المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مفهوم التدقيق واهدافه
7-4-2018
أسوأ الاعمال عند الله
30-7-2019
إنتاج أزهار الفلامنكو (Anthurium)
4-8-2016
مفهوم استعمالات الأرض
17-8-2020
تقنيات قطاف الزيتون وصناعة الزيت
20-6-2016
المكلف في زكاة الفطرة
5-10-2018


قضايا المرأة  
  
1986   11:34 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص143-144
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /

الرجال والنساء, لقد قسم جهاز التكوين النوع البشري الى ذكر وانثى اسوة ببقية الموجودات الحية , لكي يستطيع ان يضمن بقاءه النوعي عن طريق التكاثر بالتناسل , ولقد زود الرجل والمرأة بجهازين مختلفين لإيجاد النسل , وكل واحد منهما مزود بغرائز وطاقات كاملة , وهما متساويان بالخصائص الانسانية الذاتية , ام الخصيصة الوحيدة المائزة بين الصنفين والتي تكون منشأ لمزايا منفصلة في المجتمع , فهي تتمثل بغلبة خاصية التعقل في صنف الرجال وغلبة العاطفة لدى صنف النساء , وتبعا لهذه الخصوصية صار لكل واحد منهما في المجتمع وظيفة خاصة يساهم من خلال النهوض بها بإدارة عجلة الاجتماع الانسان , بحيث اذا ما خرج عن الدائرة الطبيعية الخاصة به تصاب عجلة المجتمع بالعطل , وقد اخذ الاسلام بنظر الاعتبار خصائص هذين الصنفين ورعاها رعاية كاملة في الاحكام المرتبطة بهما .

اما الاحكام المشتركة التي شرعها الاسلام لهما فهي ناظرة للاشتراك النوعي فيما بينهما بحيث يقود ذلك الى تقاربهما بأقصى ما يمكن , واذا ما اردنا ان نقف على الخطوات الكبيرة التي حققها الاسلام لرفع الاختلافات بين هذين الصنفين في اطار نظرته الواقعية , وبالأخص ما قام به لرفع الحيف والاجحاف عن المرأة وما سنه من احكام لتحسين وضعها , فينبغي لنا ان نعود الى عصور ما قبل الاسلام , وفيما كان عليه سلوكهم مع المرأة في المجتمعات المختلفة المتقدمة وغير المتقدمة وفي الاديان الاخرى .. ثم ننعطف لدراسة الاحكام الاسلامية حيال المرأة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.