المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30



موت الاب والفراغ الحياتي  
  
2742   08:48 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص62-63
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 2543
التاريخ: 30-4-2017 1928
التاريخ: 15-4-2017 2279
التاريخ: 18-4-2016 2012

عندما يموت الاب او تموت الام يسيطر فراغ عظيم على حياة الطفل الى درجة يكون معها ملء هذا الفرغ في بعض الاحيان امراً مستحيلاً، ويشعر الطفل بسبب ذلك بالحرمان والنقص فيتصور بأنه قد ظلم وضاعت بعض حقوقه، فيضطرب ويبحث عن مكان آمن ويغدو بعيداً كل البعد عن الهدوء والسكينة، وغير راضٍ عن الاوضاع التي يعاني منها.

إن موت الاب وحتى مجرد الابتعاد عنه، قصيرة كانت مدة الابتعاد ام طويلة، سيخلق الارضية لظهور الشعور بالحرمان، وكلما كانت مدة الابتعاد اكبر كلما كان هذا الشعور اقوى، وما ذكرناه ينطبق ايضاً على الاطفال الصغار نتيجة سوء التغذية وعدم كفاية حليب الام، وبشكل عام نقص أي شيء من حياة الطفل سيكون سبباً في شعور الطفل بالفراغ في الحياة ومن الطبيعي ان يكون السبيل لإصلاح ذلك وجبرانه هو إزالة حالة الحرمان، او ملء الفراغ الحياتي بشكل مناسب، وإلا فإن الطفل سيظهر ردود فعل غير مناسبة.

ـ نطاق ردود الافعال :

إن ردود الفعل وبشكل متناسب مع شدتها او ضعفها ستكون واسعة النطاق او ضيقة، وكذلك من الممكن أن تكون قوية او ضعيفة، وإليكم مجموعة من ردود الافعال الناتجة عن الفراغ العاطفي عند الاطفال وخصوصاً اولئك الذين وصلوا الى سن التمييز والاكبر منهم:

الخوف والاضطراب والشعور بالحاجة الزائدة للمحبة والحنان، وقوة حب الانتقام والكآبة والانزواء، وحصر البول، والبول في السرير، وعدم القدرة على إقامة علاقات جيدة مع الآخرين، والشعور بالذنب، او التمرد، والحدة، والوسوسة، وفقدان الصبر والتحمل، والشعور بالحقارة وعدم القدرة على التحرك، وإخفاء الحزن والاسى، والشعور بالندم، وفقدان الامل واليأس، وعدم الثقة، واحياناً الجنوح نحو ارتكاب السرقة و.. الخ.

ان هذه الامور والامور الاخرى التي يمكن ذكرها هنا تدل على وجود الفراغ الكبير المؤلم في حياة الطفل، والتي بدورها ستوفر الارضية المناسبة لضعف الشخصية، واختلال الحواس، والنقص في قدرة الجسم بشكل عام، وضعف الذاكرة، وضعف الإرادة، والخ.

وسيضطر الطفل مرغماً على التسليم او الانفعال، وبالتالي لن يستطيع الوصول الى الحالة العادية والطبيعية كالآخرين...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.