أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-01-2015
4441
التاريخ: 22-11-2015
3026
التاريخ: 9-02-2015
3408
التاريخ: 20-01-2015
4070
|
لاقى أبو طالب جهدا شاقّا وعسيرا في حمايته للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ونصرته للإسلام وكفاحه للقوى المعادية لابن أخيه وقد تعرّض لأقسى ألوان المحن والخطوب من طغاة القرشيّين وعتاتهم وقد ألمّت به العلل والأمراض ودنا منه الموت وكان أهمّ ما يعانيه مصير الرسول (صلى الله عليه وآله) من بعده وما ذا سيلاقيه من ذئاب قومه الذين تنكّروا لجميع القيم والأعراف فأخذ وهو على حافة الموت يوصي أبناءه وأفراد اسرته بنصرة الرسول والوقوف إلى جانبه وحمايته من كيد القرشيّين وبطشهم وأخذ المرض يزداد فيه حتى وافته المنيّة في شهر شوّال أو في ذي القعدة وذلك بعد خروج النبيّ من الشعب .
لقد انتقل هذا العملاق إلى حضيرة القدس بعد ما أدّى ما عليه من جهد في نصرة الإسلام والذبّ عن الرسول (صلى الله عليه وآله) ولمّا اذيع نبأ وفاته اهتزّت مكّة من هول الفاجعة فتصدّعت القلوب وغامت العيون كما فرح الطغاة والجبابرة بموته , وسارع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فغسّل جسد أبيه الطاهر وأدرجه في أكفانه وقد ذابت نفسه عليه حزنا وأسى وهرعت الجماهير إلى دار أبي طالب فحملوا الجثمان المقدّس بمزيد من الحفاوة والتكريم وواروه في مقرّه الأخير وقد واروا معه الشرف والإيمان , لقد انطوت حياة هذا المجاهد العظيم الذي وهب حياته لله تعالى فنصر الإسلام وقاوم الشرك وقارع الباطل فسلام الله عليه فما أعظم عائدته على الإسلام والمسلمين!
ووقف النبيّ (صلى الله عليه وآله) على حافّة قبر عمّه وهو واجم حزين قد روى ثرى قبره بدموعه وأخذ يصوغ من حزنه كلمات في تأبينه قائلا : وصلتك رحم يا عمّ جزيت خيرا فلقد ربّيت وكفلت صغيرا وآزرت ونصرت كبيرا أما والله يا عمّ لأستغفرنّ لك وأشفعنّ فيك شفاعة يعجب منها الثّقلان , وبلغ من تأثّر النبيّ (صلى الله عليه وآله) وشدّة حزنه على عمّه أنّه سمّى العام الذي توفّي فيه عام الحزن , وقد فقد النبيّ (صلى الله عليه وآله) المحامي والناصر والركن الشديد الذي كان يأوي إليه فقد استوحدته قريش وأجمعت على التنكيل به وقال : ما نالت قريش شيئا أكرهه حتّى مات أبو طالب , وقد بالغت قريش في إيذائه فجعلوا ينثرون التراب على رأسه وطرح بعضهم عليه رحم الشاة وهو يصلّي إلى غير ذلك من صنوف الاعتداء عليه وقد أجمعوا على قتله فخرج في غليس الليل البهيم بعد ما أحاطوا بداره ميمّما وجهه تجاه يثرب وترك أخاه ووصيّه الإمام في فراشه , وعلى أي حال فأبو طالب حامي الإسلام وناصره والمساهم الأوّل في إقامة دعائمه فله اليد البيضاء على كلّ مسلم ومسلمة فما أعظم عائدته على الإسلام! ومن سخف القول إنّ هذا المجاهد العظيم مات كافرا ولم يكن يدين بدين الإسلام فإنّ هذا البهتان من صنع الأمويّين والعبّاسيّين الحاقدين على الاسرة النبوية وممّا يدعم زيف ذلك شدّة حزن النبيّ (صلى الله عليه وآله) عليه بعد وفاته وتسميته لعام موته بعام الحزن فإنّه إذا كان كافرا كيف يحزن عليه؟ وكيف يترحّم عليه ويذكره بمزيد من التكريم والتعظيم؟ وكيف يأكل ويشرب في داره؟ وحكم الإسلام صريح واضح في نجاسة الكافر؟ وكيف يكون هذا المؤمن المجاهد في النار وابنه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قسيم الجنّة والنار؟
إنّ من المآثر والفضائل والأوسمة الشريفة التي يتحلّى بها الإمام (عليه السلام) أنّه نجل هذا المجاهد العظيم الذي حمى الإسلام في أيام محنته وغربته فجزاه الله عن الإسلام وأجزل له الأجر وحشره مع النبيّين والصدّيقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|