أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015
13980
التاريخ: 15-11-2015
4114
التاريخ: 29-1-2016
2785
التاريخ: 2-4-2022
2047
|
مقا- أفك : أصل واحد ، يدلّ على قلب الشيء وصرفه عن جهته. أفك الشيء وأفك الرجل : كذب ، والإفك الكذب. وأفكت الرجل عن الشيء : صرفته عنه- { أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا} [الأحقاف : 22]. والمؤتفكات : الرياح الّتي تختلف مهابّها.
مصبا- أفك يأفك من باب ضرب إفكا : كذب ، فهو أفوك وأفّاك ، وامرأة أفوك وأفّاكة. وأفكته : صرفته ، وكلّ امر صرف عن وجهه فقد افك.
صحا- الإفك : الكذب وكذلك الأفيكة والجمع الأفائك ، ورجل أفّاك : كذّاب. والأفك بالفتح مصدر أفكه يأفكه : قلبه وصرفه عن الشيء. وائتفكت البلدة بأهلها : انقلبت. والمؤتفكات : المدن الّتي قلبها اللّه تعالى على قوم لوط (عليه السلام). والمؤتفكات : الرياح تختلف مهابّها. والمأفوك : المأفون ، وهو الضعيف العقل والرأي.
مفر- الإفك : كلّ مصروف عن وجهه الّذى يحقّ أن يكون عليه ، ومنه قيل للرياح العادلة عن المهاب : مؤتفكة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو القلب والصرف عن وجهه. وبهذا الاعتبار يطلق على الكذب ، لانصرافه عن الحقّ والواقع. وكذلك إطلاقه على الرياح المنصرفة عن مهابّها ، والمدن الّتي انقلبت عن جريانها الطبيعيّة ، والعقل الّذى ينحرف عن كماله وصفائه.
{ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الجاثية : 7].
من يصرف الحقائق عن وجهها.
{بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} [الأحقاف : 28].
{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ } [الفرقان : 4].
{ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى} [سبأ : 43].
في هذه الآيات قد وصف الإفك بالافتراء ، وهو قريب من معنى الإفك- راجع الفرى.
{كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [غافر : 63].
{لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [العنكبوت : 61]... {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [فاطر : 3].
اى يصرفون ويقلبون.
{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [الذاريات : 9].
أي يُصرف عنه- وهو الحقّ والدين والوعد.
ففي جميع موارد استعمال هذه المادّة : يلاحظ مفهوم القلب والصرف عن وجهه الحقّ.
والمؤتفكات : هذه الكلمة مفردة قد ذكرت في آية واحدة ، وجمعا قد ذكرت في آيتين :
{ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} [التوبة : 70].
{وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً} [الحاقة : 9 ، 10].
{وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى (52) وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى (53) فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى} [النجم : 52 - 54].
في لسا- والائتفاك عند اهل العربيّة : الانقلاب ، كقريات قوم لوط الّتي ائتفكت بأهلها أي انقلبت. وقيل المؤتفكات المدن الّتي قلبها اللّه تعالى على قوم لوط عليه السّلام.
أقول : فالمؤتفك : من أخذ الافك طريقة له والآخذ به ، ونتيجة هذا هي الانصراف عن الحقّ وقلب الحقّ الى الباطل. وتأنيث الكلمة باعتبار النفس أو البلدة أو الملّة.
فهذه الكلمة أمّا صفة للنفوس- أي النفوس المنصرفة أو الملل العادلة عن الحقّ والمنقلبة عن مجارى الفطرة الاصليّة الّتي خلقها اللّه تعالى عليها. أو صفة للمدن والبلاد المنقلبة بالبلاء والهلاك والخسف والغرق وغيرها ، أو البلاد المنقلبة الى الفساد والباطل والكفر والطغيان باعتبار أهلها.
ثمّ إنّ مدن لوط من المصاديق الواضحة لهذه الكلمة ، سواء أريد بها النفوس أو أريد بها البلاد ، لانحرافهم الكامل عن الفطرة السليمة.
{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا} [هود : 82].
هذه الآية باعتبار مدينتهم.
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [العنكبوت : 28] {أَ إِنَّكُمْ {لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت : 29] وهذه باعتبار النفوس وأصحاب لوط المنحرفين عن الحقيقة.
وفي المراصد- المؤتفكة : قيل كان بقرب سلميّة بالشام مدينة تدعى المؤتفكة ، انقلبت بأهلها فلم يسلم منها إلّا مائة نفس خرجوا منها فبنوا لهم مائة بيت ، فسميّت حوزتهم الّتي بنوافيها منازلهم سلم مائية ، فقال الناس سلميّة ، وقد جاء عن علىّ (عليه السلام) إنّه قال في ذمّ البصرة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى اللّه الرابعة ، وهذا يدلّ على أنّ الائتفاك الانقلاب ، وقيل إنّ المراد بالمؤتفكة مدائن قوم لوط. وهذا الكلام يدلّ على أنّ هذه الكلمة صفة لا اسم علم ، فانّ اسم مدينة قوم لوط هو سدوم- كما في التوراة وكتب التاريخ.
التكوين 19- وإذ أشرقت الشمس على الأرض دخل لوط إلى صوغر ، فأمطر الربّ على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الربّ من السماء ، وقلب تلك المدن وكلّ الدائرة.
ولا يبعد أن يكون المراد من المؤتفكات في الآيات السابقة : هي المدن والقرى المنقلبة خاصّه ، فانّها ذكرت في مقابل النفوس المتحولّة والأقوام المرتدّة- {الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ} [التوبة : 70] {وَالْمُؤْتَفِكَاتُ} [الحاقة : 9] ، {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} [النجم : 50] ، {وَالْمُؤْتَفِكَةَ} [النجم : 53] {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ } [الحاقة : 9].
______________
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|