المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Minimum Vertex Cover
26-4-2022
شروط دعوى الإلغاء
2024-04-13
تفسير «آلاء الرحمن في تفسير القرآن»
29-04-2015
تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية- المياه والصرف الصحي
30-8-2021
احجام المدن
8-1-2023
process (n.) 
2023-11-02


ابن تغْري بَرْدي  
  
4344   08:41 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص864-867
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن عبد اللّه تغري بردي الظاهريّ الجويني، كان أبوه مملوكا روميّا (من بلاد الروم: آسية الصغرى) ، أي تركيّا، جعله مولاه السلطان الملك الظاهر برقوق (784-801 ه‍) واليا على حلب و دمشق (807-809 ه‍) ؛ و كانت وفاته سنة 815 ه‍ في دمشق.

ولد جمال الدين يوسف ابن تغري بردي في القاهرة، في شوّال من سنة 813 ه‍ (شباط - فبراير 1411 م) و نشأ لطيما (يتيم الابوين) .

درس ابن تغري بردي على المقريزي و اشتغل بالفقه على بدر الدين محمود ابن أحمد العينيّ (ت 855 ه‍) ، و قرأ شرح ألفية (ابن مالك) لابن عقيل على أحمد بن محمّد الشمنّي (ت 872 ه‍) و لازمه، كما درس فروعا من علوم مختلفة كالمنطق و الفلك و الطبّ. و قضى ابن تغري بردي معظم حياته متّصلا ببلاط المماليك. و قد حجّ سنة 863 ه‍ (1459 م) . و كانت وفاته في القاهرة في خامس ذي الحجّة من سنة 874 ه‍ (8/5/1470 م) .

ابن تغري بردي من كبار المؤرّخين في عصر المماليك له عدد من الكتب في التاريخ أو في التراجم خاصّة. أشهر هذه الكتب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة، و هو تاريخ لمصر منذ الفتح الاسلاميّ الى سنة 857 ه‍ (1454 م) مرتّب على السنين و في آخر كلّ سنة ذكر للذين توفّوا فيها مع اهتمام بتسجيل زيادات النيل و نقصانه و مع الاشارة أحيانا الى أحوال تجري في البلاد المجاورة لمصر-المنهل الصافي و المستوفى بعد الوافي «جعله معجما لمشاهير الرجال منذ سنة 650 ه‍ الى أواخر أيامه هو ليكون ذيلا و تتمّة لكتاب الوافي بالوفيات للصفدي - مورد اللطافة في من ولي السلطنة و الخلافة - حوادث الدهور في مدى الأيام و الشهور (ذيل لكتاب «السلوك» للمقريزي) -البحر الزاخر في علم الأوائل و الأواخر (في التاريخ) - حلية الصفات في الاسماء و الصناعات (في الأدب) .

مختارات من آثاره:

- من مقدّمة «النجوم الزاهرة» :

. . . . و نشكره (تعالى) على أنّ أخّرنا على كلّ الأمم (1) - و هذا لعمري من أعظم الإحسان و أسبغ (2) النعم - لنعاين ممّن تقدّم آثارهم و نشاهد منازلهم و ديارهم و نسمع كما (3) وقعت و جرت أخبارهم. . . . .

و لم أقل كمقالة الغير إنّي مستدعى إلى ذلك من أمير أو سلطان، و لا مطّلب (4) به من الأصدقاء و الإخوان. بل ألّفته لنفسي. . . . ليكون لي في الوحدة جليسا و بين الجلساء مسامرا و أنيسا. و لا أنزّهه من خلل و إن حوى أحسن الخلال، و لا من زلل و ان طاب مورده الزلال (5). . . .

أمّا بعد، فلمّا كان لمصر ميّزه على كلّ بلد بخدمة الحرمين الشريفين (6)، أحببت أن أجعل تاريخا لملوكها مستوعبا من غير مين (7). فحملني ذلك على تأليف هذا الكتاب و إنشائه، و قمت بتصنيفه و أعبائه. و استفتحته بفتح مصر. . . و أجمع في ذلك أقوال من اختلف من المؤرّخين و أهل الأخبار (8). . . ليجمع الواقف عليه بين صحّة النقل و الدراية (9). . . . ثم أذكر من وليها من يوم فتحت و ما يقع في دولته من العجب. . . . و لا أقتصر على ذلك، بل أستطرد إلى ذكر ما بني فيها من المباني الزاهرة كالميادين و الجوامع و مقياس النيل (10) و عمارة القاهرة. . . . على أنّني أذكر من توفّي من الأعيان في دولة كلّ خليفة و سلطان بالاقتصار (11)، بعد فراغ ترجمة المقصود من الملوك مع ذكر بعض الحوادث في مدّة ولاية المذكور في أيّما قطر من الأقطار؛ و أبدأ فيه-بعد التعريف بأحوال مصر- بولاية عمرو بن العاص (12) في المملكة الإسلامية، ثمّ ملك بعد ملك كلّ واحد على حدته و ما وقع في أيامه الى الدولة الأشرفية الإينالية (13) ، و سمّيته «النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة» . . .

_______________________

1) أخرنا في الزمن، أتى بنا بعدهم و ملكنا أملاكهم.

2) أسبغ: أضفى، أوسع.

3) لعلها: كيف.

4) مستدعى: مدعو (قد دعاني أحد الى وضع هذا الكتاب) . مطلب: مطالب.

5) أنزهه: أبرئه من العيب (لا أدعي أنه لا خطأ فيه) . الخلل: النقص. الخلال جمع خلة (بفتح الخاء) : الخصلة (بفتح الخاء) ، العادة، الصفة. الزلل جمع زلة: العثرة، الخطأ. المورد: مكان الماء. الزلال: العذب، الحلو.

6) الحرمان الشريفان: مكة و المدينة (كان الخليفة أو الملك الكبير في الاسلام من واجباته الدفاع عن مكة و المدينة، و لذلك كان يقال له «حامي الحرمين الشريفين») .

7) مستوعب: جامع لكل شيء (لأكثر الأشياء) . المين: الكذب.

8) «من اختلف من» لا حاجة اليها.

9) النقل: الرواية عن السابقين. الدراية: المعرفة و التثبت.

10) مقياس النيل: جدار منصوب مدرج بخطوط لمعرفة مقدار ارتفاع مياه النيل في أيام الفيضان.

11) العين: الرجل الوجيه المشهور في قومه. الاقتصار: التعرض لجوانب معدودة من الاشياء (ترك التوسع في الأمور) .

12) عمرو بن العاص: أحد قواد العرب العظام و فاتح مصر و واليها في أيام عمر بن الخطاب و في أيام معاوية بن أبي سفيان.

13) الملك الأشرف أبو النصر سيف الدين اينال من ملوك دولة الجراكسة (المماليك البحرية) ، تولى الملك سنة 857 ه‍ و توفي سنة 865 ه‍.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.