المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30

بُعد كوكب زحل عن الشمس
7-2-2020
مراحل الصناعة - مرحلة الصناعات الفردية
19-9-2019
William Brash
19-6-2017
كيـف يـعمل ويُصمـم نـظام ERP ؟
10-3-2021
منحنى المعايرة
2024-02-12
تنفيد نتائج للمعلومات (Implementation of information)
26-1-2022


مراقبة المدرسة والأصدقاء  
  
3369   11:56 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص197ـ203
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 2006
التاريخ: 9123
التاريخ: 19-6-2016 2142
التاريخ: 11-12-2021 2574

لا يعيش الطفل في عزلة بل في وسط إجتماعي وبين الأصدقاء والاقران في المدرسة، يتأثر بهم ويؤثر فيهم ولو بنسب متفاوتة فما أكثر الافعال التي تعلمها من الأصدقاء وهي غير صحيحة.

قد يتربى الطفل في البيت تربية سليمة لكنه يفسد وتسوء أخلاقه في المدرسة بسبب معاشرته لأصدقاء السوء ولذا كان من الضروري معرفة مقومات شخصية الطفل ومراقبة إختلاطه مع اقرانه.

ـ الأطفال والتقليد :

...أن الأطفال قادرون على تقليد الآخرين، حيث ان الكثير من تصرفاتهم التي يتسم قسم منها بالتعقيد والتنوع هي مكتسبة.. يتأثرون بمن وما حولهم خاصة إذا كانوا اكبر منهم سناً أو أكثر منهم رفاهية وأفضل منهم من الناحية المعيشية.

من الواضح جداً ان كثيراً من الأخلاق السيئة والإنحرافات وحالات التمرد ناجمة عن التأثير بالأصدقاء واقران الطفل في المدرسة أو المحيط الخارجي وبذلك لو تم معرفة جذور الإنحرافات في الطفل فسيمكن معالجة الكثير منها.

لقد اثبتت التجارب العلمية بأن حتى أكثر الأطفال تمرداً يمكن معالجتهم كما أن أكثرهم إنحرافاً يمكن إعادتهم الى جادة الصواب شريطة ان نعرف السبيل الى إصلاحهم ونحدد بدقة عوامل الإنحراف والتمرد.

ـ دور المدرسة :

إن بإمكان المدرسة في كل نظام متبع على صعيد البرامج والاسلوب والتقويم وجوانب الإنضباط السائدة ان تمارس دوراً مصيرياً قبال الطفل، فتمهد الأرضية فيه لتفعيل الإصلاحات اللازمة أو ان تهوي بجوانبه الأخلاقية الى الحضيض، وعلى هذا من الخطأ جداً ما يعتقده البعض من المعلمين من أن "الطفل قد شب وصار في عمر ليس لأحد ان يؤثر فيه".

إن المدرسة إن كانت متزمتة في جانب الإنضباط وإذا كان المعلم يولد في الطفل العقد بدل ان يبني شخصيته ولا يهتم بإهتمامات الطفل ومطاليبه واحتياجاته وقدراته وإذا كان الوالدان يفرضان أموراً عليه في غير محلها وإذا كان الأصدقاء بذيئي الكلام وإذا كان المدير والمشرف والمعلم هم عوامل مساعدة على الإنحراف فإن الآلام ستكون مضاعفة وكما يقول المثل "سيزداد الطين بلة".

لقد عكست التحقيقات والتجارب ان كثيراً من عدم النظم والتمرد الصادر عن الأطفال ناجم عن التربية المغلوطة والضعيفة في المدرسة، علماً أن هذا الموضوع لم يحظ بالإهتمام اللازم. على اننا نرى ان أفضل اساليب التربية في المنزل ستكون معرضة للخطر إذا لم تؤخذ بنظر الإعتبار المدرسة وأن الوالدين غير قادرين مطلقاً على الإستمرار في بناء الطفل أو إعادة بنائه.

ـ نظام التحصيل الدراسي :

تتباين الانظمة التربوية في العالم تبعاً للثقافة والمياه والهواء والمناطق الجغرافية وحتى العسكرية والإقتصادية، هذا مع الإقرار ان لكل نظام نقاطاً إيجابية وأخرى سلبية إلا ان يكون من قبل الله "جلّ وعلا" ومبلغاً بواسطة الأنبياء (عليهم السلام). من الطبيعي ان العيوب

الموجودة في الانظمة الموضوعة من قبل البشرية ستترك آثارها غير المحبذة في الأشخاص.

وعلى هذا يمكن القول بأن بعض التمرد الملحوظ لدى الأطفال متعلق بالنظام الذي تربّوا على أسسه وقواعده وأن الرؤية التي وضعها اصحاب النظرة الضيقة لم تستطع تلقين الأطفال القضايا الأساسية للحياة واسلوبها، إنه نظام لم يعلّم الطفل كيف يتعامل مع الآخرين وبأي ضوابط يتعامل مع الظواهر والاحداث المحيطة به.

إن التربية الناقصة والمعلم القاسي مع الأطفال واسلوب التدريس الخاطئ ومقررات الإنضباط الظالمة والنفاق والقدوة غير السليمة والقرارات المتناقضة.. كلها تؤثر في الطفل مما يتعين على العامل في مجال تأهيل الأطفال ان يهتم بالإشارات اعلاه.

ـ إنتقاء المدرسة :

إنطلاقاً من الإشارات اعلاه فإن التربية الإسلامية تعنى جداً بموضوع انتقاء المدرسة للأولاد، فالإسلام اراد من الوالدين وضع أولادهما في مكان يتسم بالصلاح وبأيد امينة وهو حق للأطفال.

على الوالدين ان يعرفا في اية مدرسة وبأيدي من يضعون أولادهم. من هم المعلمون والمدير وخادم المدرسة. إن الحكومة مكلفة ببناء مدارس جيدة لأبناء المجتمع وإعداد معلمين على مستوى جيد ومن الطبيعي ان تقصير الحكومة في هذا الباب لا يعني سقوط التكليف عن عاتق الوالدين.

ـ وظيفة المدرسة :

ينبغي للوالدين وضع أولادهما في مدرسة تصون الى جانب تعليم القضايا الأساسية، الأطفال من اخطار تعلمهم الخصال السيئة، وتهديهم الى الطريق المنجي.

عليهم ان يختاروا لأطفالهم مدرسة يسودها الإنضباط والعدالة وتتوفر فيها الحرية المشروطة والمفيدة وتعلمهم الاصول والضوابط العامة في الحياة وكذلك نوعية الإرتباط بينهم وبين الناس حتى يعرف الطفل كيف يتعامل مع الوالد والوالدة والأصدقاء والاصحاب وماذا عليه ان يفعل ليعيش حياة شريفة مليئة بالوئام.

إن المدرسة عليها تبيين مفاهيم ومصاديق الجيد والسيء وكذلك الجميل والقبيح والصحة والسقم، وتعلم الأطفال اي الافعال صحيحة وأي الافعال خاطئة. ما هو طريق الكمال؟ وما هي الضوابط التي ينبغي إتباعها في مجال الإنسانية والحفاظ على الصداقة ومحاربة العدو، هذا بالإضافة الى القضايا التي تندرج في عناوين علمية وإجتماعية ثقافية.

ـ صفات المعلم :

على الوالدين ان يعرفا من هو المعلم الذي يشرف على ولدهما وما هي ميزاته؟ ما هي أخلاقه وتصرفاته وعقائده؟ ماذا يعلم الأطفال؟ ثم ما هو اسلوبه في ضبط الصف؟

إن المعلم الذي يلتذ بتعذيب الأطفال وشعورهم بالذلة والعجز امامه والتملق له ويسعى لإدارة قضايا الصف من خلال إرضاء ذاته يساهم بالواقع في تفاقم حالة التمرد لدى الطفل كما ان العقاب في غير محله والظلم وافتقار المعلمين للعدالة والقساوة في التنبيه والمزاج المفرط والصداقة الغالبة على الحق تتسبب في فساد وإنحراف الأطفال.

حينما يواجه الطفل صدمة عاطفية ويشعر بأنه مظلوم، وحينما يشعر الطفل بان حجم تنبيه المعلم له لا يتناسب مع الخطأ الذي ارتكبه فإنه سيواجه سلسلة من الأفكار المؤذية له وستدفعه الى الإنتقام، ومن الضروري في مثل هذه الظروف الإسراع الى مساعدته وإنقاذه من هذه الأفكار المؤذية حتى يجد الطفل نفسه ويثق بها ولا يرى نفسه عديم القيمة والأهمية أو ان لا يفكر في الإنتقام من المعلم.

ـ دور الأصدقاء :

يفوق تأثير الأصدقاء في الطفل تأثير الأب والأم بل ويفوق تأثير المعلم أيضاً في بعض الموارد. إن الطفل يتعلم في الأغلب تصرفات ونهج أصدقائه لأنه يتفق معهم في طريقة التفكير والتطلعات.

قد يمهد الأصدقاء والاصحاب الكثير من عوامل الإنحراف، فتصرفاتهم السيئة قد تؤدي الى ان يقوم الطفل بها مستقبلاً ومن امثلة ذلك الفرار من البيت أو المدرسة والتسيب أو الإصابة بالإنحراف الجنسي أو الخُلقي اي ان التفاخر والإستهزاء والبطالة والعصبية والتمرد كلها أمور ناجمة في كثير من الأحيان من مماشاة ومحاكاة الأصدقاء.

يرغب الأطفال بالأفعال الجديدة بشكل كبير وعندما يرونها يبادرون الى تقليدها. من الواضح جداً ان لكل طفل اسلوباً ومنهجاً خاصاً تعلمه من محيطه الإجتماعي يترجمه على صعيد الواقع عندما يلاقي اقرانه فمثلاً يقوم بالسرقة تقليداً لصديقه وهكذا يمارس العنف ويستهزئ وغير ذلك من الأمور.

ـ العلاقة بين الاصحاب :

يجري الأطفال فيما بينهم نوعاً من المعاملات فهم يتبادلون الأخلاق والتصرفات وكذلك المعلومات المفيدة منها والمضرة وهم يلفتون النظر إليهم عبر ذلك.. التنقل المستمر للوالدين وعدم التواؤم فيما بينهما وتغيبهما المتواصل عن الطفل يلقي بظلاله على هذه المعاملات ويضع امامه مصيراً صعباً ومقلقاً.

بطبيعة الحال إن الطفل حينما يرى ويلتقي بشخص اهل للثقة فإنه سيشرح له قلبه وسيخبره بما يواجهه من مشاكل وقضايا في حياته الشخصية والعائلية وما يشاهده من تصرفات مجحفة بحقه وما يفكر به من أجل التحرر من هذه القيود. يلجأ أحياناً الى التأوّه امام اصحابه وأحياناً أخرى الى التفاخر حفاظاً على غروره لا لشيء الا للبرهنة على انه مثلهم سواء أكان مؤدى الفعل الى الصلاح ام الى الفساد، فلو ركل برجله فلأنه يريد البرهنة على انه قادر على ذلك أيضاً وهكذا الأمر إن سخر من احدهم ليضحك آخرين وبالتالي الإثبات بأنه ليس باقل من اقرانه مما ينبئ بعواقب وخيمة.

ـ مراقبة الأصحاب :

من هذا المنطلق يستلزم من الوالدين والتربويين التحقيق ومعرفة ان أولادهم يسايرون من؟ وأين ومع من يقضون أوقاتهم؟ وكيف يقضون أوقات لعبهم؟ والعمل بقدر المستطاع على قطع العلاقة مع ذوي الأخلاق الضعيفة ومن يتسم ببذاء اللسان.

إننا نؤمن بضرورة وجود صديق وصاحب لكل طفل لأنه بحاجة الى من يفكر بطريقته ويفعل مثلما هو يفعل سواء في اللعب ام الضحك ام البكاء وما الى ذلك، لكن تلك العلاقة والمصاحبة ادعى الى ان يوضع حد لها إذا ما ادت الى الإضرار بشخصية العائلة والشرف الإنساني.

إختيار الصديق:ـ

من الجدير ذكره هنا ان منع الطفل من الاتصال بأصحابه ومن يلعب معهم دونما دليل لن يداوي جرحاً بل لا يمكن قطع علاقة الطفل بأصدقائه بشكل عشوائي وبدون تفكير. إن وجود الصديق والصاحب وكما اشرنا يعد أمراً ضرورياً في حياة الطفل ونموه علماً انه سيلجأ في الخفاء الى مد جسور العلاقة مع من هم في عمره إذا منع منها في العلن، وبذلك فما أفضل ان يختار الوالدان وخاصة بصورة غير مباشرة الصديق لأولادهما.

يمكن للوالدين اختيار أطفال معروفين والعمل مع آبائهم على إلتقاء بعضهم بالبعض الآخر ويعرّفون بعضهم على البعض الآخر والتمهيد أيضاً للصحبة عبر لقائهما في بيت واحد وتزويدهم بوسائل اللعب وإجلاسهم حول مائدة واحدة.

إن هذه السياسة تؤدي الى تقليص الاخطاء الى الحد الادنى والحؤول دون تعلم التصرفات والأعمال القبيحة والمذمومة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.