المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28

الامارات في عهد المعتصم
14-3-2018
الإمام الهادي (عليه السلام) في مواجهة فقهاء البلاط
31-07-2015
جماعات قزمية أخرى
4-6-2016
البعـد الاقتصـادي للتمـويـل والاسـتثـمـار
12-11-2021
المريمية أو كف الدب
2024-09-08
حفظ وتعبئة الاسماك المجمدة
4-1-2018


دعاؤه في الالحاح على اللّه  
  
4006   10:50 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص196-198.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-4-2016 3863
التاريخ: 31-3-2016 3095
التاريخ: 17/10/2022 921
التاريخ: 2-4-2016 3538

كان من دعائه (عليه السلام) في الالحاح على اللّه تعالى :

يا اللّه الذي لا يخفي عليه شي‏ء في الأرض و لا في السماء و كيف يخفى عليك يا إلهي ما أنت خلقته و كيف لا تحصي ما أنت صنعته؟ أو كيف يغيب عنك ما أنت تدبره؟ أو كيف يستطيع منك من لا حياة له إلا برزقك؟ أو كيف ينجو منك من لا مذهب له في غير ملكك؟ سبحانك أخشى خلقك لك أعلمهم بك و أخضعهم لك أعملهم بطاعتك و أهونهم عليك من أنت ترزقه و هو يعبد غيرك سبحانك لا ينقص سلطانك من أشرك بك و كذب رسلك و ليس يستطيع من كره قضاءك أن يرد أمرك و لا يمتنع منك من كذب بقدرتك و لا يفوتك من عبد غيرك و لا يعمر في الدنيا من كره لقاءك سبحانك ما أعظم شأنك و أقهر سلطانك و أشد قوتك و أنفذ أمرك! سبحانك قضيت على جميع خلقك الموت من وحدك و من كفر بك و كل ذائق الموت و كل صائر إليك! فتباركت و تعاليت لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك آمنت بك و صدقت رسلك و قبلت كتابك و كفرت بكل معبود غيرك و برئت ممن عبد سواك , اللّهم إني أصبح و أمسي مستقلا لعملي معترفا بذنبي مقرا بخطاياي أنا بإسرافي على نفسي ذليل عملي اهلكني و هواي ارداني و شهواتي هدمتني فأسألك يا مولاي سؤال من نفسه لاهية لطول أمله و بدنه غافل لسكون عروقه و قلبه مفتون بكثرة النعم عليه و فكره قليل لما هو صائر إليه سؤال من قد غلب عليه الأمل و فتنه الهوى و استمكنت منه الدنيا و أظله الأجل سؤال من استكثر ذنوبه و اعترف بخطيئته سؤال من لا رب له غيرك و لا ولي له دونك و لا منقذ له منك و لا ملجأ له منك إلا إليك , إلهي اسألك بحقك الواجب على جميع خلقك و باسمك العظيم الذي أمرت رسولك أن يسبحك به و بجلال وجهك الكريم الذي لا يبلى و لا يتغير و لا يحول و لا يفنى أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تغنيني عن كل شي‏ء بعبادتك و أن تسلي نفسي عن الدنيا بمخافتك و أن تثنيني‏  بالكثير من كرامتك برحمتك فإليك أفر و منك أخاف و بك استغيث و إياك أرجو و لك أدعو و إليك ألجأ و بك أثق و إياك استعين و بك أو أؤمن و عليك أتوكل و على جودك و كرمك أتكل .

و حكى هذا الدعاء عن كمال معرفة الإمام (عليه السلام) و عظيم إيمانه باللّه و هذه بعض معطياته :

1- علم اللّه تعالى لا حد له فقد أحاط بكل شي‏ء علما و لا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض و لا في السماء.

2- إن جميع الموجودات تفتقر إلى فيضه تعالى و لا تستغني عنه لحظة واحدة لأنها في ملكه و تحت قبضته و سلطانه.

3- أن أخشى خلق اللّه تعالى و أكثرهم طاعة و عبادة له هم العارفون‏ به و في طليعتهم السادة العلماء قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28] .

4- إن أهون العباد و أكثرهم خسرانا و أقلهم ادراكا و وعيا هم الذين يعبدون غير اللّه و يشركون به و يكذبون رسله .

5- إن اللّه تعالى بسط الموت على جميع خلقه فكلهم صائرون إليه ليجزي الذين أحسنوا بالحسنى و يجزي الكافرين بما كسبت أيديهم .

6- و اعلن الإمام عن إيمانه المطلق باللّه و تصديقه لرسله و أنبيائه و براءته من كل معبود غير اللّه تعالى .

7- و اعرب الإمام عن خضوعه المطلق لله تعالى و تذلّله أمامه طالبا منه أن يمنحه الكرامة و العفو هذه بعض محتويات هذا الدعاء الجليل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.