المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

كيفية السعي
20-9-2016
من أحكام الإرث
2-1-2023
غسل مس الميت
7-11-2016
Nitroreductase
5-5-2019
Curtius Rearrangement
29-10-2020
هل كان زواج النبيّ صلى الله عليه واله من عائشة بأمر من الله تعالى؟
2024-10-26


دعاؤه (عليه السلام) في دفع الكرب  
  
2969   02:59 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص189-190.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان الإمام (عليه السلام) إذا ألمّ به همّ أو كرب التجأ إلى الله تعالى في دفعه عنه ودعا بهذا الدعاء ويقول الرواة : إنّه دعا به في يوم الهرير في صفّين حين اشتدّ الأمر على أوليائه وهذا نصّه :

اللهمّ لا تحبّب إليّ ما أبغضت ولا تبغّض إليّ ما أحببت , اللهمّ إنّي أعوذ بك أن أرضى سخطك أو أسخط رضاك أو أردّ قضاءك أو اعدو قولك أو أناصح أعداءك أو اعدو أمرك فيهم , اللهمّ ما كان من عمل أو قول يقرّبني من رضوانك ويباعدني من سخطك فصبّرني له واحملني عليه يا أرحم الرّاحمين .

اللهمّ إنّي أسألك لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا ويقينا صادقا وإيمانا خالصا وجسدا متواضعا وارزقني منك حبّا وأدخل قلبي منك رعبا , اللهمّ فإن ترحمني فقد حسن ظنّي بك وإن تعذّبني فبظلمي وجوري وجرمي وإسرافي على نفسي فلا عذر لي إن اعتذرت ولا مكافاة أحتسب بها , اللهمّ إذا حضرت الآجال ونفدت الأيّام وكان لا بدّ من لقائك فأوجب لي من الجنّة منزلا يغبطني به الأوّلون والآخرون لا حسرة بعدها ولا رفيق بعد رفيقها في أكرمها منزلا , اللهمّ ألبسني خشوع الإيمان بالعزّ قبل خشوع الذّلّ في النّار اثني عليك يا ربّ أحسن الثّناء لأنّ بلاءك عندي أحسن البلاء , اللهمّ فأذقني من عونك وتأييدك وتوفيقك ورفدك وارزقني شوقا إلى لقائك ونصرا في نصرك حتّى أجد حلاوة ذلك في قلبي وأعزم لي على أرشد اموري فقد ترى موقفي وموقف أصحابي ولا يخفى عليك شيء من أمري , اللهمّ إنّي أسألك النّصر الّذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل حين أقمت به دينك وأفلجت به حجّتك يا من هو لي في كلّ مقام .

وهذا الدعاء الجليل من غرر أدعية الإمام (عليه السلام) ففيه التقرّب إلى الله تعالى والتذلّل أمامه والسؤال منه بأروع ما يطلبه المنيبون من الله تعالى مضافا إلى فصاحته وبلاغته , هذه بعض أدعية الإمام عند ما تنزل به كارثة أو خطب فيلتجىء إلى الله في دفعها عنه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.