أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
3009
التاريخ: 6-4-2016
3051
التاريخ: 5-4-2016
4287
التاريخ: 5-4-2016
3535
|
تمادى معاوية في عدائه للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فأعلن سبّه ولعنه في نواديه العامّة والخاصّة وأوعز إلى جميع عمّاله وولاته أن يذيعوا سبّه بين الناس وسرى سبّ الإمام في جميع أنحاء العالم الإسلامي وقد خطب معاوية في أهل الشام فقال لهم : أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لي : إنك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدّسة ـ يعني الشام ـ فإن فيها الأبدال وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب , وعجّ أهل الشام بسب الإمام وخطب في أولئك الوحوش فقال لهم : ما ظنكم برجل ـ يعني علياً ـ لا يصلح لأخيه ـ يعني عقيلاً ـ يا أهل الشام إنّ أبا لهب المذموم في القرآن هو عم علي بن أبي طالب .
ويقول المؤرخون : إنّه كان إذا خطب ختم خطابه بقوله : اللهم إنّ أبا تراب ألحد في دينك وصد عن سبيلك فالعنه لعناً وبيلاً وعذّبه عذاباً إليماً.
وكان يشاد بهذه الكلمات على المنابر ولما ولي معاوية المغيرة بن شعبة إمارة الكوفة كان أهم ما عهد إليه أن لا يتسامح في شتم الإمام (عليه السلام) والترحّم على عثمان والعيب لأصحاب علي وإقصاءهم وأقام المغيرة والياً على الكوفة سبع سنين وهو لا يدع ذم علي والوقوع فيه . وقد أراد معاوية بذلك أن يصرف القلوب عن الإمام (عليه السلام) وأن يحول بين الناس وبين مبادئه التي أصبحت تطارده في قصوره.
يقول الدكتور محمود صبحي : لقد أصبح علي جثة هامدة لا يزاحمهم في سلطانهم ويخيفهم بشخصه ولا يعني ذلك ـ أي سبّ الإمام ـ إلا أنّ مبادئه في الحكم وآراءه في السياسة كانت تنغّص عليهم في موتهم كما كانت في حياته .
لقد كان الإمام رائد العدالة الإنسانية والمثل الأعلى لهذا الدين يقول الجاحظ : لا يعلم رجل في الأرض متى ذكر السبق في الإسلام والتقدم فيه ومتى ذكر النخوة والذب عن الإسلام ومتى ذكر الفقه في الدين ومتى ذكر الزهد في الأمور التي تناصر الناس عليها كان مذكوراً في هذه الخلال كلها إلا في علي .
ويقول الحسن البصري : والله لقد فارقكم بالأمس رجل كان سهماً صائباً من مرامي الله عز وجل رباني هذه الأمة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله) وصاحب شرفها وفضلها وذا القرابة القريبة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) غير مسؤم لأمر الله ولا سروقة لمال الله أعطى القرآن عزائمه فأورده رياضاً مونقة وحدائق مغدقة ذلك علي بن أبي طالب .
لقد عادت اللعنات التي كان يصبها معاوية وولاته على الإمام بإظهار فضائله ؛ فقد برز الإمام للناس أروع صفحة في تأريخ الإنسانية كلها وظهر للمجتمع أنّه المنادي الأول بحقوق الإنسان والمؤسس الأول للعدالة الاجتماعية في الأرض .
لقد انطوت السنون والأحقاب واندكت معالم تلك الدول التي ناوئت الإمام سواء أكانت من بني أمية أم من بني العباس ولم يبقَ لها أثر وبقي الإمام (عليه السلام) وحده قد احتل قمّة المجد فها هو رائد الإنسانية الأول وقائدها الأعلى وإذا بحكمه القصير الأمد يصبح طغراءً في حكام هذا الشرق وإذا الوثائق الرسمية التي أثرت عنه تصبح مناراً لكل حكم صالح يستهدف تحقيق القضايا المصيرية للشعوب وإذا بحكم معاوية أصبح رمزاً للخيانة والعمالة ورمزاً لاضطهاد الشعوب واحتقارها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|