المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

Bailey,s Theorem
21-5-2019
مسجد الجبهة
20-11-2016
Gamma Emission
2-2-2019
البراهين العقليّة و النقليّة بان الله واحد من جميع الجهات
1-07-2015
الرنينات الهادرونية: جسيم أبسلون UPSILON (ϒ)
20-1-2022
الخلاف المنهجي بين المدرستين (أمر السماع)
12-08-2015


المثقف منور معرفي  
  
2384   08:38 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص37-38
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

عادة ما يتم نقل المعرفة الثقافية من الجيل القديم إلى الجيل الجديد، ومن العلماء القدماء إلى المحدثين ليكملوا رسالتهم ويضيفوا ما يستطيعون إضافته. وهناك فئة من المثقفين يقومون بتنوير الآخرين من خلال ترويج ونشر ودعاية ثقافتهم التي ورثوها من أجيالهم السالفة، وعادة ما يكون هذا الترويج بين عامة الناس. أي من ‏غير المثقفين وغالباً ما يحصل في الأوساط الدينية حيث يقوم به الرموز الدينية الناشطة، وممن لهم دراية وخبرة كافية في ذيوعها وبثها بين العوام. والحالة أكثر ذيوعاً وانتشاراً بين المثقفين غير الدينيين أي المتعلمين والمثقفين لأنهم يمارسونها في مؤسسات علمية مثل المدارس والكليات والمعاهد والجامعات. وهناك حالات يحصل فيها المنورون الدينون على دعم وتعزيز من قبل رجال نظام الحكم بسبب اتفاق مصالحهم الذاتية مع دعواهم. إنما مع التطورات الحديثة بات الدعم الشعبي أكثر احتياجاً لطروحات المثقفين ومع انتشار الديموقراطية في العالم الغربي باتت طروحات المثقفين تجد آذانا صاغية سواء أكان ذلك من رموز المجتمع أو من عامته. أي أن أهمية دور المثقف أمست حاجة ماسة في التوعية والتعليم والنقد والتثقيف والتقييم. كل ذلك فتح المجال أمام المثقفين للتعبير الصريح والعلني لأنهم وجدوا آذاناً صاغية لهم ولم يبق حكم الأغنياء ذا تأثير كما كان قبل عقود من الزمن إذ تغلب عليه حكم الرأي العام، ومن هنا أتت الحاجة إلى إعطاء المثقفين لعامة الناس الأمر الذي منحهم سلطاناً ونفوذاً اجتماعياً عليها (على عامة الناس) أقول اكتسبوا قبول الرأي العام لكن هذه المهمة الوظيفية للمثقفين استطاعت أن تمتص الوقت الكثير والطاقة الجسيمة. جدير بالذكر أن هناك بعض الأشياء التي تعد مهمة اجتماعياً أي لا تعد كذلك من الناحية العلمية بسبب كونها غير منتجة لذا فإن المنورين القدامى في الأجيال السالفة لم يبق دورهم كما كان بسبب تطور وظيفة منور المعرفة في الوقت الراهن . . . مع ذلك فإن هناك نوعين من المنورين في الوقت الراهن وهي:

‏أ ـ المفسرون للمعلومات العلمية المعقدة وجعلها قريبة إلى مدارك الجمهور من الشباب المنخرطين في التنظيمات الاجتماعية أمثال الأساتذة والمدرسين.

‏ب ـ معلمو التربية والتعليم الذين ينقلون المعرفة للناشئة على شكل دروس تربوية لتهيئتهم للقبول في مؤسسات تربوية متقدمة تخدم مستقبلهم في مجتمع منظم ومتقدم.a




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.