أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2019
1938
التاريخ: 13-4-2019
3182
التاريخ: 20-3-2016
3686
التاريخ: 2024-08-09
333
|
استبانت التيارات الحزبية للرسول (صلّى الله عليه وآله) وأيقن أنّها جادّة في مخططاتها الرامية لصرف الخلافة عن أهل البيت (عليهم السّلام) فرأى أنّ خير وسيلة يتدارك بها الموقف أن يبعث بجميع أصحابه لغزو الروم ؛ حتّى تخلو عاصمته منهم ليتمّ الأمر إلى ولي عهده الإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) بسهولة ويسر فأمر أعلام المهاجرين والأنصار بذلك وكان منهم ـفيما يقول المؤرّخون ـ أبو بكر وعمر وأبو عبيدة الجراح وبشير بن سعد وأمّر عليهم اُسامة بن زيد وهو شاب حدث السّن وكانت هذه البعثة سنة إحدى عشرة للهجرة لأربع ليال بقين من صفر ؛ وقال (صلّى الله عليه وآله) لأسامة : سر إلى موضع قتل أبيك فاوطئهم الخيل فقد وليّتك هذا الجيش ؛ فاغز صباحاً على أهل اُبْنى وحرّق عليهم وأسرع السير لتسبق الأخبار فإن أظفرك الله عليهم فأقلل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاّء وقدّم العيون والطلائع معك ؛ وفي اليوم التاسع والعشرين من صفر رأى جيشه قد مُني بالتمرّد فلم يلتحق أعلام الصحابة بوحداتهم العسكرية فساءه ذلك وخرج مع ما به من المرض الشديد فحثّهم على المسير وعقد بنفسه اللواء لأسامة وقال له : اغزُ بسم الله وفي سبيل الله وقاتل مَن كفر بالله. فخرج اُسامة بلوائه معقوداً ودفعه إلى بريدة وعسكر بـ الجرف وتثاقل فريق من الصحابة من الالتحاق بالمعسكر وأظهر الطعن والاستخفاف بالقائد العام للجيش يقول له عمر : مات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأنت عليّ أمير؟!
وانتهت كلماته إلى النبي (صلّى الله عليه وآله) وقد ازدادت به الحمّى وأخذ منه الصداع القاسي مبلغاً عظيماً فغضب (صلّى الله عليه وآله) وخرج وهو معصب الرأس قد دثّر بقطيفته وقد برح به الأسى والحزن فصعد المنبر وأظهر سخطه على عدم تنفيذ أوامره قائلاً : أيها الناس ما مقالة بلغتني عن بعضكم في تأميري اُسامة! ولئن طعنتم في تأميري اُسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ؛ وايم الله إنه كان لخليقاً بالإمارة وإنّ ابنه من بعده لخليق بها ؛ ثمّ نزل عن المنبر ودخل بيته وجعل يوصي أصحابه بالالتحاق بأسامة وهو يقول لهم : جهّزوا جيش اُسامة ؛ نفذوا جيش اُسامة ؛ لعن الله مَن تخلّف عن جيش اُسامة.
ومن المؤسف أنّه لم تثِر هذه الأوامر المشددة حفائظ نفوسهم ولم يرهف عزائمهم هذا الاهتمام البالغ من النبي (صلّى الله عليه وآله) فقد تثاقلوا عن الالتحاق بالجيش واعتذروا للرسول (صلّى الله عليه وآله) بشتّى المعاذير وهو لم يمنحهم العذر وإنّما أظهر لهم السخط وعدم الرضى .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|