المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02



ابن الخلّال  
  
2303   08:29 مساءاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص332-335
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1980
التاريخ: 28-12-2015 3617
التاريخ: 25-06-2015 2348
التاريخ: 30-12-2015 2158

هو أبو الحجّاج موفّق الدين يوسف بن محمّد بن الحسين المعروف بابن الخلاّل، تولّى ديوان الإنشاء في مصر للفاطميّين في أواخر أيام الحافظ (525-544 ه‍) ثمّ استمرّ طوال أيام الظافر (544-549 ه‍) و الفائز (549 -555 ه‍) إلى أواخر أيام العاضد (555-567 ه‍) .

و ضعف ابن الخلال في أواخر عمره فأشرك معه في ديوان الانشاء جلال الدين محمود الأنصاريّ و القاضي الفاضل. ثمّ زاد ضعفه و عمي فلزم بيته إلى أن توفّي في 23 من جمادى الآخرة من سنة 566 ه‍(30/3/1170 م) .

كان ابن الخلاّل كاتبا مترسّلا و شاعرا له غزل و وصف و رثاء. على أنّ شهرته إنّما هي في الكتابة، فقد كانت له قواعد (شخصية) في الترسّل يكتب كما يشاء، كما كان كثير الصناعة ربّما استغلّ عددا من اصطلاحات العلوم ليكسب صناعته قوّة و جدّة.

مختارات من آثاره:

- قال ابن الخلاّل يصف شمعة:

و صحيفة بيضاء تطلع في الدجى... صبحا و تشفي الناظرين بدائها؛

شابت ذوائبها أوان شبابها... و اسودّ مفرقها أوان فنائها (1)

كالعين في طبقاتها و دموعها... و سوادها و بياضها و ضيائها!

- و من غزله المملوء بالصناعة:

عذبت ليال بالعذيب خوالي... و حلت مواقف بالوصال حوالي (2)

و مضت لذاذات تقضّى ذكرها... تصبي الحليم و تستهيم السالي (3)

و جلت مورّدة الخدود فأوثقت... في الصبوة الخالي بحسن الخال (4)

قالوا: سراة بني هلال أصلها... صدقوا! كذاك البدر فرع هلال (5)

- كتب ابن الخلاّل سجلاّ (6) بولاية شاور الوزارة للمرّة الثانية (رجب 560 ه‍) :

. . . . . و بعد: فالحمد للّه مانح الرغائب و منيلها، و كاشف المصاعب و مزيلها، و مذلّ كلّ عصبة كلفت بالغدر و الشقاق و مذيلها (7) ! . . . . مطلع الشمس بعد المغيب، و متدارك الخطب-اذا أعضل (8) -بالفرج القريب، مبدع ما كان و ما يكون، و مسبّب الحركة و السكون، محسّن التدبير و مسهّل التعسير؛ قل: اَللّهُمَّ مالِكَ اَلْمُلْكِ تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَ تَنْزِعُ اَلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ اَلْخَيْرُ؛ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9).

(ثمّ يتوجّه بالكلام إلى شاور) :

و راقب اللّه في ما ألقاه إليك، فقد فوّض إليك مقاليد البسط و القبض (10)، و الرفع و الخفض، و الولاية و العزل و القطع و الوصل، . . . . و الإعزاز و الإذلال و الإساءة و الإجمال (11). . . . و كلّ ما تحدثه تصاريف الأيّام و تقتضيه مطالب الأنام فهو إليك مردود و فيما علق بنظرك معدود (12) .

و أما العدل و مدّ رواقه و إقامة مواسمه و أسواقه (13). . . . . و إظهار شعار الدين في إنصاف المتداعين إلى الشرع المتحاكمين، و الدعوة الهادية و فتح أبوابها للمستجيبين ، و إعزاز من يتمسّك بها من كافّة المؤمنين. . . . فكلّ ذلك

محرّر في تقليد وزارتك الأوّل (14) . . . . . .

____________________

1) تكون الفتيلة التي في قلب الشمعة بيضاء (جديدة، شائبة) حينما تكون الشمعة جديدة (كبيرة، شابة) ، ثم يسود مفرق الشمعة (تلك الفتيلة عند رأسها) حينما تحترق الفتيلة و تصغر الشمعة و تقارب أن تنتهي (تفنى) .

2) عذبت: أصبحت عذبة (حلوة) . العذيب: مكان في الحجاز (كناية عن بلد المحبوب، مكان الاجتماع به) . خوال: ماضية. حلت: عذبت. بالوصال (بالاجتماع بالمحبوب) . حوالي جمع حالية: مزينة.

3) تصبي: تدعو الى الصبا و الحب. الحليم: العاقل. تستهيم: تحمل على الهيام (بضم الهاء: الجنون في الحب) . السالي: الناسي، الغافل عن الحب (لاشتغاله بأمر مهم أو لصغر سنه، الخ) .

4) جلت: أظهرت، أبرزت. أوثقت: قيدت (أسرت بحبها) . في الصبوة: في الحب. الخالي (الذي لا حب في قلبه) و «الخالي» مفعول به من الفعل «أوثقت» . الخال: النقطة السوداء في الخد.

5) قالوا: هي من سراة (وجهاء) بني هلال (قبيلة عربية) . . . البدر (القمر ليلة تمامه) أيضا فرع من أصل هلال (القمر في أول ظهوره) .

6) السجل: المنشور أو المرسوم بتولية وزير الخ.

7) مانح (معطي) الرغائب (جمع رغيبة: العطاء الكثير) و منيلها (معطيها) عصبة: جماعة. كلفت: أصبحت مغرمة، متعلقة، محبة. مذيلها: مهينها.

8) أعضل الداء: صعب شفاؤه.

9) هذه آية من سورة آل عمران (3:26) .

10) راقب اللّه (ليكن اللّه نصب عينيك، اتق اللّه و خفه في تصريف) ما ألقاه اللّه اليك (من المركز و الأمر اللذين عهد بهما اليك) مقاليد (مفاتيح، القدرة على) البسط و القبض (العطاء و المنع، المنح و الحرمان) .

11) الاجمال: فعل الجميل بالناس (الاحسان اليهم) .

12) تصاريف (تقلبات) الأيام و تقتضيه (تتطلبه) الأنام. (الناس، مجموع البشر) . مردود اليك (يرجع الفصل و الحكم فيه اليك) . علق بنظرك (اتصل بولايتك) (4) الرواق: ممر مسقوف. مد رواق العدل: نشر العدل بين الناس. المواسم: الأعياد و المناسبات الكبرى. السوق: مكان البيع و الشراء (المجال الذي يصرف فيه الناس حاجاتهم اليومية) . أقام السوق: جعلها رائجة كثيرة الحركة.

13) الشعار: العلامة. اظهار شعار الدين: العمل على أن يعز الدين و يقوى حتى يظهر فلا يكتم خوفا من خصومه. المتداعون: المتقدمون الى صاحب الدولة بطلب الانصاف أو رفع الظلم عن أنفسهم. المتحاكون: الذين رضوا (بك) حكما فيما بينهم. الدعوة الهادية: الدعوة الفاطمية، المذهب الفاطمي. المستجيب: الذي قبل الدعوة و أراد أن يدخل فيها.

14) من المؤمنين كافة (جميعا) ، «كافة المؤمنين» خطأ في الاستعمال. محرر: مكتوب، مذكور. التقليد: مرسوم أو منشور (أمر ملكي مفصل) يقرأ في الناس حينما يعين السلطان أو الملك وزيرا.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.