المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

The non-aspiration of [p’, t’, k] and [h’] dropping
2024-04-02
Spectral features
23-8-2016
أوقات الرواتب
20-11-2016
تفسير {ولسوف يعطيك ربك فترضى}
2024-09-04
تأثير تماثل وتناسق توزيع المجموعات المشتقة على سلسلة البوليمر
30-11-2017
الغيرة والحياء
20-10-2020


رقابة أمير المؤمنين على السوق  
  
4161   11:49 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص44-46
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

الإمام (عليه السلام) أوّل خليفة في الإسلام قام بالرقابة على السوق وكان يتجوّل بين الباعة ويوصيهم بتقوى الله تعالى وينهاهم عن معصيته ويأمرهم بالاستقامة في معاملاتهم وكان يقول لهم : أحسنوا أرخصوا بيعكم على المسلمين فإنّه أعظم للبركة.

كان (عليه السلام) يسير في الأسواق وفي يده الدرّة ويقول للتجّار : يا معشر التجّار! خذوا الحقّ وأعطوا الحقّ تسلموا ؛ وكان (عليه السلام) يمشي وحده في الأسواق ويأمر الناس بتقوى الله وحسن البيع ويقول : أوفوا الكيل والميزان ولا تنفخوا اللّحم .

ووفد غالب بن صعصعة أبو الفرزدق فقال له الإمام :  ما فعلت بإبلك الكثيرة؟ .

فقال غالب : ذعذعتها الحقوق أي فرّقتها فقد أنفقتها في أداء حقوق الناس وأثنى عليه الإمام قائلا :  ذاك أحمد سبيلها .

وكان رجل مجنون في عهد الإمام يمشي أمام الجنائز وينادي : الرحيل الرحيل ولا تكاد جنازة تخلو منه فمرّت جنازة بالإمام ولم ير أمامها المجنون فسأل عنه فقيل له : هو هذا الميّت فقال (عليه السلام) : لا إله إلاّ الله ثمّ تمثّل بهذا البيت :

ما زال يصرخ بالرّحيل مناديا            حتّى أناخ ببابه الجمّال

قال (عليه السلام) لأهل الكوفة : إذا تركتم عدتم إلى مجالسكم عزين تضربون الأمثال وتنشدون الأشعار .

وخرج الإمام (عليه السلام) إلى سوق الإبل فلمّا توسّطه رفع صوته قائلا : يا معشر التجّار! إيّاكم اليمين الفاجرة فإنّها تنفق السّلعة وتمحق البركة .

كان الإمام (عليه السلام) لا يشتري أيّة سلعة ممّن يعرفه خوفا من أن يسامحه فيها فقد روى الرواة أنّه جاء إلى سوق الكرابيس فقصد رجلا وسيما فقال له : يا هذا! عندك ثوبان بخمسة دراهم؟ .

فقال الرجل : نعم يا أمير المؤمنين فلمّا عرفه تركه الإمام وانصرف .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.