أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-6-2022
1768
التاريخ: 6-4-2016
3213
التاريخ: 30-3-2016
3249
التاريخ: 5-4-2016
3000
|
أروى بنت الحارث بن عبد المطلب من سيدات نساء المسلمين فى اقدامها وشجاعتها وحسن منطقها قد عرفت بالولاء والحب لأمير المؤمنين (عليه السلام) وفدت على معاوية فوجهت له سهاما من القول وعرضت في كلامها عن محنة أهل البيت (عليه السلام) وما لاقوه بعد النبي (صلى الله عليه واله) من المحن والبلاء وهذا نص كلامها : أنت يا ابن أخي لقد كفرت بالنعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الإسلام ولقد كفرتم بما جاء به محمد (صلى الله عليه واله) فأتعس الله منكم الجدود وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق الى أهله وكانت كلمة الله هي العليا ونبينا محمد (صلى الله عليه واله) هو المنصور على من ناوأه ولو كره المشركون فكنا أهل البيت أعظم الناس فى الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه (صلى الله عليه واله) مغفورا ذنبه مرفوعا درجته شريفا عند الله مرضيا فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول : يا ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ولم يجمع بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) لنا شمل ولم يسهل لنا وعر وغايتنا الجنة وغايتكم النار .
وكان ابن العاص حاضرا فلسعه كلامها فاندفع قائلا : أيتها العجوز الضالة أقصري من قولك وغضي من طرفك .
فقات : ومن أنت لا أم لك؟
قال : عمرو بن العاص.
قالت : يا ابن اللخناء النابغة أتكلمني؟!! أربع على ضلعك وأعن بشأن نفسك فو الله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ولقد ادعاك ستة من قريش كل واحد يزعم أنه أبوك ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر فأتم بهم فانك بهم أشبه.
والتفت لها مروان بن الحكم فقال لها : أيتها العجوز الضالة ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فلا تجوز شهادتك .
فانبرت إليه قائلة : يا بني أتتكلم؟ فو الله لأنت الى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم وإنك لتشبهه فى زرقة عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته ولقد رأيت الحكم ماد القامة ظاهر الأمة سبط الشعر وما بينكما من قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب ؛ فاسأل أمك عما ذكرت لك فانها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت .
ثم التفتت الى معاوية فقالت له : والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك هند القائلة فى يوم أحد في قتل حمزة رحمة الله عليه :
نحن جزيناكم بيوم بدر والحرب يوم الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر أبي وعمي وأخي وصهري
شفيت وحشي غليل صدري شفيت نفسي وقضيت نذري
فأجبتها :
يا بنت رقاع عظيم الكفر خزيت فى بدر وغير بدر
صبحك الله قبيل الفجر بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري حمزة ليثي وعلي صقري
فثار معاوية والتفت الى ابن العاص ومروان قائلا : ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره .
ثم التفت إليها فقال لها : يا عمة اقصدي حاجتك ودعي عنك أساطير النساء .
قالت : تأمر لي بألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار.
فقال : ما تصنعين بألفي دينار؟
قالت : أشتري بها عينا خرخاره في أرض خوارة تكون لولد الحارث ابن عبد المطلب.
فقال : نعم الموضع وضعتها فما تصنعين بألفي دينار؟
قالت : أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم.
قال : نعم الموضع وضعتها فما تصنعين بألفي دينار؟
قالت : أستعين بها على عسر المدينة وزيارة بيت الله الحرام.
فقال : نعم الموضع وضعتها هي لك نعم وكرامة.
ثم التفت إليها بعد هذا العطاء الجزيل ليرى مدى اخلاصها لأمير المؤمنين قائلا : أما والله لو كان علي ما أمر لك بها!!
فقالت : صدقت إن عليا أدى الأمانة وعمل بأمر الله وأخذ به وأنت ضيعت أمانتك وخنت الله فى ماله فأعطيت مال الله من لا يستحقه وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبيّنها فلم تأخذ بها ودعانا علي الى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا فشغل بحربك عن وضع الأمور في مواضعها وما سألتك من مالك شيئا فتمن به إنما سألتك من حقنا ولا نرى أخذ شيء غير حقنا أتذكر عليا فضّ الله فاك وأجاهد بلاءك؟.
ثم بكت وقالت راثيه لأمير المؤمنين :
ألا يا عين ويحك أسعدينا ألا وابكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا وفارسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال أو احتذاها ومن قرأ المثاني والمئينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين رأيت البدر راع الناظرينا
أمر لها معاوية بستة آلاف دينار فأخذتها وانصرفت وقد أراد معاوية بتكريمه لها استمالة قلبها وصرفها عن حب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد خاب سعيه فان من طبع على حب أمير المؤمنين والإخلاص إليه كيف يغيره المال؟ وتقلب عقيدته المادة وقد فاهت بهذا الشعور الطيب كريمة أبي الأسود الدؤلي فقد بعث معاوية حلوى هدية الى أبيها ليستميله عن حب أمير المؤمنين (عليه السلام) فتناولت ابنته قطعة من تلك الحلوى ووضعتها في فيها فقال لها أبوها :
يا بنتي القيها فانها سم هذه حلواء أرسلها إلينا معاوية ليخدعنا عن أمير المؤمنين ويردنا عن محبة أهل البيت!! فلما سمعت بذلك انبرت الى أبيها تعرب له عن شعورها الطيب وعن مدى حبها لأمير المؤمنين قائلة : قبحه الله يخدعنا عن السيد المطهر بالشهد المزعفر تبا لمرسله وآكله!! ثم قاءت ما أكلته وأنشأت تقول :
أبا لشهد المزعفر يا ابن هند نبيع عليك أحسابا ودينا
معاذ الله كيف يكون هذا ومولانا أمير المؤمنينا
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|