أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
2440
التاريخ: 29-12-2015
2775
التاريخ: 6-9-2016
2273
التاريخ: 28-12-2015
2737
|
هو الأمير يغمر (1) بن عيسى: ابن العكبريّ من مولّدي الأتراك في دمشق و من أمرائها المعروفين، مات في عنفوان شبابه سنة 509 أو 508 ه.
كان يغمر بن عيسى أميرا شجاعا و أديبا بارعا في النثر و النظم مع شيء من الضّعف و من التكلّف لأوجه البلاغة. و هو مصنّف ترك لنا رسالة جارى فيها أسلوب المقامات في مادّتها و سياقها و في أسلوبها. و قد وصف عماد الدين الأصفهانيّ هذه الرسالة فقال (2): «وجدت رسالة له بخطّه ذكر فيها ما يتضمّن معاشرة الإخوان و تعب الزمان و الحثّ على اغتنام الفرص و وصف الصيد و القنص و شرب المدام و تقلّب الأيّام. و (قد) نقّحناها و صحّحناها، و حذفنا منها و أوضحناها، و كلّلناها و رصّعناها (3). (ثمّ) أوردنا منها ما وقع الاختيار عليه نظما و نثرا، و أحيينا له بإيرادها ذكرا» .
مختارات من آثاره:
- أثبت العماد الأصفهانيّ في الخريدة رسالة ليغمر بن عيسى جاء فيها في وصف الدنيا و في محاولة التغلّب على شقائها بشرب الخمر:
دار سوء فما تقيم على حا... لٍ ولا تستقيم في الأفعال
طبعها اللؤم و الخلابة و الحقـ...ـد و نقض العهود و الأحوال (4)
و انتزاع الغنى بنازلة الفقـ...ـر و حلو النعما بمرّ السؤال (5)
فالأريب اللبيب يستنفد الدنيا... و أعراضها ببذل النوال (6)
فليس للمقيم فيها مقام، و لا للمنتقم من صرفها انتقام (7) ، إلاّ بمداومة الصهباء في الإصباح و الإمساء، لصرف الهمّ عن قلبه بصرف الراح (8) و جعل قدحه الكبير مع الأقداح و مبادرة دنّه و خمّاره و مراوحة عوده و مزماره (9) .
و لقد استنفدت كلّ المجهود في بلوغ المقصود فرأيت تحصيل الجار قبل الدار و الرفيق قبل الطريق، اذ لا سبيل الى جمع المسرّة الاّ بالمصافي من الإخوان (10) ، و لا في دفع المضرّة الاّ بالكافي من الأعوان (11) . و فتح اللّه لي بسادة امراء و قادة كبراء يجزون عن الإساءة بالإحسان و يقابلون الذنب بالغفران: إن قطعوا وصلوا، و ان خزن عنهم بذلوا، و ان فوضلوا فضلوا(12) . . . .
- و من هذه الرسالة نفسها في وصف الصيد:
فجرّ كلّ واحد منا كلبا و تفرّقنا كأنّنا نحاول نهبا. فطفقت الأرانب نافرات و الكلاب لهنّ كاسرات (13)، فحصلنا منهنّ على الفرج و النزه و نكّبنا عنهنّ و تركنا إلحاح الشره (14). و استدعينا البزاة و الشواهين و عرضناهنّ علينا أجمعين (15).
فاستدعى النقيب بالكلاّب (16)، فجيء بباز أصفر نقيّ، شاطر ذكيّ، طويل عريض أزرى بلونه على البيض (17)، نادر الأحداق طويل الساق قصير الجناح يسبق في الطيران عاصف الرياح، صحيح سمين، قويّ أمين لا يرجع عن كلّ ما يرسل عليه، و يسبق حمامه إليه (18) :
شهم غدا يزينه اصفراره... محمودة في صيده آثاره (19)
طائره لم ينجه فراره... و لم يوقّ نفسه قراره (20)
و لم يردّ فتكه حذاره (21)
___________________
1) يغمر من التركية (يغمور) : المطر.
2) الخريدة (الشام)1:354.
3) كللناها: جعلنا لها اكليلا (عصابة أو طوق يجعلان على الرأس) . رصع الصائغ السوار: نزل فيه قطعا من الجوهر و الخرز، الخ. -هذا يدل على أن العماد الاصفهاني قد صحح هذه الرسالة و نقحها بالزيادة و النقصان و بعض التبديل.
4) الخلابة: الخديعة برقيق الحديث. نقض الأحوال: تبديل الاحوال (الحسنة) .
5) كذا في الاصل. و في القاموس: النعماء (بفتح النون) و النعمى (بضمها) : الخفض و الدعة (العيش الناعم اللين) .
6) الاريب: العاقل. الأعراض: الاشياء المادية في الحياة. النوال: العطاء.
7) الصرف، صرف الدنيا أو صرف الدهر: النوائب و المصائب.
8) الصهباء: الحمراء (الخمر) . في الاصباح و الامساء (بكسر الهمزتين) : عند الدخول في الصباح و المساء، و (بفتح) الهمزتين: جمع صباح و مساء-في كل صباح و مساء. صرف الهم: إزالة الهم. صرف الراح (بكسر الصاد) : الراح (الخمر) الصرف (الخالصة) ، غير الممزوجة بماء.
9) الدن: وعاء كبير للخمر. الخمار: بائع الخمر. مبادرة دنه و خماره: السبق و التبكير الى شرب الخمر. مراوحة العود و المزمار: سماع هذا مرة و ذلك مرة.
10) المصافي من الاخوان: المخلص من الاصدقاء.
11) الكافي من الأعوان: الذي يعتمد عليه من الاتباع فيقوم بالأمر الموكول اليه قياما تاما.
12) ان فوضلوا فضلوا: اذا نافسهم أحد بالفضل (بالإفضال على الناس-بالعطاء) فضلوه (زادوا عليه فكانوا أفضل منه) .
13) طفقت الأرانب (بدأن) نافرات (تنفر، تخرج من أجحارها أو أماكن خبائها مسرعة) . كاسرات: تكسر عظام (الارانب) . الكاسر في القاموس تستعمل للطيور الجوارح.
14) فحصلنا. . . الشره: تفرجنا بهذا المنظر و نزهنا فيه أبصارنا (سررنا به) ثم اكتفينا بصيد قليل اذا نكبنا (ابتعدنا، تركنا) إلحاح الشره: المبالغة، الطمع في الرغبة في الصيد الكثير.
15) البزاة (جمع بازي) و الشواهين (جمع شاهين) نوع من الصقور يصطاد بها (الملموح أنهم كانوا يصطادون بالشاهين أيضا) .
16) النقيب: الحاجب: المتولي المحافظة على الاشياء و الرئاسة على الرجال. الكلاب: مروض الكلاب، المتولي الصيد بالكلاب.
17) أزرى فلان على فلان: عابه، أظهره في حالة سيئة ناقصة. -الملموح أن البزاة البيض خير البزاة للصيد، و أن هذا البازي الأصفر أفضل من البزاة البيض عموما.
18) لا يرجع عن كل ما يرسل عليه: يصطاد كل طير يرسل عليه. يسبق حمامه (موته) اليه: يصل اليه نذيرا بوصول الموت اليه.
19) الشهم في القاموس: الشجاع. يزينه اصفراره: لونه الاصفر يجعله جميلا جدا. محمودة في صيده آثاره: كثير الصيد.
20) الطائر. . . فراره: اذا فر الطائر منه فانه لا ينجو (لأن هذا البازي سريع جدا) ، و اذا قر هذا الطائر مختبئا في مكانه، فانه لا يخفى على هذا البازي (لأنه حاد البصر جدا) . وقاه: حفظه، دفع عنه الأذى.
21) و لم يرد. . . . : حذر هذا الطائر و احتياله للنجاة من هذا البازي لا ينفعه.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|