المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

دستور العناوين
19-7-2020
عملية إنتاج المياه النقية - عملية التطهير
8-3-2021
تعقب العام ضمير يرجع إلى بعض افراده
30-8-2016
المنظور الجيوبولتيكي للعولمة
25-4-2020
الأعداد الكوانتية الأربعة ومبدأ باولي
30-1-2022
مفهوم الخدمات
4-2-2021


فن تربية الرضيع  
  
2819   12:56 مساءاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص48-56
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ من الميلاد حتى نهاية العامين :

يسمى المولود بعد الولادة حتى اسبوعين بالوليد.. ثم يطلق على المرحلة حتى نهاية العامين مرحلة المهد، وأحب ان اطلق عليها اللفظ القرآني.. مرحلة الرضيع.. حيث اوصى القرآن بان تكون الرضاعة عامين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة وهي الفترة الزمنية لهذه المرحلة وكما اكدنا فيما سبق على التهيؤ النفسي للام والاب لاستقبال المولود أثناء الحمل نكرر التأكيد على أهمية استقبال الضيف الوليد أحسن استقبال.

ـ واجب الاب والام نحو الطفل.. الوليد :

ينبغي ان يقوم الاب والام بواجبهما نحو الطفل الوليد وذلك بالأذان في اذنه اليمنى واقامة الصلاة في اليسرى، وتحنيك المولود وذلك بوضع جزء من التمر الممضوغ على الاصبع وادخال الاصبع في فم المولود... ثم تحريكه يمينا وشمالا بلطف حتى يتبلغ الفم كله به، ويمكن ادخال جزء من التمر الطري في فم الطفل ليمضغه ويستفيد منه، ولقد اكد العلم الحديث ان هذه السنة النبوية معجزة طبية حيث تضبط السكر في الدم للوليد.

كما يجب اختيار اسم جميل للمولود يكون له بمثابة الاسم والصفة في حياته، حيث انه لكل فرد  من اسمه نصيب، ولذا يجب ان ندع تلك الاسماء الغربية التي ليس لها معنى، وبالطبع عدم تسمية المولود بأسماء مخالفة للشرع او اسماء بذيئة اعتقادا من البعض بانها تحمي المولود من الحسد وهو لا شك اعتقاد خاطئ ويجلب على صاحبه ويلات نفسية بعد ذلك، حيث يستحي من مجرد نطق اسمه، وقد يصبح نطق الاخر لاسمه سبا وشتمان وذلك يقلل من تقديره لذاته ويسبب له الخجل، والانطواء حيث يتوارى خجلا من اسمه ورسمه لان الاسم عنوان... وهو جزء من الذات.

ـ الرضاعة الطبيعية غذاء ووقاية وشفاء :

يحتاج الوليد للراحة بعد الولادة وذلك لتعويض البيئة الرحمية الربانية، الذي كان ينعم فيها بالدفء والغذاء، ولذا فهو يحتاج للغذاء من خلال الرضاعة الطبيعية لما لها من فوائد صحية على المستوى الجسمي والنفسي للرضيع كما تقلل من احتمالية الاصابة بالأمراض، فقد اكدت الدراسات الطبية ان الطفل الذي يعتمد اساسا على الرضاعة الطبيعية يقل احتمال اصابته بالأمراض مثل نزلات البرد، والكحة، والاسهال، اما اذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الصناعية فان احتمال اصابته بهذه الحالات يكون اكبر فضلا عن الاضطرابات المعوية التي تتمثل في الاسهال والقيء بسبب التلوث، وهذه الحالة لا تصيب الطفل الذي يرضع من ثدي امه، لان لبن الام معقم ومغذي وطازج دائما ولا يسبب سوء هضم عند الطفل، فهو في كل الاحوال يناسبه تماما(سبحان من صنعه وأعده).

ـ اهمية الرضاعة الطبيعية من الناحية النفسية :

ونركز في هذا المقام على التأثير النفسي الجيد للرضاعة الطبيعية على كل من الام والرضيع حيث يؤدي هذا التلاحم الجسدي الى تلاحم وانسجام نفسي كما يؤدي الى قوة الارتباط العاطفي بين الام والرضيع مما يشعر الام بالراحة النفسية والحب والامان والشعور بالهوية الانثوية  وهذه المشاعر تنعكس على الرضيع فيشعر بالحب والامان والدفء وهو ما يؤدي الى النمو النفسي والجسمي السليم ، كما يحصد الطفل ثمار ذلك مستقبلاً.

غير ان الام وهي تحمل رضيعها يكون اقرب الى قلبها وهنا يسمع الرضيع دقات قلب الام ذلك النغم الاصيل الذي اعتاده ايام زمن الرحم الجميل وهو جنين فيهدأ ويسعد، وكأنه يحدث ارتباط شرطي بين سماعه دقات قلب الام ـ وهو اول شيء سمعه ـ عن طريق السائل (الأمنيوسي) الذي يحيط به في الرحم، ونفس دقات قلب الام حينما تحمله ـ لا سيما ناحية اليسار ـ، ذلك الارتباط الشرطي يجمع بين سعادتين، سعادة الالتحام الجسدي والنفسي بالأم والغذاء (الرضاعة الطبيعية) والذي يذكره بسعادة البيئة الرحمية ..الدافئة.. الامنة.. المشبعة البيئة.. الربانية.

ـ متى يبدأ اتصال الرضيع بالعالم الخارجي :

واعلم ايها المربي.. ايتها المربية ان الرضيع يتصل بالعالم من حوله من اول يوم حيث تنمو الحواس لدى الرضيع فمثلا نجد حاسة السمع تعمل لدى الرضيع من اليوم الاول، ونجده يهدأ عند سماع القرآن، ومن العادات الضارة ما يسمى (بالسبوع) وحمل الطفل في غربال ودق الهون على أم رأسه، وتجد الطفل يبكي لان الصوت مفزع بالنسبة له، ولا يجد من شكوى الا البكاء، واتصور لو انك اردت سياحة داخل عقل الرضيع لوجدته يفكر في الهرب من هذا الضجيج الذي يكاد يخرق طبلة اذنه الحساسة، كما نجد ان حاسة البصر تعمل في اول ايامه حيث يستجيب الرضيع للضوء الشديد، كما نجده يرى بوضوح في الشهر الثالث، وان اول مدرك بصري عند الرضيع هو وجه الام، فيا ايتها الامهات.. ليكن اول ما يقع عليه بصر رضيعكن نظرة حب حانية تحرك مشاعره وابتسامة حب رقيقة رقراقة تسعد قلبه.

 كما نجد ان الطفل يتعرف على امه من اول ايامه من خلال حاسة الشم فالرضيع يتعرف على امه من رائحتها، ليس هذا فحسب بل انه يرتبط بكل الاشياء التي بها رائحة الام مثل لعبة(دبدوب مثلا)فيهدأ لمجرد وجود اللعبة التي تحمل رائحة الام، كما نجد ان حاسة التذوق تعمل حيث يميز الرضيع بين الحلو والحامض والمالح، وكذلك تعمل حاسة اللمس لدى الرضيع حيث يميز الناعم والخشن، ولذا لا بد، عزيزتي الام، ان تختاري الملابس التي لا تضايقه وعليك بتشبيق جسد الرضيع بملامسته، ومداعبته فتلك رسائل حب ايجابية يفهمها الرضيع ويشعر بها وتنمو معها نفسه وجسده.

ولكي نجيد التعامل مع الرضيع لا بد وان نتعرف على خصائص النمو لديه وهي الخصائص الجسمية والحركية والعقلية والنفسية والاجتماعية واللغوية، عاملين بالحكمة القائلة (اذا عرفت استطعت).

1ـ الخصائص الجسمية للرضيع :

يزن الوليد في المدى الطبيعي ما بين ثلاث الى ثلاث ونصف كيلوجرامات ويكون الذكور عادة اثقل بمقدار نصف كيلوجرام، وتكون الراس ربع المولود تقريبا، ويبدأ التسنين غالبا في الشهر السادس، وفي التسنين تسبق الاناث الذكور ويعد النمو الجسمي للرضيع احد طفرتي النمو في حياة الانسان ـ والطفرة الاخرى هي طفرة المراهقة ـ اي ان النمو الجسمي للرضيع يكون سريعاً.

2ـ الخصائص الحركية للرضيع :

تبدأ حركة الرضيع بشكل كلي، اي يتحرك بجسمه كله فحينما ينظر يستطيع التحكم يمينا ويسارا فانه يحرك جسمه كله لا راسه فقط، ومع استمرار النمو يستطيع التحكم في حركة اجزاء الجسم ثم يستطيع الجلوس ثم الحبو ثم الوقوف ثم المشي ثم الجري ثم القفز، اي ان النمو الحركي للرضيع ينمو خطوة بخطوة، ولذا على الاباء والامهات عدم الاستعجال على حركة الطفل بما يرغبونه هم، واجبار الطفل على ان يأتي بمرحلة قبل الاخرى مثل الوقوف قبل الحبو مثلاً، والا تسبب ذلك في اصابة الطفل بتقوس الساقين، ولذا اردت ان اوضح مراحل النمو الحركي للرضيع وتوقيته التقريبي مع الاخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين الاطفال لا سيما بين الذكور والاناث.

في الشهر السادس يستطيع الطفل الامساك بشيء ما بجواره ويضعه في فمه (ولذا فعلى الامهات الا يضعن بجوار الطفل اشياء يمكن ان يدخلها في فمه)، وفي الشهر التاسع يبدأ الطفل بالحبو (ولذا اود ان احذر الامهات من وقوع الطفل، والا تجلسه في مكان غير امن خشية الوقوع، واود ان تعلم الامهات ان وقوع الطفل وارتطام راسه بالأشياء لا يمر مرور الكرام وانما يحصد الاطفال الثمار المرة لتلك (الخبطات) في الدماغ بعد ذلك وربما ينتج عنه عصبية زائد وفرط حركة وغير ذلك.

اما حينما يصل الاطفال الى سن سنة كاملة يستطيع اغلب الاطفال المشي ( ولذا يجب على الام ان تؤمن الطريق لطفلها وتدعه يمشي).

وحينما يصل الطفل الى العامين يستطيع اللعب بالمكعبات (ولذا يجب على الام ان تنمي المهارات الحركية لدى الطفل وان تشجعه على الاكل بنفسه، وتدربه على ان يلبس بعض الملابس بنفسه، ومما ينمي القدرات الحركية لدى الطفل اللعب معه، وهو ليس بتسلية وانما يعد من افضل وسائل التربية في هذه المرحلة، ويجب على الامهات والاباء شراء بعض الالعاب المفيدة للطفل على ان تكون للعبة مواصفات معينة مثل اللون الجميل لا سيما اللون الاحمر الذي يحبه الاطفال ويجذبهم اليه، ويفضل ان تكون اللعبة بها نور، ويكون لها اصوات وتتحرك، وبذلك تثير اهتمام الرضيع بكل حواسه.

3ـ خصائص النمو العقلي لدى الرضيع :

ينمو مخ الرضيع نمواً سريعاً حيث ينمو من 350 جرام الى 1000 جرام في سن سنتين ، وهو يصل في هذه المرحلة الى ثلاثة ارباع مخ الراشد، ومن خصائص النمو العقلي انه لا يوجد ادراك كامل لدى الرضيع وبالطبع لا يعطي معنى للأشياء(واعجب ان يضرب الاباء ابناءهم وهم رضع، وهم لا يعلمون ماذا حدث منهم ولماذا يضربون وما الذي يريدونه منه) ويتعلم الرضيع بالمحاولة والخطأ، ويقلد الاب والام في سلوكهم،( واللعب في هذه المرحلة ينمي الذكاء ويثري الخيال)ويجب اشباع حاجة الطفل الرضيع الى الاكتشاف وحب الاستطلاع واختبار قدراته والتعبير عنها.

4ـ خصائص النمو الانفعالي والاجتماعي لدى الرضيع :

يحب الطفل من يحبه ويلاعبه ويهتم به ويلاحظ عليه الهدوء والسعادة اذا كان لا يحتاج الى حاجاته الاساسية من غذاء وماء ونظافة وحاجة للنوم وحينما يحتاج لهذه الحاجات فانه يعبر عن ذلك بالبكاء، ونلاحظ ان ابتسام الطفل قبل ثلاثة شهور لا يعد ابتساما له معنى نفسي او اجتماعي انما هو رد فعل لاضطرابات حشوية، ويبدأ التعبير الحقيقي عن الانفعال بالابتسام في الشهر الثالث، وهي اول ابتسامة اجتماعية، ويبدأ بزوغ الوعي الحقيقي في الشهر السادس فالطفل مشروع وجود لا يتحقق وجوده الفعلي الا بعد حوار دياليكتيكي بين الام ـ الطفل، ولاحظ انني لم اقل الام والطفل وذلك لان الطفل اذا كان حقق الانفصال البيولوجي يوم ولادته فهو لم يحقق الانفصال النفسي حتى الان فهو والام كيان واحد ، حتى يبدأ التعرف على الام ويبدأ طريق الانفصال عنها في الشهر السادس، حتى اننا نرى الطفل يبتسم لكل من يحمله سواء الام ام غيرها وسواء قريب او غريب، ثم يدخل الطفل في الشهر الثامن فيما يسمى بظاهرة حصر الغرباء او الخوف من الغرباء وفيها يبكي الطفل حينما يحمله شخص غريب وذلك لأنه بدأ يميز الام عن غيرها ويبكي حينما يحمله الغرباء او اثناء الظلام لأنه يفقد الامان بغياب الام، وهي دلالة على النمو النفسي السليم للطفل، ومع نهاية العامين ينفصل الطفل عن الام ويستقل عنها مع انتهاء هذه المرحلة وهي تتوافق مع انتهاء توقيت الرضاعة الطبيعية والفطام.

5ـ خصائص النمو اللغوي لدى الرضيع :

يبدأ النمو اللغوي لدى الرضيع بالبكاء، والبكاء يبدأ مع لحظة الولادة، وفي الشهر الثاني تبدأ المناغاة حيث يصدر الطفل صوتا يدل على راحته واسترخائه، وفي الشهر السادس يخرج بعض المقاطع مثل بابا، ماما، وفي نهاية السنة الاولى يكون محصوله اللغوي ما بين 10:6 كلمات، وحينما يصل الى السنة والنصف تصل حصيلته اللغوية الى200 كلمة ومع نهاية السنة الثانية يستطيع الطفل نطق جملة ناقصة حروف الجر والروابط ويفهم منها ما يريد (بابا كورة)ويجب ان نعرف ان هناك فروقا فردية بين الاطفال في النمو اللغوي لاسيما بين الذكور والاناث حيث اسرع في النمو اللغوي الذكور ويجب على الاباء والامهات ان يتحدثوا مع الطفل ولا يلبوا رغباته بمجرد الاشارة الى الشيء حتى ينطق الكلمة وبذلك نعزز نطقه للكلمات.

ـ بكاء الرضيع.. نداء استغاثة لمن يهمه الامر :

يبدأ البكاء منذ اللحظة الاولى للولادة(ومن اللطائف ان يبكي الوليد لحظة ولادته والناس من حوله يضحكون، وعند الموت قد يضحك المؤمن والناس من حوله يبكون)والبكاء هو اللغة الوحيدة التي يعبر بها الطفل عن حاجاته، ويعد البكاء لغة عالمية، فما وجدنا طفلا يبكي بالعربية الفصحى واخر بالعامية وثالث بالإنجليزية مثلا، وقد يقيم الاطفال حوار حضارات بالبكاء فهو لغة واحد على عالم واحد واب واحد واله واحد ـ وها هو بكاء الطفل يعلمنا التوحيد.

ويجب على الام ان تتعرف على سبب بكاء طفلها من نبرة البكاء، وتشبع حاجة رضيعها لتزيل عنه التوتر، وتعرف ذلك بإحساس الامومة فهل يبكي رضيعها لأنه جائع ام انه ينتابه الم مثل اضطرابات معوية او غيرها وهذا البكاء له انين خاص تشعر به الام، ام ان الطفل يبكي لشعوره بالبرد او الحر ام يبكي لان ملابسه مبتلة ويريد تغييرها ام يبكي لأنه يريد النوم.

ـ نوم الرضيع... النوم السعيد طريق النمو السليم :

ينام الرضيع في البداية اغلب اليوم اي حوالي عشرين ساعة تقريبا، سبحان الله وكأنه مازال داخل الرحم، وكانه يدخل الى الحياة بالتدريج، وفي ذلك ايضا رحمة بالأم حيث تكون متعبة بعد الولادة لا سيما الامهات اللاتي يصبن باكتئاب ما بعد الولادة وعلى الام ان تحاول تعويد طفلها النوم على الشق الايمن وان تساعده على النوم حيث تربط النوم بنظافته وارضاعه فيكون تمهيدا لنومه كما يجب على الام احتضان طفلها وملاعبته وتقبيله قبيل النوم مع اصدار صوت نغم.. رقيقة تحمل كلمات ايجابية، فالنوم السعيد يساعد على النمو النفسي السليم للطفل، ومعروف ان المخ يبني على اخر تجربة فان كان اخر ما سمعه الطفل هو صوت نغم الام وحكاياتها الجميلة وسعد بذلك فان مخه يبني على ذلك ويظل سعيدا مسترخيا هادئا حتى يستيقظ.

ـ متى يبدأ تدريب الطفل على الاخراج ؟ وكيف يتم؟

يجب ان تعود الام طفلها على الاخراج في السنة الثانية ولكن ليس بشدة وعنف، ويجب ان

تصنع الام ارتباطا شرطيا بين تدريب الطفل على الاخراج وبين شيء يحبه الطفل كالحلوى مثلا وان تسمعه صوتا جميلا تربط بينه وبين عملية الاخراج ولا بد وان يكون موضع اخراج الطفل مريحا.

ـ فطام الرضيع.. متى ؟ وكيف يكون ؟

يفضل ان يكون الفطام بعد حولين كاملين اي عامين كاملين ويكون تدريجيا غير مفاجئ تفاديا لأي صدمة نفسية للرضيع فقد تتبع الام برنامجا بسيطا في الفطام فقد تتدرج من ثلاث رضعات في الصباح والظهر والمساء ثم رضعتين في الصباح والمساء ثم رضعة واحدة في المساء حتى يتم فطامه مع تعويده على تناول الطعام.

ـ الانفصال عن الام.. متى يبدأ؟ وكيف يكون؟

مع نهاية مرحلة المهد او الرضاعة تعود الام طفلها على الانفصال التدريجي عنها لا سيما وان ذلك يتزامن مع الفطام، وكأن الانفصال والاستقلال التدريجي فطاما نفسيا، فألام تدع الطفل يلعب ويتحرك بعيدا عنها كما تدربه على الاكل بنفسه.. الخ حتى لا يتعلق تعلقا مرضياً بها، وان كان ذلك التعلق المرضي يحدث احيانا من بعض الامهات التي يرغبن ـ لا شعوريا ـ في عدم الانفصال عن الابن، وتخيل معي لو ان اما حملت طفلها ولم تدعه يتعلم المشي وجعلته يعتمد عليها ولا يعتمد على نفسه ثم تركته فجأة لكي يمشي دون تدريب سابق، هذا الطفل قد يصاب بكساح ونفس الشيء ان لم تدرب الام طفلها على الاستقلال النفسي عنها وظل متعلقا بها ثم تركته فجأة يستقل.. حينها قد يصاب الطفل بكساح نفسي اقصد عدم القدرة على الاستقلال، حيث يظل اعتماديا على الام طوال حياته وتصبح سمة من سمات شخصيته.

 

 

 

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.