أقرأ أيضاً
التاريخ: 15/12/2022
906
التاريخ: 1-5-2016
2380
التاريخ: 15/12/2022
938
التاريخ: 2023-02-04
1013
|
كانت بداية الثورة الصناعية عندما تمت السيطرة على قوة البخار، وأمكن استخدامها في تحريك الآلات، في بداية القرن الثامن عشر الميلادي باختراع المحرك البخاري الأول على يد البريطاني توماس نيوكو من عام 1712م، ومن ثم تطويره على يد جيمس وات عام 1760 ليصبح أكثر فعالية وأكثر سلاسة في الاستخدام.
لقد كان اختراع المحرك البخاري ثورة حقيقية في مجال الصناعة، فقد غير من طبيعية مصادر الطاقة المحركة، حيث تحولت من القدرة العضلية للإنسان والحيوان، وقدرة الرياح والماء (الطاقة المنخفضة)، إلى قدرة ميكانيكية ناتجة عن البخار يمكن التحكم بها ويمكن توليدها عند الحاجة (الطاقة العالية). ولم تخرج هذه الثورة إلى الوجود بشكل مفاجئ وبدون مقدمات بل سبقتها تطورات كثيرة ونشاط عظيم في التفكير العلمي والفني، فقد شهد القرن السابع عشر المقدمات الأولى للعلم الحديث، وقد أسهمت الكشوف الجغرافية وتجارة الرقيق بشكل غير مباشر في قيام الثورة الصناعية، عن طريق تمويل البحوث العلمية والاستفادة من نتائج هذه البحوث في تطوير الآلات والمكائن، بعد أن توجه قسم كبير من الأموال التي جُمعت من تجارة الرقيق أولاً والتجارة بالمواد الزراعية والمعادن من العالم الجديد ومن آسيا ثانياً للاستثمار في المجال العلمي والتقني.
لقد وسعت الثورة الصناعية من آفاق الصناعة بشكل كبير، فقد أدى اختراع المحرك البخاري، إلى زيادة الطلب على الفحم الحجري الذي أصبح يشكل الوقود الرئيسي للمحرك الجديد، وتطورت بشكل كبير صناعة الآلات مما أدى إلى زيادة الطلب على الحديد والصلب، فكان لابد من زيادة إنتاج الحديد لسد حاجة الأسواق المتزايدة باستمرار، وانعكس ذلك على تطوير طرق استخلاص الحديد وتنقيته وتشكيله ، كما تطورت بشكل كبير صناعة الغزل والنسيج بتطور أنوال النسيج. وبتطور هذه الصناعة تطورت معها الصناعات الكيماوية التي تقدم الكثير من المواد اللازمة لصناعة الغزل والنسيج (مواد التنظيف، والتبييض، والصباغ).
إن ما يميز عصر الثورة الصناعية هو تطور تقنيات الإنتاج الكبير، وذلك بظهور المصانع الحديثة الضخمة التي تتألف من مبانٍ كبيرة وكثيرة أكثر ملاءمة للعمل والراحة. ومنذ عام 1850 حدث تطور كبير في بنية المصانع عندما تم استحداث نظام خطوط الإنتاج والتجميع، حيث يقسم إنتاج السلعة الواحدة إلى عدة خطوط إنتاجية، فينتج كل واحد منها أجزاء معيارية متماثلة المقاييس تصنع وفقاً لمبدأ إمكان إبدالها وتغييرها ، بحيث يمكن تغيير أي قطعة أصابها كسر أو عطب بقطعة أخرى بديلة بسهولة ويسر(1). وقد توجت هذه العملية بخطوط الإنتاج الكبير التي استحدثها هنري فورد عام 1923 لإنتاج السيارة المعروفة باسمه (فورد)، وقد تمكن من خلال هذا النظام إنتاج نحو مليوني سيارة في العام.
لقد أدى هذا كله إلى تطور غير مسبوق في الصناعة والإنتاج الصناعي من حيث الكم والنوع وظهور صناعات جديدة لم تكن معروفة سابقاً وخاصة صناعة وسائل النقل بجميع أنواعها وأشكالها (السفن – القطارات – السيارات – الطائرات) التي تم تطوير صناعتها وإضافة تقنيات فنية لتزيد في سرعتها وحمولتها مما أدى إلى زيادة الطلب على المواد الأولية اللازمة للصناعة وبكميات كبيرة جداً. وكذلك الأسواق الواسعة لتصريف هذه المنتجات.
لقد تكفل التطور الاقتصادي والاجتماعي في الدول الصناعية وارتفاع مستوى معيشة السكان بتأمين السوق الواسعة في البداية ، فيما عجزت الإمكانات الطبيعية عن تلبية احتياجات الصناعة المتزايدة للمواد الخام ومصادر الطاقة، و لا سيما وأن معظم الدول التي ظهرت فيها الصناعات الحديثة كانت تفتقر إلى معظم المواد الأولية ومصادر الطاقة الجديدة (الفحم الحجري – النفط والغاز الطبيعي)، مما جعل هذه الدول تبحث عن هذه الموارد خارج حدودها وظهر بذلك مفهوم الاستعمار عندما أخذت الدول الصناعية تسيطر على مناطق واسعة من العالم بعيدة عنها جغرافياً من أجل استثمار مواردها الطبيعية ، فأخذت الدول الصناعية تبحث عن مستعمرات لها خارج حدودها. وقد تزعمت بريطانيا حركة الاستعمار وانتشرت مستعمراتها في كل قارات العالم الجديد والقديم (أمريكا الشمالية – آسيا – أفريقيا – أستراليا).
اشتدت حركة التوسع الاستعماري في القرن التاسع عشر وأصبح التنافس بين الدول الاستعمارية على أشده في هذه الفترة بزعامة بريطانيا وفرنسا، حتى إن المستعمرات البريطانية والفرنسية في معظم مناطق العالم كانت متجاورة بعضها إلى جانب بعض، وفي بعض الأحيان تقسمان نفس المنطقة الواحدة (بلاد الشام) .
وعليه يمكن القول إن الثورة الصناعية كانت البداية الحقيقية للتجارة الدولية على نطاق واسع، فلقد فتحت آفاقاً تجارية جديدة أساسها رغبة الدول في تصريف الفائض من الإنتاج والحصول على المواد الخام اللازمة للصناعة والمواد الغذائية اللازمة للسكان العاملين بالصناعة، غير أن الأثر الكبير الذي أحدثته الثورة الصناعية بالنسبة للتجارة الدولية تركز في دول أوربا الغربية التي زاد إنتاجها وارتفع مستوى معيشة سكانها وزادت حاجتهم ومطالبهم، أما المناطق التي استمر إنتاجها على حالته من التخلف فكان تأثيرها في التجارة الدولية لا يتعدى تصدير الخامات المنخفضة الثمن واستيراد بعض السلع المصنوعة الغالية الثمن. ومن هنا وضعت الثورة الصناعية أسس التجارة الدولية بمعناها التقليدي التاريخي بين الدول الصناعية والدول الزراعية(2) .
وقد قامت العلاقات التجارية على المنافسة الحادة بين الدول الاستعمارية في القرن التاسع عشر على أساس فكرة التوازن العفوي ما بين العرض والطلب على الصعيدين الداخلي والدولي. وكان التكامل الاقتصادي في السوق العالمية التجارية بين المراكز الصناعية المتمثلة بالإمبراطورية البريطانية والفرنسية في القرن التاسع عشر، والولايات المتحدة وبضعة بلدان أوربية أخرى في أوائل القرن العشرين وبين مستعمرات تلك الدول التي كانت تشكل مصدراً أساسياً للموارد الزراعية وسوقاً استهلاكية لفائض المنتجات الصناعية. وقد أدى ذلك إلى تقسيم العالم إلى فئتين من البلدان: بلدان متقدمة ومتقاربة جغرافياً مثل بريطانيا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة، وفئة من البلدان المستعمَرة المتخلفة والمبعثرة جغرافياً تنتج المواد الزراعية والمعدنية وتصدرها إلى الفئة الأولى بحالتها الخام وبأرخص الأسعار(3).
_____________
(1)بوكانان: آ. إيه: ترجمة شوقي جلال، الآلة قوة وسلطة (التكنولوجيا والإنسان منذ القرن 17 حتى الوقت الحاضر)، عالم المعرفة، العدد 259، ص 112.
(2) صلاح الدين نامق: التجارة الدولية، دار المعارف بمصر، 1966، ص 50-51 .
(3) أسامة قدور: التجارة الدولية، مرجع سابق، ص 13.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|