المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

أساليب شائعة الاستخدام في مجال التسويق المباشر
8/9/2022
اثر الظروف على المساهمين في الجريمة
22-3-2016
حق اللسان
31-3-2016
لماذا خفيت ليلة القدر؟
26-11-2014
أسباب صعوبة تعريف الخبر الصحفي
29-12-2022
ألم الفراق أصعب
30-9-2019


من دلائل امامته  
  
3709   04:33 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ج‏1،ص120-123.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3467
التاريخ: 15-04-2015 3507
التاريخ: 11-4-2016 3180
التاريخ: 11/10/2022 1635

كان من دلائل إمامته اخباره بوقوع بعض الأحداث في المستقبل و قد تحققت بعد عشرات السنين كما أخبر عنها و تعتبر هذه الظاهرة من دلائل الإمامة فإن الاخبار عن المغيبات من مكنونات علم اللّه تعالى و لا يمنحها الا لأنبيائه و أوصيائهم و مما يدلل على ذلك أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أخبر عن كثير من الملاحم و قد تحققت كلها على مسرح الحياة فقد أخبر عن مصارع أهل النهروان و مصرع ذي الثديّة و أخبر عن زوال دولة بني أمية و اخبر عن كثير من الأحداث ما لو جمعت لكانت كتابا و قد تحقق كل ما أخبر عنه و هو القائل لأصحابه: سلوني قبل أن تفقدوني, فو الذي نفسي بيده لا تسألوني عن شي‏ء بينكم و بين الساعة إلا أخبرتكم به؛ و قال مرة لاصحابه: لو شئت لأخبرتكم بما يأتي و يكون من حوادث دهركم و نوائب زمانكم و بلاء أيامكم و غمرات ساعاتكم .

و علق الاستاذ عبد الفتاح عبد المقصود على ذلك بقوله : و لم يكن - أي الإمام- يرجم بظن و لا يستقرئ النجوم و لا يلتجئ للكهانة و هو يرى بعينه إلى ما وراء المعلوم المنظور ليأتيهم بشذرة من المجهول المستور إنما كان ينطق عن حق لا شبهة فيه لأنه كان عندئذ يطلعهم على بعض علم محمد (صلى الله عليه و آله) الذي اختصه به من دون الناس .

إن اللّه تعالى قد منح أئمة أهل البيت (عليهم السلام) طاقات مشرقة من العلوم و خصهم بمكنونات غيبه للتدليل على إمامتهم و قيادتهم الروحية و الزمنية لهذه الأمة و ممن خصه اللّه بهذه الفضيلة الإمام زين العابدين (عليه السلام) فقد اخبر عن كثير من الملاحم التي تحققت بعده و كان من بينها:

1- اخباره عن شهادة زيد: من الملاحم التي أخبر عنها الإمام (عليه السلام) أنه أخبر عن شهادة ولده الشهيد العظيم زيد فقد روى أبو حمزة الثمالي قال : كنت أزور علي بن الحسين في كل سنة مرة وقت الحج فأتيته سنة و كان على فخذه صبي فقام عنه و اصطدم بعتبة الباب فخرج منه دم فوثب إليه الإمام و جعل ينشف دمه و هو يقول له: إني اعيذك باللّه أن تكون المصلوب بالكناسة .

و بادر أبو حمزة قائلا: بأبي أنت و أمي أي كناسة؟ .

- كناسة الكوفة .

- جعلت فداك أ يكون ذلك؟ .

- أي و الذي بعث محمدا بالحق إن عشت بعدي لترين هذا الغلام في ناحية الكوفة مقتولا مدفونا منبوشا مصلوبا بالكناسة ثم ينزل فيحرق و يدق و يذرى في البر , و بهر أبو حمزة و راح يسأل عن اسم هذا الغلام قائلا : جعلت فداك ما اسم هذا الغلام؟ .

- زيد .

و تحقق كل ما أخبر به الإمام فلم تمض حفنة من السنين حتى ثار زيد الشهيد الذي هو من ألمع الثائرين الأحرار فقد ثار في وجه الطغيان الأموي مطالبا بتحقيق العدالة الإسلامية و تحقيق حقوق الإنسان فأجهزت عليه القوى الظالمة فأردته قتيلا و انبرى بعض انصاره فدفنه الا أن الحكومة الأموية اخرجته من قبره و صلبته في كناسة الكوفة و بقي أربع سنين مصلوبا على جذع و هو ينير للناس طريق الحرية و الشرف و الكرامة ثم انزلوه بعد ذلك و أحرقوه و ذروا قسما من رماده في ماء الفرات ليشربه الناس حسبما يقوله الأمويون.

لقد تحقق جميع ما أخبر به الإمام في شأن ولده العظيم و من المؤكد أن ذلك من علائم الإمامة و دلائلها.

2- إخباره عن حكومة عمر بن عبد العزيز: من الملاحم التي أخبر عنها الإمام (عليه السلام) أنه أخبر عن عمر بن عبد العزيز و انه سيلي أمور المسلمين و لا يلبث الا يسيرا حتى يموت‏ و تحقق ذلك فقد ولي عمر الخلافة و بقي زمنا يسيرا و وافاه الأجل المحتوم.

3- إخباره عن حكومة العباسيين:  أخبر (عليه السلام) عن حكومة العباسيين و قد استشف من وراء الغيب أن حكمهم يقوم على الظلم و الجور و على الفسق و الفساد و سيخرجون المسلمين عن دينهم و ستثور عليهم كوكبة من العلويين مطالبين بتحقيق العدل و الحق بين الناس و أنهم سينالون الشهادة على أيدي أولئك الطغاة و هذا نص حديثه : روى الإمام أبو جعفر عن أبيه أنه قال: أما أن في صلبه - أي صلب ابن عباس- وديعة ذرية لنار جهنم و سيخرجون أقواما من دين اللّه أفواجا و ستصبغ الأرض من فراخ آل محمد (صلى الله عليه و آله) تنهض تلك الفراخ في غير وقت و تطلب غير مدرك و يرابط الذين آمنوا و يصبرون حتى يحكم اللّه‏ .

لقد ثارت كوكبة من العلويين المجاهدين على طغاة بني العباس فقد رفع علم الثورة محمد و إبراهيم على المنصور الدوانيقي الذي هو اعتى ملك في تاريخ هذا الشرق و كذلك ثار الحسين بن علي صاحب واقعة فخ على الهادي العباسي و ثار غير هؤلاء من أبناء الرسول (صلى الله عليه و آله) و قد رفعوا راية الحرية و الكرامة مطالبين بحقوق المظلومين و المضطهدين و قد سقوا بدمائهم الزكية شجرة الإسلام التي جهد العباسيون الأقزام على قلعها.

هذه بعض الملاحم التي أخبر الإمام زين العابدين (عليه السلام) عن وقوعها و قد تحققت كما أخبر (عليه السلام) .

لقد منح اللّه زين العابدين العلم الذي لا يحد كما وهب آباءه و كان (عليه السلام) يكتم علومه و لا يذيعها بين الناس لئلا يفتتن به الجهال و قد اعلن ذلك بقوله:

إني لأكتم من علمي جواهره‏               كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا

يا رب جوهر علم لو أبوح به‏              لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا

و لاستحل رجال مسلمون دمي‏            يرون اقبح ما يأتونه حسنا

و قد تقدم في هذا أبو حسن‏               إلى الحسين و أوصى قبله الحسنا




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.