المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

النظام السياسي لبلاد الرافدين
1-12-2016
امتداد الخصومة بالتدخل
2024-06-27
معنى لفظة الأجل
29-1-2016
مبادئ إدارة الأعمال
24-4-2016
اين توجد المستقبلات اللمسية للحشرات؟
10-2-2021
عمر بن حنظلة
10-9-2016


الابوة دور انساني مهم  
  
2297   12:38 صباحاً   التاريخ: 8-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص111
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-20 1049
التاريخ: 11-9-2016 1799
التاريخ: 17-6-2016 4326
التاريخ: 11-1-2016 1759

ليست الابوة مجرد اصطلاح لغوي , بل هي دور انساني مهم لا يجوز الاستهانة به , لان الاسرة تقوم على اقطابها الثلاثة : الاب .. الام .. الطفل ... بحيث يحصد الطرف الثالث دائما ثمار العلاقة السليمة بين طرفيها الرئيسيين , والعلاقة بين الام والاب هي ركيزة البناء في هذا المثلث الاسري , وحرمان الطفل من حضور ابيه الفاعل في حياته يعني حرمانه من ركيزة اساسية للإحساس بالأمان الخارجي , لان الاب بما يمثله من قوة في نظر الطفل هو من اهم دعائم احساسه بالثقة والاحساس , خصوصا اذا ما تجسد حضوره تعاونا مع الام في مجال تربيته , بما يزيد من احساسه بالأمان , ويرسم له صورة ايجابية عن العالم وعن الحياة الزوجية الاسرية , ما يجعله اقدر على الاستقرار نفسيا والاستقلال ايضا ... فوجود الابوين معا يخفف من تبعية الطفل لمحور واحد , ويعطي الطفل ذكرا وانثى فرصة التمثيل الحقيقي لهويتهما ودورهما في المستقبل , بإغفاء تجربتهما الاولى مع الحياة , من هنا يغدو العمل على تطويق الاسباب التي ساعدت في تشكيل ظاهرة تغييب الابوة عن مسرح الحياة الاسرية اكثر من ضرورة , كي لا يفقد الابناء فرصة الاستفادة من حضورهم ورعايتهم .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.