المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



وصف الامام (عليه السلام) للحال بعد الموت والدعوة الى العمل الصالح  
  
3730   02:45 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج6, ص72-75.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

وصف الإمام (عليه السلام) الحالة الراهنة للإنسان بعد موته قال (عليه السلام) : فإنّكم لو قد عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم وسمعتم وأطعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريب ما يطرح الحجاب! ولقد بصّرتم إن أبصرتم وأسمعتم إن سمعتم وهديتم إن اهتديتم وبحقّ أقول لكم : لقد جاهرتكم العبر وزجرتم بما فيه مزدجر وما يبلّغ عن الله بعد رسل السّماء إلاّ البشر .

حكت هذه الكلمات القوّة البالغة لحالة الإنسان بعد وفاته وما يعانيه من الكوارث والمصائب من جرّاء ما اقترفه في دار الدنيا من الآثام والذنوب.

ومن مواعظه الخالدة هذه الموعظة التي تحدّث فيها عن إدبار الدنيا والدعوة إلى العمل الصالح قال (عليه السلام) : أمّا بعد فإنّ الدّنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإنّ الآخرة قد أشرفت باطّلاع ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السّباق والسّبقة الجنّة والغاية النّار أفلا تائب من خطيئته قبل منيّته! ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه! ألا وإنّكم في أيّام أمل من ورائه أجل فمن عمل في أيّام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله ولم يضرره أجله ومن قصّر في أيّام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضرّه أجله ألا فاعملوا في الرّغبة كما تعملون في الرّهبة ألا وإنّي لم أر كالجنّة نام طالبها ولا كالنّار نام هاربها ألا وإنّه من لا ينفعه الحقّ يضرّه الباطل ومن لا يستقم به الهدى يجرّ به الضّلال إلى الرّدى ألا وإنّكم قد أمرتم بالظّعن ودللتم على الزّاد وإنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : اتّباع الهوى وطول الأمل فتزوّدوا في الدّنيا من الدّنيا ما تحرزون به أنفسكم غدا .

وعلّق الشريف الرضي على هذا المقطع من كلامه (عليه السلام) بقوله : أقول : إنّه لو كان كلام يأخذ بالأعناق إلى الزهد في الدنيا ويضطر إلى عمل الآخرة لكان هذا الكلام وكفى به قاطعا لعلائق الآمال وقادحا زناد الاتعاظ والازدجار .

ومن قوله (عليه السلام) : ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السّباق والسّبقة الجنّة والغاية النّار فإن فيه سرّا عجيبا ومعنى لطيفا وهو قوله (عليه السلام) : والسّبقة الجنّة والغاية النّار فخالف بين اللفظين لاختلاف المعنيين ولم يقل : السّبقة النّار كما قال : السّبقة الجنّة لأن الاستباق إنما يكون إلى أمر محبوب وغرض مطلوب وهذه صفة الجنة وليس هذا المعنى موجودا في النار نعوذ بالله منها! فلم يجز أن يقول : والسّبقة النّار بل قال : والغاية النّار ؛ لأن الغاية قد ينتهي إليها من لا يسره الانتهاء إليها ومن يسره ذلك فصلح أن يعبر بها عن الأمرين معا فهي في هذا الموضع كالمصير والمآل قال الله تعالى : {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} [إبراهيم: 30]ولا يجوز في هذا الموضع أن يقال : سبقتكم إلى النار فتأمل ذلك فباطنه عجيب وغوره بعيد لطيف وكذلك أكثر كلامه (عليه السلام) .

خطب الإمام (عليه السلام) أصحابه بهذه الخطبة البليغة وقد وعظهم بها وحذّرهم من غرور الدنيا وفتنها وشرورها قال (عليه السلام) : ألا وإنّ الدّنيا قد تصرّمت وآذنت بوداع وتنكّر معروفها وأدبرت حذّاء فهي تحفز بالفناء سكّانها وتحدر بالموت جيرانها وقد أمرّ فيها ما كان حلوا وكدر منها ما كان صفوا فلم يبق منها إلاّ سملة كسملة الإداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو تمزّزها الصّديان لم ينقع  فأزمعوا عباد الله الرّحيل عن هذه الدّار المقدور على أهلها الزّوال ولا يغلبنّكم فيها الأمل ولا يطولنّ عليكم فيها الأمد ؛ فو الله لو حننتم حنين الولّه العجال ودعوتم بهديل الحمام وجأرتم جؤار متبتّل الرّهبان وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيّئة أحصتها كتبه وحفظتها رسله لكان قليلا فيما أرجو لكم من ثوابه وأخاف عليكم من عقابه , والله لو انماثت قلوبكم انمياثا وسالت عيونكم من رغبة إليه أو رهبة منه دما ثمّ عمّرتم في الدّنيا ما الدّنيا باقية ما جزت أعمالكم عنكم أنعمه عليكم العظام وهداه إيّاكم للإيمان .

إنّ مواعظ الإمام (عليه السلام) تنفذ إلى أعماق النفوس ودخائل القلوب لأنّها من إمام المتّقين وسيّد الواعظين فلم يفه بنصيحة أو موعظة إلاّ طبّقها على نفسه الشريفة قبل أن يذيعها إلى الناس .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.