المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الترويج
10-9-2016
ابتداء الخلق في الجنة
1-07-2015
Monophthongs and diphthongs MOUTH
2024-05-03
التمتع بالولد بعد الموت
5-2-2018
العلاقة بين الإدارة العامة وعلـم الاجتماع وعلـم النفـس
7-9-2021
عود إلى النقل عن المطمح
29/11/2022


الامام زين العابدين في مقره الاخير  
  
3249   04:14 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص423-424.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام) /

ثقل حال الإمام و اشتد به المرض و أخذ يعاني آلاما مرهقة فقد تفاعل السم مع جميع أجزاء بدنه و أخبر الإمام أهله أنه في غلس الليل البهيم سوف ينتقل إلى الفردوس الأعلى و أغمي عليه ثلاث مرات : فلما أفاق قرأ سورة الفاتحة و سورة إنا فتحنا ثم قال (عليه السلام) : الحمد للّه الذي صدقنا وعده و أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين‏ , و ارتفعت روحه العظيمة إلى خالقها كما ترتفع أرواح الأنبياء و المرسلين تحفها بأجلال و اكبار ملائكة اللّه و الطاف اللّه و تحياته.

لقد سمت تلك الروح العظيمة إلى خالقها بعد أن أضاءت آفاق هذه الدنيا بعلومها و عبادتها و تجردها من كل نزعة من نزعات الهوى.

و قام الإمام أبو جعفر الباقر بتجهيز جثمان أبيه فغسل جسده الطاهر و قد رأى الناس مواضع سجوده كأنها مبارك الإبل من كثرة سجوده للّه تعالى و نظروا إلى عاتقه كأنه مبارك الإبل فسألوا الباقر عن ذلك فقال أنه من أثر الجراب الذي كان يحمله على عاتقه و يضع فيه الطعام و يوزعه على الفقراء و المحرومين‏ و بعد الفراغ من غسله أدرجه في أكفانه و صلى عليه الصلاة المكتوبة.

جرى للإمام تشييع حافل لم تشهد يثرب له نظيرا فقد شيعه البر و الفاجر و التفت الجماهير حول النعش العظيم و الهين جازعين في بكاء و خشوع و احساس عميق بالخسارة الكبرى فقد فقدوا بموته الخير الكثير و فقدوا تلك الروحانية التي لم يخلق لها مثيل لقد عقلت الالسنة و طاشت العقول بموت الإمام فازدحم أهالي يثرب على الجثمان المقدس فالسعيد من يحظى بحمله و من الغريب أن سعيد بن المسيب أحد الفقهاء السبعة في المدينة لم يفز بتشييع الإمام و الصلاة عليه و قد أنكر عليه ذلك حشرم مولى أشجع فأجابه سعيد : أصلي ركعتين في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح‏ و هو اعتذار مهلهل فإن حضور تشييع جنازة الإمام (عليه السلام) الذي يحمل هدي الأنبياء من افضل الطاعات و أحبها عند اللّه تعالى.

و جي‏ء بالجثمان الطاهر وسط هالة من التكبير و التحميد إلى بقيع الغرقد فحفروا له قبرا بجوار قبر عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و أنزل الإمام الباقر (عليه السلام) جثمان أبيه فواراه في مقره الأخير و قد وارى معه العلم و البر و التقوى و وارى معه روحانية الأنبياء و المتقين.

و بعد الفراغ من دفنه هرع الناس نحو الإمام الباقر و هم يرفعون إليه تعازيهم الحارة و يشاركونه في لوعته و اساه و الإمام مع اخوته و سائر بني هاشم يشكرونهم على مشاركتهم في الخطب الفادح الجلل و المصاب العظيم!.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.