المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الزيارة في اللَّه‏
2024-09-01
تطور الاهتمام بالبحوث الكمية في الدراسات الإعلامية
5-3-2022
Frequency, pitch and amplitude
2024-06-12
أسماء بن حارثة الأسلمي.
7-10-2020
تقنية الرؤية: حجيرة الشريط Streamer Chamber
19-12-2021
The constant of aberration
3-8-2020


انطباعات عن شخصيته‏  
  
3324   10:40 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص126-128.
القسم :

اتفق المسلمون على تعظيم الإمام زين العابدين (عليه السلام) و اجمعوا على الاعتراف له بالفضل و أنه نسخة فريدة في هذه الدنيا لا يدانيه أحد في فضائله و علومه و تقواه و كان من مظاهر تبجيلهم له أنهم كانوا يتبركون بتقبيل يده و وضعها على عيونهم‏ و لم يقتصر تعظيمه على الذين صحبوه أو التقوا به و إنما شمل المؤرخين على اختلاف ميولهم و أهوائهم فقد رسموا بإعجاب و إكبار سيرته و أضفوا عليه جميع الألقاب الكريمة و النعوت الشريفة و فيما اعتقد أنه لا يكاد يقرأ أحد سيرته العاطرة إلا و ينحني إجلالا و إكبارا أمامه فليس أحد يجاريه في نزعاته الخيرة و سائر صفاته العظيمة فهو قائم في ضمير كل انسان شريف يدين بالولاء للمثل العليا و يعتز ...

أدلى المعاصرون للإمام زين العابدين (عليه السلام) من العلماء و مختلف الشخصيات بانطباعاتهم عن شخصيته و كلها إكبار و تعظيم له سواء في ذلك من أخلص له في الود أو أضمر له العداوة و البغضاء و فيما يلي كلماتهم :

1- جابر الأنصاري:

كان الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الأنصاري منقطعا لأهل البيت (عليه السلام)  و من الموالين لهم و قد أعرب عن إعجابه البالغ بالإمام (عليه السلام)  قائلا: ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين .

حقا لم ير في أولاد الأنبياء مثل الإمام علي بن الحسين في تقواه و ورعه و شدة انابته إلى اللّه كما لم يبتل أحد منهم بمثل ما ابتلي به فقد داهمته المحن و الخطوب في أكثر أيام حياته.

2- عبد الله بن عباس:

كان عبد اللّه بن عباس على جلالة شأنه و تقدمه في السن يجل الإمام زين العابدين و ينحني خضوعا و تكريما له فإذا رآه قام تعظيما و رفع صوته قائلا: مرحبا بالحبيب الحبيب‏ .

3- الزهري:

كان محمد بن مسلم القرشي الزهري الفقيه أحد الأئمة الأعلام و عالم الحجاز و الشام‏ ممن أخلص للإمام (عليه السلام)  و هام بحبه و قد أدلى بمجموعة من الكلمات القيمة أعرب فيها عما يتصف به (عليه السلام)  من القيم الكريمة و المثل العظيمة و هذه بعض كلماته:

(أ) ما رأيت هاشميا مثل علي بن الحسين .

(ب) ما رأيت قرشيا أورع و لا أفضل منه .

 (ج) ما رأيت قرشيا افضل من علي بن الحسين .

(د) لم أدرك بالمدينة أفضل منه .

(ه) لم أدرك في أهل البيت رجلا كان أفضل من علي بن الحسين .

(و) ما كان أكثر مجالستي من علي بن الحسين ما رأيت أحدا أفقه منه .

(ز) كان علي بن الحسين أفضل أهل زمانه و أحسنهم طاعة .

(ح) ينادي مناد في القيامة ليقم سيد العابدين في زمانه فيقوم علي بن الحسين .

أشار بذلك إلى الحديث النبوي المشهور إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم .

(ط) سئل الزهري عن أزهد الناس في الدنيا؟ فقال: علي بن الحسين .

(ي) قال سفيان بن عيينة: قلت للزهري: لقيت علي بن الحسين؟ قال: نعم لقيته و ما لقيت أحدا أفضل منه و اللّه ما علمت له صديقا في السر و لا عدوا في العلانية فقيل له: و كيف ذلك؟ قال لأني لم أر أحدا و إن كان يحبه إلا و هو لشدة معرفته بفضله يحسده و لا رأيت أحدا و إن كان يبغضه إلا و هو لشدة مداراته له يداريه .

من المؤكد أن الزهري لم يدل بهذه الكلمات إلا بعد اتصاله الوثيق بالإمام و معرفته التامة بما اتصف به من المثل العليا و القيم الكريمة و قد بلغ من إعجابه به أنه إذا ذكره بكى و قال: زين العابدين‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.