المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



حالات يجب على الام تجنبها  
  
1956   09:56 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص233- 235
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

على الام ان تتجنب بعض الامور في تعاملها مع الاولاد، واهمها ما يلي:ـ

1. استعمال القوة:ـ إنه لخطأ جسيم ان تلجأ الام الى استعمال القوة وإشهارها بوجه الابناء مع ما لها من قيمة ومنزلة عظيمة فتظهر بنظر الطفل وكأنها فرد خشن، وهو غير مناسب لجميع الامهات، وخصوصاً اللواتي لديهن ناشئة ويافعة وشباب.

وأما الاصغر سناً فإن هذا سيضعفهم ويؤثر عليهم سلباً وسيحطم إرادتهم، وأما الاكبر سناً فلربما وقفوا في مواجهة ذلك وزادوا الهوة بينهم وبين امهاتهم، وهكذا ستتعرض تربيتهم الى صفعة موجعة عند ذلك.

2. الظهور بمظهر القيادة:ـ انت رئيسة دولة الاسرة بعد الاب، ولكن اسعي ان لا تظهري بهذا الشكل، فشأن الام اسمى من ذلك، والافراط في الامر والنهي، وإصدار الاوامر بشكل دائم، والتحدث بغرور وتبختر سيحط من شأنك كأم الى مستوى رئيس إدارة، والإنسان في الحقيقة قادر على التهرب من امر رئيس الادارة او التهاون في ذلك، فلا تضغطي على الطفل كي ينصاع لأوامرك حتماً، بل اسعي الى ذلك من خلال اللين واللطف، وربما ادى اسلوبك المتشدد هذا الى خلق الكثير من العقد فيه، وربما زاد من نسبة اضطرابه وقلقه، وقد اثبتت الدراسات ان الامهات اللواتي يرغبن بالظهور بمظهر الرئاسة والقيادة هن من اللواتي كان لديهن منذ مراحل الطفولة والمراهقة او البلوغ والشاب رغبات وميول معينة، ولكنهن لم يبلغنها وهن الآن يتلافين ذلك على حساب الآخرين حتى ولو كانوا ابناءهن.

3. الخضوع امام الالحاح:ـ وفي الوقت نفسه لا نريد منك ان تستسلمي امام رغبات الطفل وميوله غير المناسبة، وان تلبي كل ما يتمناه ويرغب فيه، وحتى لو رافق ذلك إصرار وبكاء وعناد.

فلا يجوز الخضوع والتسلم امام البكاء والعناد، فربما اتخذ لاحقاً من هذه الطريقة وسيلة للسيطرة على الام، فلا يجوز ان يتمكن الطفل من استعمال الدمعة واللوعة والانين وسيلة لبلوغ اهدافه المستقبلية، لأنك لن تكوني قادرة على كبحه في تلك الحالة.

ومن المناسب ان نذكر هنا بأنه يجب عليك التسلح بالحذر مع كل عواطفك ومشاعرك كأم، كي لا تخضعي للأجواء التي قد يخلقها الطفل، فلا ينغي بعد ضربه وذرف الدموع ان يقول لك:ـ " لو كان لدي أب لما ضربني"، إننا لا نطلب منك ان تضربيه ولكننا نجيز لك ذلك عندما يقتضي الامر، لذلك لا تترددي عند ذلك.

4. العصبية:ـ نعم! ما نقصده بهذه الكلمة هو المعنى العامي والدارج لها، فعليك التحكم بنفسك دائماً وان تسيطري عليها وتقومي بإدارتها في كل الاحوال والظروف، وإياك ان يفلت زمام الامور من يديك، ولا يغلب الغضب عليك، ولا تصل الامور الى حد تواجهين فيه الغضب بالغضب، وهذا التحذير يتعلق بطفلك الصغير الذي لا مأوى له ولا مهرب امام غضبك إلا تحمل العذاب والالم، من جهة، ويتعلق بالوالد اليافع او الشاب، فربما اتخذ موقفاً غير مناسب في هذه الحالة، ومن صفات الام التحلي بالليونة والمرونة والطمأنينة والسكون. إستفيدي من تجارب الآخرين، وخذي منها الدروس والعبر، انظري الى عاقبة الذين تصرفوا بهذا الشكل كيف هي؟ وفي هذه الحالة ستصلين الى نتيجة:ـ بأنه ينبغي مداراة الاولاد والتحكم والسيطرة على النفس.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.