المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مفهوم الأزمة وتعريفها
2023-02-10
أبو الطيب الرازي
25-8-2016
التخطيط
2023-03-14
وله عذاب أليم
20-7-2017
التوعية الصحية والبيئية المدرسية في العراق الجديد
2024-01-14
ترشيح المماسي Cross – flow Filtration
19-12-2017


دعاؤه (عليه السلام) في الاستغفار والإنابة  
  
6215   03:03 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4 ، ص193-197.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

أثرت عن الإمام أمير المؤمنين كوكبة من الأدعية في الاستغفار والإنابة إلى الله تعالى كان منها ما يلي :

اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ ذنب قوي عليه بدني بعافيتك أو نالته قدرتي بفضل نعمتك أو بسطت إليه يدي بسابغ رزقك أو اتّكلت فيه عند خوفي منه على أناتك أو احتجبت فيه من النّاس بسترك أو وثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك أو عوّلت فيه على كرم عفوك , اللهمّ إنّي أستغفرك من كلّ ذنب خنت فيه أمانتي أو نحّست بفعله نفسي أو احتطبت به على بدني أو قدّمت فيه لذّتي أو آثرت فيه شهوتي أو سعيت فيه لغيري أو استغويت إليه من تبعني أو كايدت فيه من منعني أو قهرت عليه من عاداني أو غلبت عليه بفضل حيلتي أو أحلت عليك مولاي فلم تغلبني على فعلي إذ كنت كارها لمعصيتي فحلمت عنّي لكن سبق علمك فيّ بفعلي ذلك لم تدخلني يا ربّ فيه جبرا ولم تحملني عليه قهرا ولم تظلمني فيه شيئا فأستغفرك له ولجميع ذنوبي , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه وأقدمت على فعله فاستحييت منك وأنا عليه ورهبتك وأنا فيه تعاطيته وعدت إليه , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب كتبته عليّ بسبب خير أردت به وجهك فخالطني فيه سواك وشارك فعلي ما لا يخلص لك أو وجب عليّ ما أردت به سواك وكثير من فعلي ما يكون كذلك , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب تورّك عليّ بسبب عهد عاهدتك عليه أو عقد عقدته لك أو ذمّة واثقت بها من أجلك لأحد من خلقك ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لزمتني فيه بل استزلّني إليه عن الوفاء به الأشر ومنعني عن رعايته البطر , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب رهبت فيه من عبادك وخفت فيه غيرك واستحييت فيه من خلقك ثمّ أفضيت به فعلي إليك , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب أقدمت عليه وأنا مستيقن أنّك تعاقب على ارتكابه فارتكبته , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على طاعتك وآثرت محبّتي على أمرك وأرضيت فيه نفسي بسخطك وقد نهيتني عنه بنهيك وتقدّمت إليّ فيه بإعذارك واحتججت عليّ فيه بوعيدك , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب علمته من نفسي أو ذهلته أو نسيته أو تعمّدته أو أخطأته ممّا لا أشكّ أنّك سائلي عنه وأنّ نفسي مرتهنة به لديك وإن كنت قد نسيته أو غفلت نفسي عنه ؛ اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب واجهتك به وقد أيقنت أنّك تراني وأغفلت أن أتوب إليك منه أو نسيت أن أتوب إليك منه أو نسيت أن أستغفرك له , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب دخلت فيه وأحسنت ظنّي بك أن لا تعذّبني عليه وأنّك تكفيني منه , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب استوجبت به منك ردّ الدّعاء وحرمان الإجابة وخيبة الطّمع وانفساخ الرّجاء , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب يعقّب الحسرة ويورث النّدامة ويحبس الرّزق ويردّ الدّعاء , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب يورث الأسقام ويعقّب الضّناء ويوجب النّقم ويكون آخره حسرة وندامة , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب مدحته بلساني أو هشّت إليه نفسي أو اكتسبته بيدي وهو عندك قبيح تعاقب على مثله وتمقت من عمله , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خلوت به في ليل أو نهار حيث لا يراني أحد من خلقك فملت فيه من تركه بخوفك إلى ارتكابه بحسن الظّنّ بك فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته وأنا عارف بمعصيتي لك فيه , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب استقللته أو استصغرته أو استعظمته وتورّطت فيه , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب مالأت فيه على أحد من بريّتك أو زيّنته لنفسي أو أومأت به إلى غيري ودللت عليه سواي أو أصررت عليه بعمدي أو أقمت عليه بحيلتي , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلتي بشيء ممّا يراد به وجهك أو يستظهر بمثله على طاعتك أو يتقرّب بمثله إليك وواريت عن النّاس ولبّست فيه كأنّي اريدك بحيلتي والمراد به معصيتك والهوى فيه متصرّف على غير طاعتك , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان بنفسي أو رياء أو سمعة أو خيلاء أو فرح أو مرح أو أشر أو بطر أو حقد أو حميّة أو غضب أو رضى أو شحّ أو بخل أو ظلم أو خيانة أو سرقة أو كذب أو لهو أو لعب أو نوع من أنواع ما يكتسب بمثله الذّنوب ويكون باجتراحه العطب , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله فدخلت فيه بشهوتي واجترحته بإرادتي وقارفته بمحبّتي ولذّتي ومشيّتي وشئته إذ شئت أن أشاءه وأردته إذ أردت أن اريده فعملته إذ كان في قديم تقديرك ونافذ علمك أنّي فاعله لم تدخلني فيه جبرا ولم تحملني عليه قهرا ولم تظلمني فيه شيئا فأستغفرك له ولكلّ ذنب جرى به علمك عليّ وفيّ إلى آخر عمري , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب مال بسخطي فيه عن رضاك ومالت نفسي إلى رضاك فسخطته أو رهبت فيه سواك أو عاديت فيه أولياءك أو واليت فيه أعداءك أو اخترتهم على أصفيائك أو خذلت فيه أحبّاءك أو قصّرت فيه عن رضاك يا خير الغافرين , اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه ثمّ عدت فيه وأستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثمّ لم أف به وأستغفرك للنّعمة الّتي أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك وأستغفرك لكلّ خير أردت به وجهك فخالطني ما ليس لك وأستغفرك لما دعاني إليه الرّخص فيما اشتبه عليّ ممّا هو عندك حرام وأستغفرك للذّنوب الّتي لا يعلمها غيرك ولا يطّلع عليها سواك ولا يحتملها إلاّ حلمك ولا يسعها إلاّ عفوك وأستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قبلي يا ربّ فلم أستطع ردّها عليهم وتحليلها منهم أو شهدوا فاستحييت من استحلالهم والطّلب إليهم وإعلامهم ذلك وأنت القادر على أن تستوهبني منهم وترضيهم عنّي كيف شئت وبما شئت يا أرحم الرّاحمين وأحكم الحاكمين وخير الغافرين , اللهمّ إنّ استغفاري إيّاك مع الإصرار لؤم وتركي الاستغفار مع معرفتي بسعة جودك ورحمتك عجز فكم تتحبّب إليّ يا ربّ وأنت الغنيّ عنّي وكم أتبغّض إليك وأنا الفقير إليك وإلى رحمتك فيا من وعد فوفى وأوعد فعفا اغفر لي خطاياي واعف وارحم وأنت خير الرّاحمين .

وهذا الدعاء صفحة مشرقة من أدعية إمام المتّقين وسيّد العارفين الذي وهب حياته لله تعالى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.