المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

مدفع الجينات Gene Gun
3-6-2018
قاعدة الشروط
21-6-2018
الأوراق المالية
31-10-2016
صلاة لرد الابق
23-10-2016
Hydrogenation of an Alkyne to a Trans-Alkene
21-7-2019
العرب الباقية (العرب العاربة)
7-11-2016


الإبادة الشاملة لقتلة الحسين  
  
3167   10:47 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص398-400.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3117
التاريخ: 1-11-2017 4819
التاريخ: 12-4-2016 3528
التاريخ: 8/10/2022 1280

أسرع المختار في تنفيذ حكم الإعدام بلا هوادة بكل من اشترك في قتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام) و قد قتل في وقت واحد مائتين و ثمانية و أربعين شخصا  فر الخبيث الدنس المجرم شمر بن ذي الجوشن و كان من أحقد الناس على الإمام الحسين (عليه السلام) فلاحقته شرطة المختار إلى أن أدركته و قتلته و ألقيت جيفته للكلاب و كان المختار يقول: ما من ديننا أن نترك قتلة الحسين احياء بئس ناصر آل محمد (صلى الله عليه واله) أنا إذا في الدنيا الكذاب و إني استعين باللّه عليهم إنه لا يسوغ لي الطعام و الشراب حتى أطهر الأرض منهم‏  و حمل إليه جماعة ممن اشتركوا في حرب الحسين و هم عبد الله بن اسيد الجهني و مالك ابن بشير البدي و حمل بن مالك المحاربي فقال لهم المختار يا أعداء اللّه و رسوله أين الحسين بن علي؟ أدوا إلي الحسين قتلتم من أمرتم بالصلاة عليهم .

فقالوا: بعثنا كارهين فامنن علينا و استبقنا فصاح بهم المختار قائلا: هلا مننتم على الحسين ابن بنت نبيكم فاستبقيتموه و سقيتموه و أمر بمالك بن بشير البدي فقطع يديه و رجليه و تركه يضطرب حتى هلك لأنه هو الذي سلب برنس الحسين كما أمر بقتل الرجلين الآخرين‏ و ألقت شرطته القبض على كل من زياد ابن مالك الضبعي و عمران بن خالد القشيري و عبد الرحمن بن أبي خشارة البجلي و عبد الله بن قيس الخولاني فلما مثلوا عنده قال لهم بصوت محنق مغيظ : يا قتله الصالحين و قتلة سيد شباب أهل الجنة قد أقاد اللّه منكم الورس في يوم نحس , و هؤلاء هم الذين نهبوا الورس الذي كان مع الحسين (عليه السلام) و نفذ فيهم حكم الاعدام‏ .

و فزع الخبيث الدنس عمر بن سعد من المختار و خاف منه كأشد ما يكون الخوف فبعث إليه يطلب منه أن يكتب له أمانا فكتب له أمانا و شرط فيه أن لا يحدث و عنى به دخول الخلاء و أعلن المختار أمام أصحابه أنه سيقتل رجلا عظيم القدمين غائر العينين مترف الحاجبين يسر قتله المؤمنين و الملائكة المقربين و فهم الهيثم ابن الأسود النخعي أنه عنى عمر بن سعد و كان صديقا له فأرسل إليه ابنه فأخبره و فزع الخبيث فركب ناقته و ولى منهزما من الكوفة و أخبر المختار بذلك فقال: إن في عنقه سلسلة سترده و قام ابن سعد طيلة الليل على ناقته و هو لا يشعر بشي‏ء و جعلت تطوف به الكوفة و انتهت به عند الصبح إلى داره فدخل فيه فبعث إليه المختار أبا عمرة مع جماعة من الشرطة فهجموا عليه داره فقام ليأخذ سيفه و يدافع عن نفسه فعثر في جبة له فأسرع إليه ابو عمرة و احتز رأسه الخبيث و جاء به إلى المختار و كان إلى جانبه حفص بن عمر و قد بعثه أبوه ليطلب له أمانا فقال له المختار: أ تعرف من هذا؟ قال حفص: نعم و لا خير في العيش بعده و أمر به المختار فالحق بابيه و قال : هذا بحسين و هذا بعلي بن الحسين و لا سواء و اللّه لو قتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله‏ و انتهت بذلك حياة هذا الخائن الخبيث الذي حارب اللّه و رسوله و سعى في الأرض فسادا و قد ظن أنه بقتله للحسين سينعم بملك‏ الري و يعيش في رفاهيته و سعة و أمرة إلّا أن اللّه خيب آماله فقد أخذ ابن زياد منه العهد الذي ولاه فيه الري و ظل مقيما في ارباض الكوفة و هو يتلقى التنديد و الاهانة و الاستخفاف من جميع الأوساط حتى ساقه المختار إلى جهنم و ساءت مصيرا.

و ممن نال العقاب العادل المجرم الممسوخ حرملة بن كاهل الذي قتل عبد الله الرضيع نجل الإمام الحسين فقد ترك هذا الخبيث بجريمته قروحا في قلوب العلويين فقد روى المنهال بن عمر قال: دخلت على علي بن الحسين حال منصرفي من مكة فقال لي: يا منهال ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟ .

- تركته حيا بالكوفة ؛ فرفع الإمام يديه إلى السماء و راح يدعو بحرارة قائلا: اللهم أذقه حر الحديد اللهم أذقه حر النار .

قال المنهال: فلما قدمت إلى الكوفة قصدت المختار و كان لي صديقا فسلمت عليه و رأيته مشغول الفكر يترقب أمرا و ما هي إلا لحظات حتى جي‏ء بالمجرم حرملة بن كاهل فأمر باحضار نار و تقطيع أوصاله و القائها في النار  فكبرت فالتفت المختار إلي و قال: إن التكبير لحسن لم كبرت؟ فأخبرته بدعاء الإمام علي بن الحسين و عظم ذلك عند المختار و صام يومه شكرا للّه على استجابة دعاء الإمام على يده لقد صبّ المختار وابلا من العذاب الأليم على رؤوس السفكة المجرمين من قتلة الامام الحسين (عليه السلام) و سقاهم كأسا مصبرة و اسكن بيوتهم الثكل و الحزن و الحداد.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.