ما استمر نقص الإضاءة على مدار العام فانه يمكن ان يقلل من نسبة الازهار، وبالتالي المحصول عامة. وقد بينت الدراسات بان الزراعات القائمة على السفوح الجنوبية المواجهة للشمس في منطقة حوض البحر المتوسط اكثر نجاحاً وانتاجية من الزراعات القائمة على السفوح الغربية والشمالية لهبوب الرياح الباردة بشكل دائم، مما يقلل من فرص نجاحها واناجها. كما تعد الوديان المحمية من الرياح الشمالية الباردة من المناطق الصالحة لإنشاء بساتين الزيتون اذ تزداد جودة الثمار في هذه الأماكن. وان تركيب أوراق الزيتون التي تتميز بتطورات مورفولوجية لاسيما (في فترات النشاط الخضري تغلق أوراق الزيتون مساماتها فيما لو ارتفعت الحرارة عن 35مْ وذلك لتنظم حرارتها ذاتياً) تساعدها على قلة النتح والبخر من سطحيها ولاسيما العلوي منها (تواجد مادة لاسيما Curtes) والسفلى الحاوي على اوبار زغبية ناعمة وثغور غائرة صغيرة.
من ناحية أخرى فان دخول الشجرة في طور اليقظة الربيعي يبدا مع ارتفاع الحرارة الى 10-12مْ، وتطور الازهار (نمو النورات الزهرية) يحصل بحدود 15مْ اما الازهار نفسه فيحصل مع تجاوز الحرارة لـ 18-19مْ والاخصاب بين 21-22مْ. اما خطر اللفحة فيكون مع ارتفاع الحرارة لأكثر من 40مْ.
2- الرطوبة والامطار:
تعد شجرة الزيتون مقاومة للجفاف والعطش اذ يمكن ان تنمو وتثمر في مناطق ذات معدل هطول مطري بين 200-400مم سنوياً، واذا كانت الامطار ضرورية لشجرة الزيتون، فان توزعها خلال العام له ايضاً دور مهم في نموها وانتاجها، حيث تساعد الامطار على عقد الثمار اذا هطلت قبل الازهار، اما تساقط المطر غير النظامي فيعمل على تعزيز ظاهرة تناوب الحمل او على الأقل الحمل الضعيف.
ان تواجد رطوبة كافية بالتربة على مدار العام يساعد شجرة الزيتون على الاثمار الاقتصادي، اذ تنمو هذه الشجرة وتثمر بشكل جيد مع نسبة امطار سنوية 600-700مم، وان قلت عن ذلك وجب اجراء السقاية التكميلية لانها ستعيش بذلك، ولكن لا تثمر جيداً (محصول معتدل)، وتختلف مقاومة الزيتون للجفاف بحسب الأصناف. ان الامطار في الشتاء وبداية الربيع تضمن نسبة مرتفعة من العقد وبقاء نسبة جيدة من الثمار على الشجرة بعد الاخصاب، اما امطار الخريف اثناء الفترات الحرجة من نمو الثمار (ولا سيما في أيلول وتشرين اول) قبل القطاف يساعد على كبر حجم الثمار ونضجها، كما تحمل فائدة للاشجار اثر صيف حار وجاف لكونها احدى العوامل التي تزيد من نسبة الازهار الكاملة التي ستتشكل في العام التالي. اخيراً يفضل زراعة الزيتون على ارتفاعات تترواح بين 400-600م عن سطح البحر، والابتعاد عن ساحل البحر، لان الزيتون يخشى الرطوبة الجوية الدائمة والمرتفعة التي تسبب امراضاً فطرية عديدة، كما ان اضباب ولاسيما اثناء الازهار يعيق تلقيحها ويؤدي الى تساقطها، كما تخشى الرطوبة الأرضية التي تسبب اختناق الجذور.
3- التربة:
تتميز شجرة الزيتون بمجموع جذري قوي متعمق في التربة ولاسيما الأشجار النابجة عن البذور مع التطعيم، لذا فهو يعمر طويلاً. وبالطبع فان فعالية المجموع الجذري تعتمد على هيكلية الربة، وعمقها ضروري للزيتون ويجب الا يقل عن 1- 1.5م. وكباقي الأشجار المثمرة يخشى الزيتون وجود تجمع مائي قليل العمق، وهذا ما يصادف في الأراضي الرطبة مما يسبب مرض التعفن الأبيض والرمادي على الجذور. والجدير بالذكر ان شجرة الزيتون تعيش في الأراضي كافة بشرط سلامتها من الامراض، وان تكون جيدة التهوية والصرف، حتى انها تعيش في الأراضي الصخرية بشرط ان يكون صخرها متشققا وهشاً، ولكنها تفضل الأراضي الرملية الطينية، او الطينية الكلسية العميقة. يتوجب في الأراضي الجافة مراعاة زيادة ابعاد الزراعة، حيث تزرع الأشجار على أبعاد قد تصل الى 20مْ، مع توافر تربة عميقة قابلة للاستثمار من قبل الجذور، فهذان الشرطان ضروريان لنجاح زراعة الزيتون في هذه المناطق.
تعتمد فعالية جذور الشجرة بشكل كبير على تركيب التربة، لذا فان الإضافات المنتظمة من المواد العضوية يسمح للتربة بالحفاظ على شيء من الاستقرار في التركيب البنيوي لها، الذي يسهم الانسان والشروط المناخية بتحطيمه باستمرار. من ناحية أخرى، فالترب الحاوية على الفوسفات (P2O5) والبوتاسيوم (K2O) بنسب جيدة ومتزنة تناسب أغلب الأشجار المثمرة ومنها الزيتون، وفي حال فقرها بهاذين العنصرين يجب المباعدة بين الأشجار بكل الاتجاهات لتعويض هذا النقص، إذ يتمكن المجموع الجذري في الأرض أكثر، وتستطيع كل شجرة أن تستفيد من محتويات حجم كاف من التربة من هذين العنصرين.
ان أراضي حوض البحر المتوسط تمتلك محتوى متغيراً من الآزوت على مدار العام، وهذا يعتمد على احتوائها من المواد العضوية التي ستحلل الى دبال مستقر يسمح بالحفاظ على استقرار بنية التربة، وآخر معدني، فيتأثر الظروف البيئية والأمطار يتحول الى آزوت أمونياكي ثم نتريك سينغسل من التربة الخفيفة أكثر منه في التربة الثقيلة، لذلك يجب إضافة السماد الآزوتي المعدني للتربة على جرعات متعددة، وفي اللحظات الحرجة بسبب هجرته السريعة من التربة وتمثيل جذور النبات السريع له.
وتستطيع شجرة الزيتون أن تعيش في أراض تميل الى القلوية (7.5-8.5 PH) إذ تتحمل محتويات عالية من الكلس الفعال بشرط أن تكون التربة خفيفة، كما أنها تتحمل الملوحة أكثر من غيرها من الأشجار المثمرة وتأتي بعد النخيل من هذه الناحية (تقاوم 2-2.5 غ/ل في ماء الري)، تزداد أهمية الملوحة في الأراضي المروية عامة لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار نوعية ماء الري وقوام التربة ونفاذيتها للماء والصرف الدائم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|