أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-10-2014
6089
التاريخ: 23-10-2014
5931
التاريخ: 25-11-2014
8375
التاريخ: 23-10-2014
7307
|
لم يبعثْنا على عقد هذا الفصل سوى أنّا وجدنا في كلمات بعض مَن تعوزُهم الحرّية في التفكير ، ويفضَّلون تقليد أسلافهم في الحقْد على أُمَّة كبيرة من المسلمين لا ذنب لهم ، سوى تمسّكهم بولاء آل بيت الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ؛ عمَلاً بوصيَّته (1) ، وإجابةً لدعوة القرآن الكريم (2) .
فقد وجَّهوا إلى الشيعة تُهَماً كثيرة إفكاً وزوراً هم منها بُراء ، منها : نسْبة مصحف خاصٍّ إليهم أطلقوا عليه اسم ( المصحف الشيعي ) (3) ، في حين أنَّ الشيعة أنفسهم لم يسمعوا بهكذا مصحف في جميع أدوار تاريخهم المجيد .
وقد واجه هذه النسبة بالإنكار الشديد جماعة من الباحثين المتأخّرين (4) ، ومن أهمّهم : جولد تسيهر الّذي عالج علاقة الشيعة الخاصّة بالنصّ القرآني الرسمي الموجود بأيدينا (5) .
واستيضاحاً لهذا الجانب ـ مدى صِلة الشيعة بالنصّ الموجود ـ نعرض ما يلي :
نحن إذا عرضنا تاريخ القرآن المجيد والأدوار التي مرّت عليه جيلاً بعد جيل ، وجدنا أنّ هذا النصّ الموجود بهذا الوضع الراهن هو صنيع جهود الشيعة بالذات ، وهم الذين سهروا على حِفْظه وضبْطه وإتقانه ، وعملوا في تحسينه وتشكيله وتطويره من جميل إلى أجمل في عمل مستمرّ ، فالحقيقة ـ إن كان هناك مصحف شيعي ـ تقضي بأن يُطلَق هذا الاسم على المصحف الموجود ، نسبة إلى أئمَّة الشيعة وقرّائهم وحفّاظهم وفنّانيهم عِبر التاريخ ، وإليك بإيجاز :
كان عليٌّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أوّل مَن أبدى فكرة جمْع القرآن بعد وفاة رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) مباشرة ، وإن كان جمْعه هو رُفض ، لكن فكرة الجمع أثّرت أثرها في نفس الوقت ، ولم يكن الاختلاف بين الجمْعَين في ذات القرآن .
وكانت المصاحف الرئيسية الّتي جُمع فيها القرآن كلّه على ذلك العهد ـ قبل توحيدها ـ هي : ما جمعه عبد الله بن مسعود ، وأُبيّ بن كعب ، وأبو الدرداء ، والمقداد ابن الأسود ، ممّن عُرفوا بالوَلاء الخاصّ للبيت النبويّ الرفيع ، ولم يكن سائر المصاحف بذلك الاعتبار ، وكانت صحف أبي بكر غير منتظمة بين دفَّتين .
وأوّل مَن جاء بفكرة توحيد المصاحف على عهد عثمان هو : حذيفة بن اليمان في قصّة سلَفَت ، وكان أُبَي بن كعب هو الذي تصدّى إملاء القرآن على لجْنة استنساخ المصاحف الموحَّدة ، وكانوا يراجعونه فيما أشكل عليهم من ثبْت الكلمات .
وكان تشكيل المصحف وتنقيطه على يد أبي الأسود الدؤلي وتلميذيه : نصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وأوّل مَن تنوّق في كتابة المصحف وتجويد خطِّه هو : خالد بن أبي الهياج صاحب علي ( عليه السلام ) ، ثمَّ كان ضبط الحرَكات على الشكل الحاضر على يد الأستاذ الكبير خليل بن أحمد الفراهيدي ، وكان هو أوّل مَن وضَع الهمْز والتشديد والرَوم والإشمام .
* * *
أمّا القراءات : فإنّ الشيعة هم الّذين درسوا أصولها وأحكموا قواعدها ، وأبدعوا في فنونها وأطوارها في أمانة وإخلاص .
كان أربعة ـ إن لم نقل ستَّة ـ من القرّاء السبعة شيعة ، فضلاً عن غيرهم من أئمةٍ قرّاءٍ كِبار : كابن مسعود ، وأُبي بن كعب ، وأبي الدرداء ، والمقداد ، وابن عبّاس ، وأبي الأسود ، وعلقمة ، وابن السائب ، والسلمي ، وزرِّ بن حبيش ، وسعيد بن جبير ، ونصر بن عاصم ، ويحيى بن يعمر ، وعاصم بن أبي النجود ، وحمران بن أعين ، وأبان بن تغلب ، والأعمش ، وأبي عمرو بن العلاء ، وحمزة ، والكسائي ، وابن عيّاش ، وحفص بن سليمان ، ونظرائهم من أئمَّة كبار ، هم رؤوس في القراءة والإقراء في الأمصار والأعصار .
* * *
أمّا القراءة الحاضرة ـ قراءة حفْص ـ فهي قراءة شيعيَّة خالصة ، رواها حفْص وهو من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) (6) عن شيخه عاصم ، وهو من أعيان شيعة الكوفة الأعلام (7) عن شيخه السلمي (8) ـ وكان من خواصّ علي ( عليه السلام ) ـ عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) عن الله عزَّ وجلّ .
________________________
(1) كما في حديث الثقلَين ، وحديث السفينة وغيرهما .
(2) كما في قوله تعالى : ( قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى : 23 .
(3) راجع القرآن وعلومه في مِصر للدكتور عبد الله خورشيد : ص81 ، فإنّه عالج ما بين الشيعة وهذه النسبة من صِلة ، وفنّدها على أساسٍ تاريخي .
(4) راجع تاريخ آداب العرب لمصطفى صادق الرافعي : ج2 ، ص15 ـ 16 ، ومقدّمة حياة محمد لموير : ص 35 ـ 36 ، وتاريخ المساجد الأثرية لحسن عبد الوهاب : ص92 ، وهامش فضائل القرآن لابن كثير بقلم رشيد رضا : ص48 ، رقم 2 و3 .
(5) راجع مذاهب التفسير لجولد تسيهر : ص293 .
(6) ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال : أُسند عنه . ( راجع الرجال : ص 176 ) .
(7) ذكره مؤلّف نقض الفضائح شيخ ابن شهرآشوب وأبي الفتوح الرازي . ( راجع التأسيس للصدر : ص346 ، والمجالس للقاضي : ج1 ، ص548 ) .
(8) ذكره ابن قتيبة في أصحاب علي ( عليه السلام ) ، وممَّن حمَل عنه الفقه . ( راجع المعارف : ص230 ) ، وعدّه البرقي في رجاله من خواص الإمام ( عليه السلام ) من مُضَر . ( راجع التأسيس : ص342 ) .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|