المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



أخباره عن أحداث مستقبلية  
  
2952   10:13 صباحاً   التاريخ: 5-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7,ص132-136.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-02-2015 3597
التاريخ: 21-4-2016 2643
التاريخ: 7-01-2015 3095
التاريخ: 5-5-2016 3093

من المغيّبات التي أخبر عنها الإمام (عليه السلام) ظهور ثورة طبرستان يقوم بها بعض السادة كالناصر والداعي وغيرهما قال (عليه السلام) : وإنّ لآل محمّد بالطّالقان لكنز سيظهره الله إذا شاء دعاؤه حتّى يقوم بإذن الله فيدعو إلى دين الله .

وتحقّق ذلك فقد ثار هؤلاء السادة الأعلام في طالقان رافعين شعار الإسلام ومتبنّين الدعوة إلى حكم القرآن .

وأخبرنا الإمام عن القرامطة الفئة الضالّة التي لا عهد لها بالإسلام قال (عليه السلام) فيهم :  ينتحلون لنا الحبّ والهوى ويضمرون لنا البغض والقلى وآية ذلك قتلهم ورّاثنا وهجرهم أحداثنا ظهرت القرامطة على مسرح الحياة الإسلامية فأشاعت الفساد والقتل والنهب والدمار وقد أحلّت ما حرّم الله تعالى وحرّمت ما أحلّ الله وهي كالشيوعية في تعاليمها ومروقها من الدين وقد استباحوا قتل السادة العلويّين فقد قتلوا كوكبة من أعلامهم ذكر أسماءهم أبو الفرج الأصفهاني

وقد عرفوا بالنصب والعداء لأهل البيت : فقد اجتاز أبو الطاهر سليمان بن الحسن الجنابي وهو من أعلامهم على مدينة النجف الأشرف وعلى مدينة كربلاء المقدّسة ولم يعرج على زيارة المرقدين المكرّمين . 

ومن المغيّبات التي أخبر عنها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والتي تحقّقت بعد مئات من السنين هي المحنة الكبرى التي امتحن بها المسلمون امتحانا عسيرا وهي افول الخلافة الإسلامية وانطواء حكم بني العباس الذين أسرفوا في اقتراف ما حرّم الله فقد كانت لياليهم الحمراء حافلة بالخمور والمجون ولم يكن للإسلام حكم واقعي وإنّما صورة حكم , وعلى كلّ حال فقد زحف التتر إلى احتلال عاصمة الإسلام بغداد وسقطت بذلك الدولة الإسلامية العظمى وقد أمعنوا في قتل الأبرياء وإشاعة الخوف والارهاب بين المسلمين وعمدوا إلى تدمير المعالم الإسلامية في المدينة وكان من أفجعها تدمير المكتبة المستنصرية التي كانت تضمّ مئات آلاف الكتب فالقيت في حوض دجلة وبذلك فقد خسر العالم الإسلامي أهمّ ثرواته الفكرية والعلمية , ولنستمع إلى ما قاله الإمام (عليه السلام) في وصف التتر وما يلحقونه في بلاد المسلمين من الدمار الشامل قال (عليه السلام) :  كأنّي أراهم قوما كأنّ وجوههم المجانّ المطرّقة يلبسون السّرق  والدّيباج ويعتقبون الخيل العتاق ويكون هناك استحرار قتل حتّى يمشي المجروح على المقتول ويكون المفلت أقلّ من المأسور!

وانبرى بعض أصحاب الإمام قائلا له : لقد اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب .

فتبسّم الإمام (عليه السلام) وقال له : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وإنّما هو تعلّم من ذي علم يعني أنّه مستقى ومستمدّ من أخيه رسول الله (صلى الله عليه واله) وإنّما علم الغيب علم السّاعة وما عدّده الله سبحانه بقوله : {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخيّ أو بخيل وشقيّ أو سعيد ومن يكون في النّار حطبا أو في الجنان للنّبيّين مرافقا فهذا علم الغيب الّذي لا يعلمه أحد إلاّ الله وما سوى ذلك فعلم علّمه الله نبيّه فعلّمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطمّ عليه جوانحي.

وقد أوضح الإمام (عليه السلام) العلم الذي عنده إنّما هو مستمدّ من أخيه وابن عمّه رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنّه ليس بعلم الغيب الذي لم يطّلع عليه أحد سوى الله تعالى خالق الكون وواهب الحياة ؛ وعلى أي حال فقد تحقّق ما أخبر به الإمام (عليه السلام) فقد احتلّ الجناة التتر مدينة بغداد وسقطت بذلك الدولة الإسلامية وقد أمعن الغزاة في قتل الأبرياء وعاثوا فسادا في الأرض ؛ ومن المؤكّد أنّ السبب في هذه المأساة الخالدة سوء السياسة العباسية الذين اقترفوا كلّ ما حرّم الله ولم يؤثر عن الكثيرين منهم إلاّ الفسق والفجور ومناجزة المصلحين ومعاداة أهل البيت : والامعان في قتلهم ومطاردة شيعتهم وأنصارهم وبذلك فقد فتحوا الطريق لهولاكو في غزو بغداد والقضاء على الدولة الاسلامية .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.