يتواجد حرف القاف في مطلع سورتين فقط، الأولى سورة (ق) وفاتحتها (ق) ، والثانية سورة الشورى وفاتحتها (حم عسق). فإذا عددنا حرف القاف في سورة (ق) نجده يتكرر 57 مرة  = 19 × 3.

وإذا عددنا حرف القاف في سورة الشورى نجده أيضاً 57 مرة. هذا بالرغم من أن سورة الشورى أطول من سورة (ق) بمرتين ونصف. وقد أضاف الله سبحانه الحرف قاف في مطلع هاتين السورتين كرمز إلى أنه تعالى يعلم توزيع الحروف الأبجدية في كتابه : 57 حرف قاف في سورة (ق) و 57 حرف قاف في سورة الشورى = 114 وهو عدد سورة القرآن الكريم. فإذا كان الحرف النوراني (ق) يرمز إلى القرآن، وهذا احتمال قوي، فإن هذا يعني في علم الحروف أن 114 سورة هي القرآن كله ولا شيء غير ذلك.

وسأذكر لكم مثالاً مؤكداً لهذا الإحكام في هذا التنظيم العجيب للحروف الأبجدية في القرآن العظيم.

انظروا وتأملوا في سورة (ق) إلى الآية 13 منها، وهي قوله تعالى : {وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ} [ق : 13]. هذه آية قصيرة تمر بها دون تأمل، ودون كثير من التفكير. إلا أننا إذا أحصينا عدد كلمة (لوط) في القرآن، نجد أنها وردت 12 مرة بصورة (قوم لوط) ومرة واحدة في هذه الآية بصورة (إخوان لوط) ، فهل هذا كان عبثاً ؟ ولو أنها وردت في هذه الآية كما وردت في غيرها  (قوم لوط) لزاد عدد القافات في سورة (ق) وأصبح 58 ، وهذا العدد ليس من مكررات العدد (19) .