أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
2267
التاريخ: 27-04-2015
2768
التاريخ: 26-04-2015
1853
التاريخ: 17-10-2014
1180
|
ذكر ابن هشام (1) وغير واللفظ لابن هشام في خبر تحير الوليد بن المغيرة فيما يصف به القرآن وقال : اجتمع إليه نفر من قريش ، وكان ذا سن فيهم ، وقد حضر الموسم ، فقال لهم : يا معشر قريش ، انّه قد حضر هذا الموسم ، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه ، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا ، فاجمعوا فيه رأياً واحداً ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضاً ، ويرد قولكم بعضه بعضاً.
قالوا : فأنت يا أبا عبد شمس ، فقل وأقم لنا راياً نقل به؛ قال بل أنتم فقولوا أسمع؛ قالوا : نقول كاهن؛ قال لا واللّه ما هو بكاهن ، لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة (2) الكاهن ولا سجعه؛ قالوا : فنقول : مجنون؛ قال : ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون وعرفناه ، فما هو بخنقه ولا تخلجه ولا وسوسته ؛ قالوا : فنقول : شاعر؛ قال : ما هو بشاعر : لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضة ومبسوطة ، فما هو بالشعر؛ قالوا : فنقول : ساحر؛ قال : ما هو بساحر ، لقد رأينا السحار وسحرهم ، فما هو بنفثهم ولا عقدهم (3).
قالوا : فما نقول يا أبا عبد شمس ؟
قال : واللّه إنّ لقوله لحلاوةٌ ، وان أصله لعذق (4) ـ وإن فرعه لجناة ـ قال ابن هشام : ويقال لغَدَق (5) وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنّه باطل ، وإن أقرب القول فيه لان تقولوا ساحر ، جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه ، وبين المرء وأخيه ، وبين المرء وزوجته ، وبين المرء وعشيرته. فتفرقوا عنه بذلك ، فجعلوا يجلسون بسُبُل الناس حين قدموا الموسم ، لا يمرّ بهم أحدٌ إلاّ حذروه إيّاه ، وذكروا لهم أمره فأنزل اللّه ـ تعالى ـ في الوليد بن المغيرة وفي ذلك من قوله :
{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } [المدثر : 11 - 26]
قريش تقترح حلاّ ً وسطا بينهم وبين الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)
ومرّة أخرى اقترحت حلاً وسطاً بينهم وبين الرسول في عبادة الالهة كما رواه المفسرون وفي تفسير (سورة الكافرون) وابن هشام في السيرة واللفظ لابن هشام.
قال : الاسود بن المطلب والوليد بن المغيرة واميّة بن خلف والعاص بن وائل السهمي اعترضوا رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) وهو يطوف بالكعبة وكانوا ذوي اسنان في قومهم ، فقالوا : يا محمد هلم ، فلنعبد ما تعبد ، وتعبد ما نعبد ، فنشترك نحن وأنت في الامر فان كان الّذي تعبد خيراً مما نعبد ، كنا قد أخذنا بحظنا منه ، وان كان ما نعبد خيراً مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه فأنزل اللّه في ردّ اقتراحهم الجاهلي (6).
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قُلْ يَا أَيُّها الْكَافِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ * وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) [الكافرون : 1-6] .
______________________
1- سيرة ابن هشام 1/283-284 ، وابن اسحاق ص 131-132.
2- الزمزمة : الكلام الخفي الذي لا يسمع .
3- إشارة إلى ما كان يفعل الساحر بأن يعقد خيطاً ثمّ ينفث فيه. ومنه قوله تعالى (ومن شر النّفاثات في العقد) ، يعني الساحرات.
4- العذق (بالفتح) : النخلة يشبهه بالنخلة الّتي ثبت أصلها وقوي وطاب فرعها إذا جنى.
5- الغدق : الماء الكثير ، ومنه يقال : غيدق الرجل : إذا كثر بصاقه. وكان أحد أجداد النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يسمى الغيدق ، لكثرة عطائه.
6- تفسير السورة في التفاسير واللفظ لابن هشام في السيرة 1 / 386.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|