المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الارتشاء
8-7-2020
ابن معتوق الواعظ الواسطي
26-1-2016
المهادنة
25-9-2018
الاضطرابات الانفصالية / اضطراب التجوال الإنفصالي
2023-03-28
عبد الرحمن بن غَنم
19-8-2016
SYNTHESIS GAS
7-8-2017


[مكارم الاخلاق في موعظة الامام السجاد]  
  
4405   03:15 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص93-94.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

حث الإمام (عليه السلام) على الصبر قال: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له .

إن أعظم ما يتسلح به الانسان أمام الأحداث و الخطوب التي تداهمه هو التذرع بالصبر و إلجاء الأمور إلى اللّه تعالى و الرضا بما قسم فإن ذلك جوهر الإيمان.

و تحدث الإمام (عليه السلام) عن الصفات الشريفة التي يتصف بها المؤمن قال: من اخلاق المؤمن الانفاق على قدر الاقتار  و التوسعة على قدر التوسع و انصاف الناس و ابتداؤه إياهم بالسلام عليهم .

إن من أخلاق المؤمن التوازن في حياته الاقتصادية فلا يسرف عند الاقتار و يتوسع عند السعة كما أن أخلاق المؤمن انصافه للناس حتى من نفسه فإن ذلك دليل على ورعه و من أخلاقه ابتداؤه بالسلام على الناس فإنه ينم عن حسن اخلاقه و عدم تكبره و استعلائه.

سئل الإمام (عليه السلام) عن العصبية التي هي من أخلاق الجاهلية فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه من خيار قوم آخرين و ليس من العصبية أن يحب الرجل قومه و لكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم.

لقد حدد الإمام (عليه السلام) العصبية الرعناء التي يأثم عليها صاحبها بهذا التحديد الرائع و هو أن يرى الرجل شرار قومه و مجروميهم من خيار الناس و صلحائهم و أن يعينهم على الظلم و البغي و الاعتداء فإن في ذلك تنكرا للحق و سحقا للقيم أما حب الانسان لقومه فإنه ليس من العصبية في شي‏ء.

و كان الإمام (عليه السلام) يحذّر ابناءه من الكذب و يقول لهم: اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير في كل جد و هزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير أما علمتم أن رسول اللّه (صلى الله عليه واله) قال: ما يزال‏ العبد يصدق حتى يكتبه اللّه صديقا و ما يزال العبد يكذب حتى يكتبه اللّه كذابا .

لقد حذر الإمام (عليه السلام) من الكذب في كل شي‏ء لأنه من أفحش الجرائم و أكثرها مقتا عند اللّه كما أمر بالتحلي بالصدق لأنه مصدر لكل فضيلة و عنوان لكل شرف و كرامة.

و دعا الإمام (عليه السلام) أصحابه إلى التثبت في القول و أن يكونوا على علم مما يقولونه خيرا كان أو شرا قال: لا يقول رجل: في رجل من الخير ما لا يعلم إلا أو شك أن يقال فيه من الشر ما لا يعلم .

حث الإمام (عليه السلام) أصحابه على التحلي بالعفة و اعتبرها من أفضل أنواع العبادة قال: إن أفضل العبادة عفة البطن و الفرج .

أما القناعة فإنها من أسمى الصفات الانسانية فإذا تحلى الانسان بها فقد استراح من هموم الدنيا قال (عليه السلام) فيها: من قنع بما قسم اللّه فهو من أغنى الناس .

إن القناعة كنز لا يفنى فمن قنع بما قسم اللّه فهو من أثرى الناس و أغناهم و من أعظمهم راحة و أقلهم هما .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.